فدوى موسى

مدينة شرقاوية


مدينة شرقاوية
رغم طول ما قطعته العربة من فيافي في ليلة صامتة.. وهي تقصد تلك المدينة «الشرقاوية».. «مدينة إيلا».. بورتسودان ثغر السودان الذي بالتأكيد هو ثغر باسم.. إلا أن التعب والفتور تحللا وتبخرا على مداخلها المطمئنة.. رغم أنها ليست المرة الأولى التي أزور فيها بورتسودان.. إلا أن الإحساس بأنها تشهد تطوراً ملحوظاً هو الغالب وفي خاطري أنها المدينة التي تزورها في البلاد وتحس بذلك الإحساس الموجب.. دخلناها على تخوم الفجر ونحن نشارك في فعاليات «ورشة نقابية».. ولشدة ما كنت أتوق لملاحظة ملامح المدينة عن آخر زيارة لي« لكورنيشاتها» وركنها الهاديء.. ظللت أركز النظر في أجزائها الشرقية والغربية والتقط بعض الخواطر لو أن الحكومة المركزية زادت جرعة الاهتمام بهذه المدينة لبلغت بها مصاف مدن عالمية باعتبارها معبراً إستراتيجياً للبلاد ولا نقول كما يقول الآباء ومنها تشرق الشمس على السودان وهو بالتأكيد غير منكور.. ولكن هذا الإشراق يتطلب جهداً وعرقاً وميزانيات معتمدة.. وأنا أدلف للفندق تذكرت في زيارة سابقة أنني على أعتاب ذات الموقع كنت مهمومة بتوفير «جركانة ماء محلية».. الأمر الذي لم يكن شاغلي في هذه المرة للانفراج الذي صاحب بعض المشكلة الأساسية.. والشيء الذي يجعلني أتفاءل بهذه المدينة إحساس عميق بالإلفة لا أعرف من أين تجذر بداخلي ولكني أقول إنه «بشيء رباني.. فقلوبنا بين يدي الرحمن».. يمكنني القول إن من التقيت بهم من أبناء وبنات الشرق في هذه الزيارة.. زادوا من احتفائي الداخلي بقطعة أرض سودانية ولحمة تعايش مجتمعي مستوعباً للاستقرار والأمن والهدوء.. لذا نحتاج أن نحافظ على هذا النسيج بشيء من اجتهاد من مكونات الدولة ككل.. وكم كانت سعادتي بالغة والسيد نائب الوالي ووزير المالية يخصني بدعوة كريمة للمشاركة في فعاليات «مهرجان الثقافة» الذي يقام بالولاية في الشهور القادمة.. هذه الفعالية الضخمة التي تميز النشاط الثقافي بالولاية.. شكراً أستاذ «صلاح سر الختم».. وشكراً لكل من أسهم في خروجنا بانطباعات رائعة عن دنيا شرق السودان ممثلة في مدينة بورتسودان.. وأنا على مخارجها تملكني إحساس غالب بأنها لن تكون الزيارة الأخيرة ولا يتأتى ذلك إلا بمزيد من الحرص.. وكما قال الأستاذ عثمان الحسن أوشيك وزير الحكم المحلي والخدمة المدنية «الأدروبات ما تقول ليهم لا يتأتى ذلك إلا بـ..» ببساطة لأنهم أذكياء لماحون وماكرون.. والمكر هنا من شدة الذكاء وسرعة البديهة.. وقد عرف السودانيون جميعاً بوفائهم لمواثيقهم وعهودهم واتفاقياتهم.. فهل أمّن السودان الشرق؟!

آخر الكلام:

كان أستاذنا الراحل «حسن ساتي» يحتفي بالصحيفة بإطلاق اسم العروسة عليها وترديد ذلك.. والآن يستمر الاحتفاء بمدينة بورتسودان بتكرار اسمها الجميل «عروس البحر»..

مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]