هل طارت السكرة عزيزي عرمان ؟
قلنا إن الخطوة سياسياً خاطئة لأنها ستحاصر قطاع الشمال بالإدانات الإقليمية والدولية، وأن النقد سيخترق الشملة التي تغطي بها للدخول إلى القرية الوادعة، وهي شملة الجبهة الثورية لأنه من السهل التعرف على أن القوات التي قامت بالمهمة هي قوات الفرقة التاسعة التابعة للقطاع .. وها هي القمة الأفريقية تدين فعلة القطاع بأكثر من لسان ولغة وإشارة.
الخطأ السياسي الثاني هو أن تلتقط الخرطوم الرسالة المرسلة من تلال القرية الخضراء التقاطاً معكوساً غير الذي أراده القطاع .. فالفعل جاء في إطار المناورة والتكتيك بغرض تحسين الأوضاع التفاوضية، وها هو الرئيس البشير يحمل طاولة التفاوض عقب الدخول إلى أبوكرشولا ويلقي بها في فضاء سحيق، وهذا مفهوم بالطبع لكل مراقب.
فالفرق يا عزيزي عرمان كبير بين قطاع الشمال ومناوراته، وبين دولة الجنوب ومناوراتها.
الفرق الأول هو فرق قيمة العلاقة وحجمها بين جوبا والخرطوم، والفرق الثاني هو أن التفاوض بين جوبا والخرطوم قد استوي كقضية دولية وإقليمية ملحة لن تلغيه المناورات ولن تعطله الطلعات العسكرية هنا وهناك.
أما التفاوض مع القطاع (فياداب) يكتسب وضعه كعنوان سياسي راتب ومثبت في اليوميات الدولية والإقليمية.
أما عسكرياً فدعنا نذكرك بعدد الخيبات التي مررت بها أنت شخصياً دون سواك من التعلق بأهداب العمل العسكري سواء أكان في شكل عمليات محدودة للاستنزاف أو في شكل عمل عسكري كلي ينتهي باحتلال جزء كبير من الأرض مثلما كانت تفعل الحركة الشعبية في الجنوب وما هي الثمرة التي نضجت بفعل ذلك الجهد العسكري ؟
فخلاصة ما نتج عن ذلك هو الانفصال الجغرافي للجنوب وبيع الفكرة (فكرة تحرير السودان).
نعم مد لك الجيش الشعبي لسانه وقال لك في خبث إن الذي تحقق هو ما قدرت البندقية على تحقيقه، أما الأفكار والايدولوجيا والتخيلات فتستطيع أن تكمل مناجاتك معها بعيداً من هنا.
وها أنت عزيزي تختار جغرافيا أخرى شديدة الاختلاف والتباين وتختار رقعة بشرية تتضاءل فيها المتوسطات المتشابهة مع شعب جنوب السودان، وللأسف تصر على استخدام ذات الأدوات القديمة التي أفشلتك من قبل وكأن بينك وبين الفشل والتخبط عقد ترغب في إمضائه إلى أجله وحتى إن كان أجله هو كل العمر يا صديق!!
دعني أقرأ لك السيناريو القادم: الخيبة العسكرية التي سقطت على رأسكم في أبوكرشولا ستنبت بذرتها أشجاراً من الخلاف الصامت والذي سيظل يبحلق بعينيه فقط بينك وعقار من جهة، وبينك والحلو من جهة.
هذا الاختلاف هو سنة مكرورة ومحفوظة بين الجنرالات المنهزمين.
وعقار (جلدو حلو)) وتذوق من قبل مقاعد الحكام وركوب سيارت الرؤساء الفخمة وهو لن يصبر على هذا الطقس كثيراً.
والخرطوم ستمد سنارتها في هذا التوقيت بالذات لتعلقها في (ياقات) أحدكم وأنتم تيممون شطر كاودا.
أنت الأبعد والحلو هو الخيار الثاني، أما الأول فهو عقار. هل أنت تحسب معي وأنا أعدد لك الخسائر القادمة ؟
جموع الذين تراصوا على طول جنبات الطريق بين شمال كردفان والخرطوم يملأون ذاك الفضاء زعيقاً بأن قواتكم قادمة وهدفها الخرطوم سيسرعون لفتح الأطلس والبحث عن قرية أبوكرشولا مقايسة المسافة الجغرافية والـ(منطقية) بين ما تقولون وبين ما تحقق بالفعل ثم يعودون إلى بلع ألسنتهم.
بعض محدودي الذكاء والعرفة بالآخر سيجدون بيانات ركيكة عن انسحابكم التكتيكي.
بالطبع ولله الحمد والمنة فأنا من قليلين أدمنوا ذات وقت كتابة مثل هذي البيانات غفر الله لنا وهي لن تخترق مقدار ملميتر داخل أذني فإن كان دخول أبوكرشولا تكتيكياً والخروج منها تكتيكياً فما هو الاستراتيجي عزيزي عرمان.
وحدي من أهل الاختلاف مع قادة هذا النظام سأقول لك وبالصوت العالي إنك بهذا الأسلوب والمنهج في التفكير تسارع إلى معابر الفشل والتخبط وللأسف تسير إليها بظهرك والآخرون الذي يلفتون انتباهك بالتصفيق والصفير هم أول من سيضحك عليك عندما تسقط.
نحن نحتاج إلى سياسي نابه يترك عادة الصغار الذين يضعون أرجلهم في أحذية آبائهم (الكبار) فتتداخل أرجلهم بعضها داخل بعض ثم يتدحرجون وقوعاً.
مدرسة جون قرنق في العمل السياسي قد أغلقت وتحولت إلى متحف يصلح للتأمل ومدارسة النفس ولكنها لا تصلح لمنح شهادات ممارسة سياسية المفعول معتمدة في سوق العمل السياسي.
لو أنني كتبت هذا المقال قبل خطاب البشير كنت سأقول لك كيف ستذهب إلى التفاوض في أديس ونصف أسنانكم قد تساقط وعنقكم مليء بكل هذه الخربشات والجراح؟
أما وقد ألغي الرجل (قصة التفاوض هذه من أصلها) فستحتاج إلى وقت طويل لتقنع الخواجات ببسط ملف التفاوض من جديد…
ربنا يهدينا ويهديك.
صحيفة الخرطوم
حسن إسماعيل
ادانة دولية انتا بتحلم بتتكلمو كلام زى الاوهام اسي بتصدق
انو الادارة الامريكية واسرائل تتطلع بيان من الخارجية تدين هجوم الجبهة
الثورية على ابو كرشولا اتقو الله يا ناس