[JUSTIFY]في الثلاثينينات من القرن الماضي عمل تاجراً في إحدى المدن المعروفة وكان في بداية كل شهر يزور زوجته في قرية صغيرة في إحدى الولايات الشمالية، وذات يوم شاهدها في منزل أحد أقربائها وأعجب بها ولم يمضِ أسبوع حين خطبها من ذويها وبعد شهر تم الزواج حيث هيأ له قسماً منفصلاً عن زوجته الأولى والتي كانت تتسم بالمكر بينما زوجته الثانية عُرفت بطيبة القلب وسرعان ما اشتعلت نيران الغيرة في قلب الزوجة الأولى «س» حيث كانت تتعمد عدم مصافحتها ثم أخذت تفتعل معها العديد من المشكلات إلا أن الزوجة الثانية كانت تلزم الصمت في معظم الأحيان الأمر الذي أكسبها تعاطفاً حتى من قبل أهل «ضرتها» وكانت لا تحدِّث زوجها عن هذه المكايدات التي تلاقيها من شريكتها عندما يحضر من السفر حرصاً علي راحته النفسية ولهذا كان زوجها يرتاح كثيراً معها ويفضل المكوث معها فترة أطول، وذات يوم طلبت الزوجة الثانية من أحد أقربائها الشباب صيانة باب غرفتها وما إن لمحته شريكتها «الضرة» وهو يخرج حتي شرعت في تدبير مكيدة ضدها فأخذت تشيع أن الشاب على علاقة بضرتها خاصة أنه كان قد خطبها قبل أن تتزوج لكن والدها رفضه لاعتبارات خاصة به وعندما حضر الزوج من السفر أخذت الزوجة الأولى «س» تثير ظنونه حتى أنه جاء غاضباً إلى زوجته الأولى مكفهر الوجه مضطرباً فواجهها بما سمعه من زوجته الأولى فنفت بشدة وهي تبكي وعندما لم يصدقها ارتفع نحيبها ولكنه تركها وخرج من الغرفة وصار يتجنبها وإذا جاء إلى منزلها كان لا يمكث إلا دقائق معدودة ولا يتناول طعامها ويظل ساهياً يحدق في السقف بينما كانت تنزل الدموع من عينيها وتحاول مداراتها حتى نحل جسدها وأضحت ذابلة ولم تكن قد أخبرت والدتها بما حدث مع زوجها وفضلت الصمت ومواجهة الموقف عسى أن يهدي الله زوجها فيزول عنه نزق الشيطان، بيد أن أكثر ما كان يضايقها ويُحزنها أن زوجها بدأ يراقبها ويتعمد العودة للمنزل في أوقات مختلفة ولكنها لم تكن تسأله أو تعبر عن عدم رضائها لهذا السلوك، وذات يوم لمحت شبحاً في الظلام وأخذت تصرخ «دا منو» فأجابها زوجها وعندما دخل البيت خجلاً من هذا السلوك كان ينظر إلى الأرض ويتجنب النظر إليها وبعد أن مسحت دموعها قالت له «أريدك أن تطلقني الآن لقد تحملت كثيراً من سوء ظنك بي ولم أتصور أن يبلغ بك الشك إلى هذا الحد ثم انفجرت باكية بشدة وهنا أحس بصدقها وتبدَّدت فجأة كل ظنونه نحوها وأخذ يمسح لها دموعها بيده وقال لها «الآن أصدقك تماماً» ثم أعاد علاقاته معها كما كانت ثم سافر كعادته وعاد بعد خسمة أشهر ودخل أولاً إلى منزل زوجته الأولى كعادته فأخبرته بعد دقائق من حضوره أن زوجته حامل وعليه أن يتأكد من شرعية هذا الحمل فنهض كالملسوع وصرخ بصوت مرتفع هل عاد الشاب مرة أخرى إلى المنزل فقالت لم أشاهده ولكني لا أثق فيها ثم اتجه إلى الباب وهو يهم باقتحام منزلها والانقضاض عليها حتى يعرف منها الحقيقة لكنه توقف فجأة وتذكر دموعها الساخنة وبكاءها الحار في المرة السابقة وقال لنفسه قد تكون بريئة وأن زوجته «س» تروج لهذا الاتهام لأنها تبغضها وتغير منها ثم جلس مرة أخرى في السرير وبعد برهة قال لزوجته «س» أنا أتذكر اليوم والتاريخ والساعة التي سافرت فيها آخر مرة وسأنتظر حتى مواعيد الوضوع حتى أتأكد من الحقيقة ثم تعمد النظر إلى وجهها ولا حظ اضطرابها وعدم ارتياحها لهذا الموقف المفاجئ ثم دخل إلى زوجته الثانية وحاول جاهداً أن يكون طبيعياً معها لكنها لاحظت أنه لم يكن عادياً معها لكنها كعاتها آثرت عدم سؤاله ثم سألته لماذا لم يفرح عندما أخبرته بحملها فتظاهر بالضحك، وقال لها لقد تعودنا على الأطفال فلا تنسي أن لي ثلاثة من زوجتي الكبيرة ثم خرج من المنزل وعاد متعجلاً وادَّعى أنه لا بد أن يسافر لأن هناك صفقة تجارية لا بد من الظفر بها ثم ودَّعها ونظر إلى عينيها وأحس بالاطمئنان والبراءة تشيع من وجهها لكنه مع ذلك آثر أن ينفذ خطته إلى النهاية حتى يصل للحقيقة الغائبة عنه فيرتاح وبعد أربعة أشهر اتصلوا به وقالوا له إن زوجتك الثانية «ن» قد وضعت طفلاً فأحس بالارتياح فهو نفس التوقيت الذي كان ينتظره ثم سافر على عجل وعند وصوله آثر هذه المرة زيارة زوجته الثانية ووجدها ذابلة وضعف جسدها فهي أحست أن زوجها لم يصدق شرعية حملها وأن سفره المفاجئ كان مجرد خطة لكنها عندما وجدته يمسك بابنه الرضيع ويقبله وهو سعيد أحست بالراحة وقالت لزوجها أراك سعيداً ماذا جرى؟ فقال لها «بالطبع سعيد بابني هذا» فقالت له «الآن تاكدت أنه من صلبك، هنا أحس بالارتباك والخجل ثم قال مبتسماً «لا تقولي مثل هذا الحديث والآن تأكدت أنك بري ئة لكن الشيطان وأعوانه هم السبب» وفي اليوم التالي تعمدت الزوجة الثانية أن تسمع شريكتها الضرة الماكرة وهي تغني لمولودها الجديد فالمنزلين يفصلهما جدار فقط بينما كانت ضرتها تسمع غناءها بغيظ شديد .
ده شنو هسي ؟