جعفر عباس

عفارم بناتنا

عفارم بناتنا
فريق كرة القدم الوحيد الذي «قد» أتابع مبارياته ضد الفرق الأخرى، هو مانشستر يونايتد البريطاني، ولا تزيد متابعاتي لمبارياته على البحث عن نتيجة المباراة بين الحين والآخر، ومشاهدة لقطات متفرقة، وبداهة فقد كنت من المعجبين بلاعب الفريق ديفيد بيكام (وليس بيكهام كما يقول المعلقون الرياضيون العرب) والذي اصبح لاحقا كابتن منتخب انجلترا، لمهاراته الفائقة وقدرته العجيبة على تسديد الأهداف من الكرات الثابتة، ولكن بيكام منذ ان تزوج بفيكتوريا عضو فريق سبايس قيرلز الغنائي، والتي تحمل لقب بوش hsop بمعنى الأنيقة العصرية، اصبح بيكام «أنتيكة»، يلبس قرطين من الماس قيمتهما 35 الف دولار، وسوارا في معصمه قيمته 85 الف دولار، ودبلة زواج قيمتها 90 الف دولار، وصليبا حول عنقه قيمته 65 الف دولار وساعة كارتير قيمتها 60 الف دولار، وكل هذه المجوهرات جاءته هدية من زوجته أم بروكلين، الذي هو ولدهما الأول الذي باعا صورته الأولى لحظة ميلاده لصحيفة بنحو مليون دولار رغم انه لم يتكلم في المهد!! ومنذ زواجه بتلك المرأة الجربانة من فرط سوء التغذية طلبا للرشاقة، وبيكام مثل الأهبل في كل محفل: يجلس الى جوارها فتتولى هي الحديث أصالة عن نفسها ونيابة عنه لأنه شديد الغباء و«ساقط إعدادي»! وكان بيكام الذي انتهى به المطاف في نادي لوس أنجلس غلاكسي الأمريكي، إنسانا بسيطا من عائلة بسيطة، ولكن راتبه في أسبوع واحد يعادل راتب جعفر كابتن فريق عنتر في سنة، فصار يلعب بالفلوس، ثم بلغ به الهبل وحب المال والأضواء أنه صار يظهر في إعلانات للملابس الداخلية (يفعل نفس الشيء ذلك الممثل التركي الذي دوخ العديد من الفتيات العربيات والذي لا أعرف اسمه الحقيقي لأنه صار معروفا في الدول العربية باسم عربي يبدأ بالميم وينتهي بالضال… معذرة فكمبيوتري به خلل لا يسمح بطباعة حرف الدال).
صحيفة الدايلي ميل البريطاينة نشرت تقريرا يفيد بان الرجال في بريطانيا اصبحوا اكثر أناقة وهنداما ونظافة من النساء، وانهم باتوا ينفقون على الملابس والعطور اكثر من النساء! لا تلعنهم عزيزي القارئ فالحال عندنا قريب من بريطانيا وتحت الغتر والعمائم شعور مموجة بفعل الكوافير! والخواتم والأقراط والأساور تخرج من مخابئها فور هبوط الطائرات التي تقلنا في عواصم الهشك بشك، وإذا كنت من عرب الهجرة الصيفية، فانه يصعب عليك تصديق ان الشاب ذا الخصر النحيل الذي يلبس قميصا يتسع لداوود حسين ويونس شلبي معا، وتصدر عن يديه وعنقه كشكشة الهلاهيل المعدنية، عربي أبي..ولكن شبابنا مازال حتى هذه اللحظة بريئا من علة ثبت ان معظم الرجال في الغرب اصيبوا بها، وهي تدني الخصوبة بسبب التعرض للكيمائيات الصناعية في الهواء والطعام، وربما أخذ بعض الرجال العرب علما بأمر تلك العلة فنذروا نقودهم وعافيتهم لمنع فناء الجنس الأوروبي!!
وليت الأمر وقف عند مظاهر تأنث وتخنث الرجال: نسونة المجتمعات تسير بخطى كبيرة فالنساء اشطر من الرجال أكاديميا، واكثر انضباطا في العمل، وفي الغرب عموما أصبحت النساء أغلبية في المهن الطبية والهندسية.. ولماذا نذهب بعيدا؟ منذ التسعينيات صارت نساء السودان يشكلن 65% من القوى العاملة بجهاز الدولة ونحو 55% من الدارسين في الجامعات، لان الرجال طفشوا إلى الخارج طلبا لحياة افضل، أو اضطروا الى قطع التعليم لممارسة انشطة تجارية عشوائية او طفيلية.. ومنذ أن أتيت إلى منطقة الخليج وأنا أتابع اكتساح البنات للمراحل المتقدمة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة.. وأقول: فعلا من جدّ وجد ومن صاع ضاع وحق الصياعة مكفول لأولادنا وهكذا وعند الامتحان تُكرم البنات ويهان الشبان.
(عفارم كلمة تركية تعني «أحسنت»).

جعفر عباس
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]

تعليق واحد

  1. أستاذي العزيز جعفر عباس لك التحية وبعد .. يخطئ من يعتقد بأن المرأة ناقصة عن الرجل بالشعور بالمسؤولية والتفاني في العمل والإخلاص إلخ … ولقد أثبتت الدراسات المعاصرة أن المرأة المنتجة سواء في العمل أو في قطاع الأعمال أو حتى في بيتها بين أهلها أو أبنائها .. أكثر نشاطا” وحيوية من تلك النسوة اللاتي يقضين جٌل أوقاتهن في المهاتفة والزيارات الكثيرة التي لا طائل منها سوى (الهرطقة) و (النميمة) وإلخ … فالمرأة هي عماد المجتمع وأساسه كما قال أحد الكُتاب وهو يتحدث عن دور الأم (يظل الرجل طفلا” في عين أمه حتى تموت!!! فإذا ماتت شاخ فجأة) اللهم احفظ أمهاتنا وارزقنا برهم وارحم من سبقونا إلى دار قرارك ومستقر رحمتك .. دام قلمك نابضا” أستاذي العزيز .