نادية عثمان مختار
أناهيد كمال .. الرحيل المُر !!
ما من مرة التقيتها إلا وجدتها تحدثني عن آمالها العراض ومشاريعها المستقبلية لإنشاء وكالة أو مركز إعلامي شامل ومتكامل، كما كانت تحدثني عن أحلامها التي تريدها للإعلام والإعلامي السوداني في التطوير والتدريب واكتساب المعارف !
كانت رمزاً للفتاة القدوة التي يجب الاحتذاء بها وتتبع خطاها الواثقة!
كانت هاشة باشة أينما وجدتها تقابلك بابتسامة بشوشة ووجه جميل لا يعرف التجهم إليه سبيلا !!
لم أكن التقيها كثيراً حيث مكان اقامتها المؤقتة في القاهرة، إلا أن سيرتها في أي مجلس كانت دوماً تأتي بالخير والكلام الطيب كطيبة قلبها الذي لم يكن يعرف الحقد ولا الغيرة ولا الكراهية !
كانت إنسانة بكل ماتحمل الكلمة من معان نبيلة، بل إنها كانت أيقونة للأنسانية في أسمى معانيها !
عندما حدثتني صديقة لي ( سوسن) في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك عن خبر قرأته على الشريط الإخباري لقناة أمدرمان الفضائية مفاده أن إحدى زميلاتي الصحفيات قد توفاها الله توجست خيفة وبصرخة لا إرادية قلت لها ( ياساتر زميلتي منو الماتت دي) ؟!
فأجابت بأن اسمها (أناهيد) فصرخ قلبي قبل لساني، خاصة وأن اسم أناهيد الذي أعرفه في وسطنا الصحفي ممن أعرفهم من الزميلات هي أناهيد واحدة لا يوجد غيرها، ورغم ذلك تمنيت من كل روحي ان لا تكون هي العزيزة (اناهيد كمال) التي أعرفها؛ ولكن للأسف كانت هي، وقد عرفت ذلك عندما أدرت الريموت كنترول بيد مرتعشة لتظهر قناة امدرمان- وعلى شريطها يمر الخبر الحزين ليدوس بكل قسوة ودون رحمة على فرحة العيد في قلبي ويفطره شطرين !!
يا إلهي .. نعم هي أناهيد كمال؛ تلك التي تخيرت العيد موعداً للرحيل المر ففجعتنا وأغرقتنا في شلالات الدموع المالحة، وجعلت كل أهلها وأحبابها وزملائها يتجرعون كأس فراقها القسري دون سابق انذار وبموتة (فجأة) محرقة وغاية في الألم !!
فقط نزلة برد كما ورد في الأخبار التي أطفأت نور الحياة في عيني تلك الزهرة اليانعة فكم هي غدارة هذه الدنيا، وكم هو خادع بريق الحياة الزائف !!
آلا رحم الله أناهيد كمال ونتمنى على الله أن يسدل ستائر الصبر على قلوب محبيها وزوجها المكلوم !!
و
كان بدري عليك !!
نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/11/18
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]