فدوى موسى

جدية سافرة

جدية سافرة
والصمت يلف المكان من حولي وأنا أنظر بعينين نصف مفتوحتين كحال من لا يعرف أيهما أجدى أن ينظر بهما محدقاً أم يتغابى النظر على «طشاش الرؤية».. أمسك بيدي صحيفة ذلك الصباح.. لا جديد.. تهديد.. وعيد وشيء من حتى.. «ما نبيت عليه نصحو على أقسى منه».. والإعلام يدب في أوصالهم نغم الإشادة بالجامعة العربية بعد صحوة من ثبات في مواقف دولية كثيرة تجاه الشعوب الثائرة وهي تستحث الخطى في لحاق ما يمكن لحاقه.. فهل سيثني قرارها الأخير «الأسد» عن نزيف الدم الذي ينكره النظام في جدية سافرة وتكذبه الصور والعيون المفتوحة.. وكم هي الدهشة بالغة أن يأتي بعضهم حاملاً «طيش الضباب» أن الوضع هناك عادي لا يحتمل ما يذاع وينشر وكأن هذه الآليات الإعلامية تلفق الصورة والكلمة.. فكم هي جادة هذه الضبابية السافرة وهذه الجدية الواهمة.. ولكن ما زالت الدهشة قائمة بأن الحياة تدب في بعض الكيانات التي كانت يوماً خاملة.. ومبروك الخطوة التي تأتي متأخرة أفضل من أن لا تأتي البتة.. وأن تكون هناك أجسام ذات صبغة عربية فاعلة.. أفضل من اللجوء للخطوات التالية قفزاً.

حرر نفسك:

في ذمة الأيام أن يبذل المرء بعضاً من مجهود يغالب به انهزام الداخل المصروع.. فعزم الإنسان لا تحده حدود.. لكنه يبقى رهين مجالس الضعف والتكاسل عندما تضيع من المرء المفاتيح والمداخل التي يحرر بها أغلاله المتينة وينطلق منها إلى إمكان بلوغ أي هدف موجب يحلم أو يطمح في إداركه.. «الشكر للأخت سوزان التي راسلت السياج قبل عدة أيام بكلماتها الدافعة والرافعة للهمة بقضية صعود الضفادع إلى أعلى..» ولسان الحال متى نتحرر من كثير أغلال نصفد بها أنفسنا.. ولا نتمنى الصمم حتى نستطيع أن نعبر.. ولكن نتمنى أن تقوى إرادتنا وعزائمنا.. ولنا في عزامات الثوار الشعوب أنموذج «ربما لا يرضي ذلك البعض» «الاحتذاء».

فك الطوق:

أحياناً نلف أعناقنا بأطواق تكاد تكسر الرقاب بما نرضاه من انطواء وانزواء عن السعي الحثيث تحت طوائل كثيرة نصيبنا منها نحن السودانيين الإمكانات.. للتعليل و«الجرجرة والمهلة».. ولك الويل إن كنت وسط مجموعة مدمنة للتعليل الأخير وأنت تحاول فك الطوق أو كسره.. لأنك ستصبح نشاذاً بلا شك.. وإن كان عملك صحيحاً لا غبار عليه ربما تجد نفسك وحيداً بصحيحك وسط ركام الأخطاء.

آخر الكلام:

ما بين سفور الطمس وتحرير الطاقة الكامنة سلاسل وأطواق تحتاج لتفكيك الواحدة تلو الأخرى.. «فكوها بقى».

مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]