أعاني بسبب بؤس التعليم العربي
حمدت الله عندما أكمل أكبر عيالي دراسته في نيوزيلندا، وعرف النوم طريقه الى عيني، ذلك لانه كان إذا ركب الطائرة في نيوزيلندا فجر يوم الجمعة يصل إلى الدوحة مساء اليوم الأحد، أي انه كان يطير ثلاثة أيام وليلتين، لنتلقاه بالأحضان لنطفئ شوق عام كامل اليه، وفي ذات مرة وبعد وصوله الى نيوزيلندا ببضعة أيام كنت اقلب القنوات التلفزيونية الفضائية، عندما توقفت عند القناة الكويتية، وخلال برنامج حواري، ظهر كلام مكتوب اسفل الشاشة يقول ان زلزالا ضرب المنطقة الوسطى من نيوزيلندا.. لطفك يا الله.. كانت الساعة نحو الثانية صباحا بتوقيت نيوزيلندا وكان علي ان استوثق من الخبر فلم أتردد في الاتصال بولدي، ولكن هاتفه النقال كان مغلقا كالعادة فهو مثلي لا يحب الهواتف ولا الهتاف، فاتصلت بعائلة سودانية صديقة تعيش لاجئة هناك فطلب مني هاتفهم السخيف ان اترك رسالة مسجلة فرفضت.. كان همي الأساسي هو ألا تحس زوجتي بأن هناك أمرا ما، فحتى لو سمعت ان الزلزال في اليابان فإنها كانت ستنهار من منطلق ان الفاصل بين نيوزيلندا واليابان مجرد مسطح مائي ولا فائدة من القول لها ان المسافة بينهما تزيد على 5 آلاف كيلومتر، وتعللت بعدم الرغبة في النوم وقلبت صفحات الانترنت لمتابعة أنباء الزلزال ولم أجد أي إشارة إليه، ولم يكن واردا ان استشير قناة تلفزيونية خوفا من ان تلتقط أذن زوجتي جانبا من الخبر، ثم اتصلت بقناة الجزيرة وطلبت من احد الزملاء ان يتحرى امر الزلزال فعاد الي بعد بضع دقائق ليقول ان الزلزال حدث بالفعل ولكن في جزيرة صغيرة تتبع نيوزيلندا، وانه كان ضعيفا ولم يسفر عن أي خسائر في الأرواح.. حمدت الله ولكنني ظللت سنوات «أشيل همّ» رحلاته ما بين قطر ونيوزيلندا، وكلما ركب طائرة أعاتب نفسي: لماذا لم أنبهه الى التأكد من عدم وجود راكب عربي على الطائرة قبل الصعود إليها؟ لماذا لم أنبهه الى ضرورة تفادي حمل أي مجلة او كتاب بالعربية لقراءته في الطائرة؟ كيف فاتني ان أحذره من الذهاب الى دورة المياه بالطائرة؟ لماذا لم أحذره من مغبة قراءة دعاء السفر بصوت عال؟ ألم يكن من الواجب ان أحذره من استخدام قناع الأوكسجين في الحالات الاضطرارية تفاديا لتزويده بغاز ثاني اوكسيد الكربون اذا عرف طاقم الطائرة انه عربي الانتماء؟ كل تلك الأسئلة ينبغي لكل مسافر عربي متجه الى بلد غربي ان يطرحها على نفسه، لأن أي حركة كده وللا كده تشير إلى أنك عربي ستجعلك محل اشتباه، أما إذا كنت مسافرا مع شخص عربي، وأثناء تبادل الحديث صدرت منك عبارة: الله أكبر، فاقرأ الفاتحة على روحك لأن الطائرة ستقوم بهبوط اضطراري في أقرب مطار، ويتم إنزالك منها وفلفلة أمتعتك ودماغك، حتى تضطر الى الزعم بأنك مسلم «بالتجنس».. ولأنهم سطحيون فقد يكون هذا الزعم هو سبيلك الى الحرية!
ثم دارت عجلة الزمان وانتهى المطاف بأصغر عيالي في جامعة أمريكية لأعيش همّ الاطمئنان عليه يوميا والقلق عليه كلما سافر قادما أو مغادرا!! لماذا نضطر الى إرسال أبنائنا وبناتنا الى بلاد لا تكن لنا مودة؟ متى يصبح التعليم عندنا حقا لكل مستحق؟ ومتى تقدم جامعاتنا علما نافعا فلا يحتاج طلابنا الى تكبد مشقة السفر وذل الإقامة في بلدان بلا قلب او رحمة؟
جعفر عباس
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]
الاغتراب قطعه من نار؟والناس ما سافرت عشان التعليم وبس او المحنه كما قال الشاعر جيتك ياغربه لانوا الناس في بلدي بتحن علي الغايبين والهدف الاساسي للاغتراب ممكن يكون الفقر ؟ وكل البلادنا بقت تشبه بعض ! وزمان قالوا لاتضعوا البيض كلو في سله واحدة يعني وزعوا الناس علي بلادنامختلفه والمغترب جاري وراء القروش وفي نفس الوقت الفي ايدو ماحقتو وكل الناس عاوزه ومستحيل تكون كفيت ووفيت والعين بصيره واليد قصيره وانت الخسران في النهايه وسوف تنزل بخفي حنين وحتي مقوله لازم يكون عندك مذهب او تتخبط اين تذهب طلعت صفر علي الشمال وقروش الغربه لاتسمن او تغني من جوع واكيد تكون مكبد بالديون وحلها يا حلال وهم العوده بقي ذي النفخ في قربه مقدوده ما عاوز ليها درس عصر ؟؟؟ وبس يايمه رسلي لي عفوكككككككككك!!!
في الحقيقة يا أستاذ جعفر أن الكليات عندنا والجامعات لا تسمن ولا تغني من جوع!!!! لأنها تعتمد على البيروقراطية و والواسطات وغيرها من الأمور إلخ … أذكر أنني درست في إحدى الجامعات العربية في مصر وكان الدكتور يصرح علانية بأنه لن ينجح لديه إلا من يقدم مبلغ ماليا” له!! .. وكما يذكر هو: (طز) في العلم أهم شيء عندي المال ولا غيره ؟؟ فلا ألومك أستاذي العزيز بأنك أرسلت فلذات أكبادك لينالوا العلم من أناس لا يكنون لنا أي حب بل ينظروا إلينا أننا من العالم الثالث أو كما يقولون (third word) صحيح أنهم ماديون لكنهم يقدمون علما” يفيد في الحياة العلمية والعملية في آن واحد .. دام قلمك نابضا” أستاذي العزيز .