فدوى موسى

قدينا عين الشيطان:

قدينا عين الشيطان:
أضع كوب القهوة جانباً وأنا أنظر الى ما تدفق منه على الطاولة وصديقتي تقول لي «انكشح الشر وقدينا عين الشيطان» ولا أدري إن كان ذلك قد حدث أم لا ولكن لا بأس من «فقع العين اللئيمة».. والشيطان يتسربل كريات الدم وينزلق مع الدماء من موضع لآخر داخل الكيانات البشرية.. يغلبنا في موضع ونغلبه في آخر يجرنا الى مرابطه تارة ونجره الى بعض مواضعنا الشريرة تارة.. وحالة شدنا وجذبنا معه منذ أن هبط بنا الى الأرض أزلية وأقف حيرى أنا والكوب والشيطان وربما كان اندلاق الكوب بعض حراك من هذا اللعين وتنبيه «اني معاكم.. انتبهوا اليّ».. أعوذ بالله.. وصديقتي تلحقني بكوب آخر واحتسي هذه المرة وأنا أمسك بالكوب إحاطة كما يحيط السوار بالمعصم.. وهكذا انتصرت على «تالتنا» في تلك اللحظات.. وأنا أتذكر نبراته محذرة «دونت.. اسبيل.. ذا.. كافييه».

ü عين لم تسم:

حبوبتي دائماً ما تلهج بعبارات مميزة منها «يا واحد الله.. يا قادر الله» وهي ترى ما يستدعي الحمد للواحد الأحد.. وتدعونا لتطويق اعيننا بتسمية الله.. فنكون في حالة سرية هامسة «يا واحد الله.. ويا…..» كلما التقطنا ما يعجب او يدهش وكأننا من جيل الأمس ولكنا نخبئ الهمس مع النفس.. ونتلاقى في طرق الشارع بعد زمن من الفراق وصديقتنا «صاحبة العين الحارة» تدعو علينا باللمة في مظاهرة صاخبة وفي اثناء حديثها تغير اتجاه عيوننا وتلحظ ذلك الرجل قائلة «شوفن الزول دا هيبة كيف.. شوفن المركوب النمر.. والجلابية الناصعة دي.. والشال الـ…. و….» وقبل ان تتم حديثها فآجأتها بعبارة حبوبتي «قولي يا واحد الله ويا…» وقبل ان تردد ما ذكرتها به.. جاءت عربة مسرعة وعمك ينزل من الفارهة طيرت عليه رشاش الطين والماء المندلق في ذلك الشارع فدخلت كل منظومة الرجل المذكورة «المركوب، الجلابية، الشال…» في حالة اتساخ مفاجئ.. قفَّ الرجل الى عربته واطلق لها العنان لتقول مرة اخرى «وحات الله.. عجاجة عربته ما زي عجاج عربات الباقين…» فصرخنا في وجهها «يا زولة قولي يا واحد الله و…».. ويبقى السؤال هل ما زال الرجل المذكور في كامل العافية نخشى ان تكون العين تلاحقه حتى الآن.

ü عين عليك:

زوايا الرؤى تعكس بعض مكونات العيون وقيمة ما تحمل من شعور تجاه الآخر.. ولا يكفي الدمع والغذاء علامات لعلل العين ربما كانت هناك دلالات اخرى مثل دلائل الغضب ونظرته.. دلائل نظرات الحقد والغبن.. فإن استطعت ان تحتفظ بعيونك بيضاء نقية من تلك النظرات فحاول جاهداً الوصول الى ذلك بشئ من الرضاء والقناعة.. انفض هذه العين العليلة.

ü آخر الكلام:

عيون كثيرة في حياتنا ترمقنا من بعد بشئ من حتى.. تترصدنا تحاول ان تصيبنا أو حتى ان تفقع عيوننا نقول لها لا «نظرة الأسد ولا عين الحسد».

مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]