رأي ومقالات

قطاع الشمال والحريات الأربع


[JUSTIFY]في الوقت الذي فُتحت فيه عشرة معابر حدودية بين السُّودان ودولة جنوب السُّودان كان هناك عشرات الآلاف من الجنوبيين العالقين الذين ينتظرون الترحيل إلى جنوب السُّودان بعد أن تم بالفعل ترحيل أعداد أخرى خلال السنة الأخيرة.

صحيح أن المعابر لا يقتصر دورُها على تيسير وتنظيم دخول مواطني الدولتين إلى الدولة الأخرى وإنما يتجاوز ذلك إلى النشاط التجاري وحركة الرعاة في رحلة الشتاء والصيف للقبائل الرعويَّة في الشريط الحدودي من السُّودان إلى الجنوب والعودة مجدداً إلى الشمال لكن العجب العجاب أن العودة الطوعيَّة للجنوبيين التي بُذل في سبيلها ولا يزال الكثير تستمر وتُرصد لها الموازنات في نفس الوقت الذي يتم فيه الاتفاق على الحريَّات الأربع فقد حملت أنباء مفاوضات أديس أبابا أن حكومتي السُّودان ودولة جنوب السُّودان قد وقَّعتا على اتفاق يقضي بتكوين آلية لتنفيذ اتفاق الحريَّات الأربع والمواطنة وقضايا الهجرة بين الدولتين بحضور وزيرَي داخلية البلدَين.

بالرغم من التفاؤل الذي ساد الساحة السياسيَّة في أعقاب الاتفاق بين الرئيسَين البشير وسلفا كير خلال زيارة الرئيس السُّوداني لمدينة جوبا والذي أبدى فيه سلفا كير مواقف قويَّة وحاسمة في مواجهة قطاع الشمال إلا أن تداخل الهجوم على أب كرشولا وأم روابة من قِبل قطاع الشمال مع الاتفاقيات المبرمة بين الدولتين… كل ذلك يحتِّم على الحكومة ألّا تستعجل التفاوض مع ذلك القطاع العميل سواء حول المنطقتين أو غير ذلك من القضايا كما أن استعجال التفاوض او الاتفاق حول الحريات الأربع لا مبرِّر له البتة فلا يزال الاتفاق بين الرئيسَين فطيراً ولم يتم تنزيل اتفاقيات سبتمبر من العام الماضي بما في ذلك اتفاق البترول وغيره على أرض الواقع فلماذا الاستعجال؟!

بالله عليكم أليس من حقنا أن نطلب من سلفا كير قبل المضي في إنفاذ الاتفاقيات التي قد تُشكِّل أخطاراً أمنيَّة على السُّودان وأعني تحديداً اتفاقية الحريَّات الأربع التي يمكن أن تأتي بكل أنصار تيار أولاد قرنق وتدفع بهم إلى السُّودان لإنفاذ مشروعهم الإستراتيجي سِيَّما بعد أن تبيَّن أن سلفا كير على خلاف معهم.. أليس من حقنا أن نطلب من سلفا كير أن يمنحنا المزيد من التطمين بأن يُزيل كل شعارات مشروع السُّودان الجديد من اسم الحركة التي لا تزال تحمل اسم عبارة (تحرير السُّودان) وليس تحرير دولة جنوب السُّودان من الفقر والجهل والمرض؟!

على كلٍّ هناك صراع محتدم بين عدد من القيادات السياسيَّة في جنوب السُّودان استعداداً لمؤتمر الحركة القادم ونرجو أن يُحسم لمصلحة سلفا كير الذي عليه أن يُزيل كل تلك الشعارات العدوانيَّة التي تصب الزيت على نار الشكوك المعتملة في نفوس أبناء السُّودان بعد أن ذاقوا الأمرَّين من تحرُّشات أولاد قرنق الذين يقودون قطاع الشمال الذي يجد له سنداً قوياً في جنوب السُّودان بقيادة باقان أموم وعدد من جنرالات الجيش الشعبي.

أيام كمال عبيد لم يكن مطروحاً البتة الربط بين قطاع الشمال وقضايا المنطقتَين ذلك أنَّ قطاع الشمال كيان يحمل اسمه اعترافاً بعمالته وتبعيَّته للحركة الشعبية لتحرير السُّودان الحاكمة في جوبا وهذا لعمري أمرٌ خطير سيَّما بعد أن نفض سلفا كير يده عنهم لكنهم يرفضون ما أعلن عنه سلفا كير مُعوِّلين على قيادتهم في جوبا المتمثلة في باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبيَّة المفترض أنها الحزب الحاكم بقيادة مزدوجة متمثلة في رئيسها سلفا كير المعارض لقطاع الشمال وأمينها العام باقان أموم الذي يقود قطاع الشمال من دولة جنوب السُّودان.

أيام كمال عبيد كان الرجل يُصِرُّ على أن قضايا منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق يعبِّر عنها أهل المنطقتين وأمامي تصريح للرجل نُشر في (الرأي العام) بتاريخ «7/9/2012م» قال فيه إنهم (أطلعوا الوساطة بصورة قاطعة أن الطرف الآخَر إن كان راغبًا في الجلوس للتفاوض عليه الالتزام بالتحلُّل من أية صلات أجنبيَّة سياسيَّة أو عسكريَّة) وأضاف عبيد: (قلنا لهم بصريح العبارة لن نتفاوض مع ضباط في جيش دولة أخرى ليتفاوضوا حول قضايا السُّودان وكذلك لن نتفاوض مع قيادات سياسيَّة في حزب سياسي لبلد آخر وإن كانوا راغبين بالمشاركة في العمل السياسي داخل السُّودان هناك قوانين وإجراءات كانوا يوماً طرفاً في إجازتها عليهم الالتزام بها والعودة للتفاهم حول هذه القضايا والتوضيح لماذا كان خيار الحرب هو الأنسب بالنسبة لهم في الفترة الماضية؟).

بالله عليكم ما الذي تغيَّر حتى تقرِّر الحكومة فجأة تعديل موقفها وتتراجع كما ظلَّت في استنساخ مجنون للمرض المزمن الذي أصابها منذ ما قبل توقيع كارثة نيفاشا؟! أليس عرمان وعقار قيادات سياسية في قطاع الشمال الذي هو بحسب اسمه الصريح جزء من الحركة الشعبيَّة المقيمة في الجنوب؟! لو كانوا يستحُون ويحترمون الشعب السُّوداني الذي يزعمون أنهم جاءوا لتحريره لغيَّروا اسم حركتهم.. لو كانوا يستحُون لأوقفوا القتل والقصف والتدمير في جنوب كردفان والنيل الأزرق وغيرهما لكنهم يمنُّون أنفسهم بأن يكون لهم دور في مستقبل السُّودان بالرغم من كل ما فعلوه بالسُّودان وبولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وما يفعلونه اليوم في شمال كردفان.

والله العظيم لا يساورني أدنى شك أنَّ قطاع الشمال بقيادته الحقيقية في الجنوب وقيادته القديمة في الشمال عرمان و عقار ينسِّقون لتوظيف اتفاقيَّة الحريات الأربع لتحقيق مشروعهم الإستراتيجي فبالله عليكم أرجو أن تفكِّروا فيما سيفعله عرمان إذا تواصل انبطاح الحكومة وخضعت لمطلب عرمان بأن يتجاوز التفاوض المنطقتين إلى بقيَّة أنحاء السُّودان مثل دارفور وغيرها ولم يقتصر على المنطقتين فقط وإذا تمخَّض عن ذلك توقيع نيفاشا أخرى تأتي بعرمان وقطاعه العميل ليشارك في الحكومة ويقود المعارضة من داخل البرلمان والشارع كما كان يفعل خلال الفترة الانتقاليَّة أيَّام كان سلفا كير نائبًا أول للرئيس وكان باقان وعرمان يُمسكان بخطام المعارضة الشماليَّة لتحقيق أجندتهما.. تخيَّلوا ما يفعله عرمان من الخرطوم وما يفعله جنوبيو الحريَّات الأربع القادمون بتنسيق وتخطيط من باقان وعرمان وغيرهما من شياطين الإنس.

صحيفة الإنتباهة
الطيب مصطفى[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. [B]وواجع قلوبنا[/B]

    أخشى أنك يا ود مصطفى تنفخ في قربة مقدودة

    ومالنا غير أن نقول :
    هيا يارسول الله هيا إلى العريش **** فالقوم هم القوم كأنهم قريش

    والحق هو الحق سهامه لن تطيش
    اكتب اكتب يا مصطفى ….نحن مقتنعون ولكن من يقنع ذاك الدجاج إلى أن يأتيه الثعلب …ولات حين مندم

  2. سلام عليكم
    يا أخ الطيب أنت تستطيع أن تكتب وتؤثر في غيرك، ولكن قرأنا كتابتك في مشاريع التنمية هي عبارة عن مدح للحكومة دون أدنى رأي للشعب، ولم تدافع عن أي ظلم في أي اتجاه كان… وكأنك تقول: الشعب أيضا معارضة ولا يشكر النعم..
    والآن أنت أصبحت من منبهات الحزب الحاكم وليس الحكومة؛ لأنه هناك فرق… ونحن نقرأ ونكتب التعليق على الانترنت عسى أن تخف وطأة احتكار الرأي!!!

  3. بسم الله الرحمن الرحيم

    هل العفو العام هو سبب الكوارث ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    كثرة العفو عن المعارضين والمتمرديين والارتزاق

    جعل الكل يرتزق ويتمرد ويعارض ويقتل ويدمر

    ودمر البنية السودانيه واجل الاقتصاد والتنمية

    وخرج اولادهم امييين بدون تعليم ..

    وبعد هذا ياتى له بالعفو ويصبح حيا يرزق

    ويصبح حاكم ويحكم المساكيين الفقراء من اسباب الحرب

    ويحكم من قتل لهم ولد او اب او ام او زوجه …

    هل هذا ضعف فى الحكومات ام ضعف من الانسان السودانى

    هل ممكن ان يكون السودانى فى العفو لهذه الدرجة ؟؟؟؟

    امثله بسيطه من عديمى الوطنيه وهم يدعون الوطنية

    وحب السودان ..

    بدل ان يعدموا اصبحوا رؤساء ووزراء ومدراء

    مثال عمنا الصادق الذى اتى بالمرتزقه

    وجون قرنق … رك مشار ..سلفاكير ..مناوى

    والبقية تاتى .. عقار .. ياسر …الخ الخ الخ

    يتالم الانسان الى هولاء انهم يدعون الوطنية ..

    قتل الكثير من الابرياء واغتصب ودمر السودان ..

    وهلكوا اهل السودان الاوفياء والى الان يعانون ..

    لكم الله اهل السودان وياخذ بيدكم وينعم عليكم بالتنمية .

    وطنــــــــــــــــــــــى

    [وطنى]