نادية عثمان مختار

د. نافع و( لبن العصفور) !!


د. نافع و( لبن العصفور) !!
هنالك أشياء كنا نظن أن حدوثها مستحيلا فوق سطح الأرض ولكن التجربة وطموح البشر أوصلهم لتحقيق كل ما كنا نظنه مستحيلا بما في ذلك الوصول لسطح القمر ! وهكذا أيقنا ( أن لا مستحيل تحت الشمس) وأن كل شيء جائز الحدوث في زماننا هذا مهما اعتقدنا استحالته، بل وللغرابة أنه حتى المثل الشائع الذي كان يستخدم لتأكيد استحالة حدوث بعض الأمور ( طلع فشوش)، حيث كان يحدثك عن أن بعد هذا الشيء عن التحقق كبعد وجود ( لبن للعصفور) فثبت علميا وعلى أيدي علماء أن العصفور( عندو لبن) ! يسقيه لصغاره عبر منقاره الذي يدخله في مناقيرهم فينزل ( لبنه) من حويصلة تفرزه داخل أحشائه !!
كل ذلك يؤكد أن لا مستحيل في الكون ؛ ولكن للمؤتمر الوطني دوما رأياً أخرا مغايرا ومختلفا كل الاختلاف !!
نعم .. فلو أن كل المستحيلات في العالم قد انعدمت فهنالك (مستحيل) واحد أوضحه الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني في حديث خلال انعقاد المؤتمر التنشيطي، العام لحزب المؤتمر الوطني بولاية الجزيرة أول أمس أوردته صحيفة ( الصحافة) الغراء، حيث أكد (استحالة) إسقاط الحكومة، بل ولم يتوقف عند ذلك بل اعتبر أن ( جميع أهل السودان مؤتمر وطني ) !!
استوقفتني كلمة ( جميع) ولا أظن أنها من ( عنديات) الصحفي، وإنما قالها د. نافع الذي لا أعرف لماذا يصر على استفزاز الآخر المختلف معه فكريا وأيدلوجيا، ويستخدم هذه اللغة ( الحارقة) التي من شأنها إثارة (الغبائن) والأحقاد ممن لا يستظلون بمظلة المؤتمر الوطني وهم كثر، فليست حقيقة أن ( جميع ) أهل السودان مؤتمر وطني ! فهنالك من هم مستقلين تماما ولا يتبعون لأي حزب سياسي، وهناك من هم حزب أمة وإتحادي وشيوعي وشعبي وتحالف وبل حتى حركة شعبية رغم الانفصال !!
فلماذا إذن يلغي د. نافع كل هذه الكيانات بجرة قلم حتى لو كان الغرض من ذلك مجرد الكيد السياسي لأحزاب المعارضة التي وجه إليها الحديث قائلا : ( هذه الأحزاب تناست أن جميع أهل السودان مؤتمر وطني ) ؟!!
وجاء في حديث د. نافع أيضا تأكيده على (خيبة الأحزاب ودعوتها إلى التجمع في ميدان أبو جنزير حينما حضر نقد ولم يجد أحدا، وقال ليس من العبرة أن يحضر الأموات إلى أبي جنزير ولكن العبرة أن يحضر الأموات الذين لم يقبروا) !!!
مثل هذا الحديث المستفز لجماهير تلك الأحزاب ( شيبه وشبابه) ناهيك عن زعمائه؛ لا يمكن أن يأتي متجانسا مع (التهدئة) التي شملها الجزء الآخر من حديثه الذي ثمن فيه دور الأحزاب التي سماها ( بالمتوافقة والمتعاونة) !!بينما هي في نظر البعض ( متهاونة ومهادنة ومتخاذلة) إن أراد سيادته !!
ليس كافيا أن يقول سيادته أنهم في ( حزبه) يحترمون حزب الأمة والاتحادي، بينما هنالك أحزاب وآخرين هم السواد الأعظم لهذا الشعب يستحقون كامل الاحترام وعدم استفزاز مشاعرهم و( نخوتهم) بمثل هذه اللغة التي قلنا وسنظل نقول آلاف المرات أنها ( تُهدّم ولا تبني) !!
وعلى الحكومة أن لا تعوّل كثيرا على ( استحالة) إسقاطها فهذه لغة استخدمها من قبل الكثيرين ممن هم في غياهب السجون وعداد الموتى الآن !!
و
السعيد بشوف في أخوه ..!!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/10/19
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]