رأي ومقالات

الطيب مصطفى : عفواً أيها الإمام!!


[JUSTIFY]عجيبٌ أن الإمام الصادق المهدي صرَّح لصحيفة «آخر لحظة» بأنَّ نائبه السابق نصر الدين الهادي المهدي الذي يشغل منصب نائب رئيس الجبهة الثوريَّة السودانيَّة التي احتلَّت أب كرشولا وغيرها ووصلت حتى أم روابة وفعلت بأهلنا الأفاعيل ذبحاً وتشريداً واغتصاباً وتدميراً للممتلكات العامَّة والخاصَّة.. عجبتُ أنه قال إن نصر الدين لا يزال عضواً في حزب الأمة بالرغم من اعتراف الإمام أنَّ الرجل ذهب في خط الجبهة الثوريَّة!!

يا سبحان الله… الصادق المهدي من أكثر الزعماء السياسيين الذين يحرصون على إلباس مواقف حزبهم منطقاً وموضوعيَّة ولكن كيف بالله عليكم يبرِّر استمرار نصر الدين الهادي المهدي في حزب الأمة وهو يعلم علم اليقين أنَّ الرجل يشغل منصباً رفيعاً في تلك الحركة الإرهابيَّة العميلة والمتمرِّدة التي فعلت بشعبنا ما لن يغفره التاريخ؟!
قد نتقبل مشاركة ابنه عبد الرحمن في الحكومة فهذا على الأقل عمل سياسي مدني سلمي لكن كيف يستقيم أن يظل صامتاً عما يفعله ابن الإمام الهادي الذي يقوم بتلطيخ سيرة والده المجاهد بل وسيرة الإمام الجد محمد أحمد المهدي؟!

الصادق المهدي يعلم تمام العلم أن هناك في النظم الأساسية للأحزاب السياسية وفي لوائح الانضباط التنظيمي مواد تتحدَّث عن الفصل من عضويَّة الحزب من أهمها الالتزام بسياسة الحزب وبمبادئه وأهدافه فكيف يجوز لمن يحمل السلاح بل ويقود المليشيات المتمرِّدة لتدمِّر وتخرِّب وتقتل أن يكون عضواً في حزب يرفض العمل المسلَّح؟! هل يعلم الإمام الصادق أنَّ مواقف حزبه هذه المتناقضة تُحرجه وتضرُّ به أمام الجماهير عندما تتناظر الأحزاب في تقديم نفسها وطرحها للجماهير قبل إجراء الانتخابات؟!
والله إني لأوقن أنه ما من سبيل لإصلاح شأننا السياسي ودولتنا ما لم نُصلح المواعين التي تقود العمل السياسي وأعني بالطبع الأحزاب التي ينبغي أن تمارس الديمقراطيَّة داخل مؤسساتها وهياكلها ودساتيرها قبل أن تمارسها في الحكم وكذلك ينبغي أن تتحلَّى بالرشد والاستقامة في سلوكها وعدم التناقض خاصَّة فيما يتعلَّق بالتزامها بالعمل السلمي بعيداً عن العنف والسلاح أما سياسة اللعب على كل الحبال وتوزيع الأدوار بين العمل السلمي والعمل المسلح فهذا يصعب تبريرُه وسيُحفظ في أضابير التاريخ في كشف الخيانة الوطنيَّة هذا فضلاً عن أنَّه سيُلحق أذى بليغاً بالحزب في أي منازلة انتخابيَّة قادمة.

ظللتُ أحترم في حزب الأمَّة القومي وزعيمه أنه يتحلَّى بشيء من الاتزان في الممارسة السياسيَّة على النقيض من الحزب الغريم وأعني به الحزب الاتحادي الأصل الذي اعتبره حزباً من خارج التاريخ.. لا مؤتمرات ولا هياكل ولا نظام أساسي ولا مؤسسات الأمر الذي يجعلُه عالة على الممارسة السياسيَّة سيسأل التاريخ المؤتمر الوطني أنَّه يدرِّجه بالعكاكيز ويمدُّه بالأوكسجين وبأجهزة التنفُّس الصناعي حتى يظل حياً رغم أنَّه مات وشبع موتاً.
أطلب من الإمام أن يصحِّح خطأهم القاتل فإذا كنا قد بلعنا تمثيليَّة توقيع نصر الدين على ميثاق الجبهة الثوريَّة السودانيَّة مع عرمان في حضور الصادق ثم الفصل الصوري لنصر الدين في اليوم التالي فإنَّنا لن نبلع البتَّة اعترافه بأن المتمرِّد المجرم القاتل نصر الدين لا يزال جزءاً من حزب الأمَّة.

أودُّ أن أسأل الصادق المهدي.. بالله عليك هل لديكم لائحة انضباط تنظيمي؟! إن كانت الإجابة بنعم فماذا تقول اللائحة في شأن ما قام به ويقوم به نصر الدين الهادي المهدي وإن كان حزبكم يعمل بدون لائحة انضباط تنظيمي فهل هو حزب يستحق الاحترام؟!
سؤال مكرر: أين مجلس شؤون الأحزاب من هذا الذي يحدث في السودان من ممارسات الأحزاب؟![/JUSTIFY]

الطيب مصطفى
صحيفة الإنتباهة


تعليق واحد

  1. اذا كان ما سبق حقيقة. فقد اصبت ولعمري هذه محاضرة مجانية لحزب الامة وباقي الاحزاب السياسية
    متعك الله بالصحة والعافية عمنا الطيب مصطفى

  2. أبكِ يا بلدي الحبيب
    الأخ الطيب
    وهل تنتظر منطقا من أي جهة تمارس السياسة في بلدنا المنكوب بساسته؟!
    كل أولئك يحسبون الدنيا مرتعا دائما لهم …وقد انصرفوا عن نصرة الله وليتهم يتدبرون قول الله تعالى :
    “وإن تتولوايستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم “