فدوى موسى

قم للمعلم

قم للمعلم
الدكتورة الفضلى فدوى

تحية واحتراماً

لقد تابعت والآلاف من زملائي عمودك الساخن ضد المعلمين الذين أصبحوا هذه الأيام الموضوع الحيوي للصحافة خاصة بعد وفاة التلميذ الأخير بأم درمان، ورأيت أختي الفضلى أن أرد عليك إنابة عن زملائي في هذه المهنة المضطهدة في هذه البلاد مع عظمها وشرفها، أولاً: عقوبة الجلد عقوبة يلجأ إليها المعلم في آخر السلسة العقابية وليس تلذذاً وساديةً.

ثانياً: الجلد كعوبة جاء بها الشرع ولا أظن أن هناك من هو أفهم لنفسية البشر من خالقهم، ولقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بضرب الأطفال لعدم الصلاة بقوله (آمروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر»، ولم تتدخل منظمات المجتمع المدني يومها من (قريش).. ثالثاً: والله لو زرت أي مدرسة في هذا الزمان لعلمت أن الجلد أبسط عقوبة يفترض أن يقوم بها المعلم المفترى عليه، ولو أردت معرفة نتائج عدم الجلد فاذهبي للمدارس الخاصة لتري العجب، وقديماً قال الخادم للخليفة عمر بن عبدالعزيز (من أمن العقوبة أساء الأدب).

ثالثاً: هل تعلمين كم راتب معلم ظل يربي ويعلم لأكثر من ثلاثين عاماً، لا تتفاجئي (700) جنيه ولا بدل سكن ولا لبس ولا ترحيل بعدها، والله لو باع بصلاً في السوق لأتى بأضعافها ولكنه حب المهنة والقيم التي تربينا عليها، واعلمي أختي أن الإنسان الوحيد في الكون الذي يتمنى للتلميذ أن يكون أفضل منه بعد الوالدين هو المعلم، وكم افتخرنا بقولنا هذا المهندس وهذه الطبيبة تلميذتي، ولكن دارت عجلة الأيام وأصبح المعلم في الدرك الأسفل من سلم الخدمة المدنية، ثم كبلته الأسر والقوانين ليجد الإساءة من الكل حتى تلاميذه، لأنهم يسمعون من المسؤولين ألا عقاب واذهبوا لمحكمة الطفل والأسرة لمن عاقبكم، مع أنهم يعملون لإصلاحهم وحفظ القيم والأخلاق التي أوكل لنا المجتمع حمايتها ونقلها في دورة حياتية كانت جميلة وراقية ومحترمة.

أختي الفاضلة..

أصبحنا نشعر بالأسى لما نعانيه من الصحافة التي باتت تهدد مكانة المعلم واحترامه، والذي إن فقد ضاعت قيم الأمة، وأصبح أكثرنا يفكر في ترك هذه المهنة بعد الذي يحدث.

أرجو ألا أكون قد أثقلت عليك ولكنه الوجع.. وجع من يعطي من وقته وعقله وصحته ليجد نكران المجتمع..

أختك

آسيا عمر البدوي

معلمة- بحري

آخر الكلام: لنا عودة لموضوع الضرب بالمدارس.. وقم للمعلم

مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]