نادية عثمان مختار
سودانير .. نعم للشراكة.. لا (للبيع) !!
كنت واحدة ممن (هللوا) للخبر الذي أوردته صحيفة (الأخبار) حول (الشراكة الاستراتيجية للخطوط القطرية في سودانير) بحسبان أن في الشراكة وليس (البيع) مخرجا للشركة من عنق زجاجة (الفشل) الذي ظل يلاحقها وكاد أن يفقدها احترامها بين شركات الطيران لو لم تكن فقدته بالفعل!!
وبالأمس أوردت صحيفة (التيار) الغراء خبراً من تلك النوعية التي ترفع (الضغط والسكري) عبر ما نشرته مبينةً بأن مخططا تنسج خيوطه في الخفاء من شأنه إضاعة (حق) من حقوق الشعب السوداني وحر ممتلكاته ببيع حصة (عزيزة) من (سودانير) بعد عودتها بحمد الله من بين أيدي (عارف) ومجموعته إلى (حظيرة) الشركة قبل أن يخطط المخططون لبيع جديد، قيل إن وراءه (عارف) والجماعة التي باعت له (الحصة) من قبل لمصالح ذاتية، كما جاء في سياق الخبر المؤسف!!
إذن نحن في بلد قد ابتُلي شعبه (بمتنفذين) في مواقع القرار يحبون البيع في كل شيء، حتى ولو بالخسارة وكأن هذا المال الذي يهدرونه (في الفارغة) ملك لهم أو أنهم ورثوه عن آبائهم وليس هو مال الشعب السوداني!!
يقولون في الأمثال إن (المال السايب بيعلم السرقة) ولكن إذا كانت صحافتنا ترصد كل تحرك في اتجاه إهدار المال العام سواء بالبيع غير المرغوب فيه أو الخسران المبين؛ أفلا يعد ذلك محاسبة آنية للمتحكم في المال تستوجب منه الحفاظ عليه، ومراعاة أن هناك عيناً في السماء ترقبه وفي الأرض بشر سلط الله أقلامهم عليه وعلى كل فاسد أثيم ؟!!
نحن مع المصلحة العامة التي تعود على المواطن بالخير والبركات ولكنا ضد بيع ممتلكاته للغير مهما كان هذا الغير، وقربه منا روحيا وجغرافيا وتاريخيا، وحتى لو كان ذلك الغير هو (مصر) التي نعتبرها شقيقة حقيقية لبلادنا، ونكن لها كل الإعزاز والتقدير! نعم لا نقبل أن تشتري الخطوط الجوية المصرية حصة (عارف) في سودانير، ولكنا لا نمانع أبدا في
(شراكة ذكية) تجمع بين (ناقلنا الوطني) بكل علاته وبين شركة مصر للطيران التي يحمد لها أن ظلت متماسكة وقادرة على التوازن رغم رياح ثورة الخامس والعشرين من يناير التي زلزلت الاقتصاد المصري وهزت أركانه في العديد من الجوانب الحيوية على رأسها حركة الطيران والسياحة في مصر !!
من الغباء (تجريب المجرّب) ياسادة، وقد أثبتت (الخصخصة) والبيع خسارة فادحة في سودانير، فلماذا إعادة الكرة إذن ولمصلحة من لو لم يكن هنالك (مستفيد) خفي لا تهمه سوى مصالحه الشخصية الضيقة ؟!!
شخصيا أقف مع مجموعة الطيارين والمهندسين والموظفين العاملين بشركة سودانير، من الرافضين لبيع شركتهم أو حصص منها لأي جهة عربية أو غربية، وأؤيدهم وأشد من أزرهم لمحاربة هذه (الصفقة) ومنع السير في هذا الاتجاه الذي أثبت فشله بجدارة ولم ينل منه الوطن وشعبه إلا (البشتنة) وقلة القيمة بين شركات الطيران المحترمة في العالم !!
و
سودانير حقت أبونا، وناس المصالح يبيعونا !!
نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/10/30
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]