عبد اللطيف البوني

الى متى هذه القذافية ؟


الى متى هذه القذافية ؟
سيدنا مالك بن انس صاحب اجتهاد كبير وعظيم في الفقه الإسلامي (عبادات ومعاملات ) وترك تراثا تتلمذ عليه الكثيرون وأثر على طائفة مسلمة كبيرة وفيما بعد تبلور هؤلاء التلاميذ والمحبين فيما اصطلح عليه بالمذهب المالكي بينما سيدنا مالك نفسه لم يقل أن لديه مذهب خاص ولكن اجتهاداته تمذهبت بها طائفة من الناس أو سعوا للتميز بها. جمال عبد الناصر كان قائدا سياسيا ولم يكن مفكرا او منظرا ولكنه خاض تجربة الحكم بكثير من التفرد وطنيا وقوميا فكانت له كاريزميته وبالتالي معجبوه وبعد وفاته وبعد أن سار على دربه خليفته السادات بالاستيكة نادى بعض معاصري عبد الناصر بالسير على طريقه اتباعا لامسحا فعرف هؤلاء أنفسهم بالناصريين وبلوروا مبادئهم فيما أسموه بالناصرية وهي مجموعة مبادئ مستنبطة من تجربة عبد الناصر في الحكم ميزت الناصريين عن غيرهم. وجه الشبه بينهما أن سيدنا مالك لم يكن مالكيا وعبد الناصر لم يكن ناصريا.
* معمر القذافي الذي حكم ليبيا لأكثر من أربعة عقود من الزمان وكان متفردا في حكمه ولا شيء يمنعنا من أن نستنبط منها ما يمكن تسميته بالقذافية وقد يتفق الكثيرون على أن أهم سمة من سمات القذافية هي الاحتفاظ بالشيء ونقيضه في نفس الوقت مما يعكس الانقلابات السريعة والمفاجئة في المواقف والأفكار. فالقذافي لم يستقر على حال طوال فترة حكمه. إن قدرة القذافي على الإدهاش لا مثيل له منذ استلامه للسلطة الى موته المدهش، وهو بذلك وضع منهجا يمكن أن يجعل منه رائدا ومبتكرا للقذافية.
* الحالة القذافية هي التي تحكم السودان الآن خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين دولتي السودان القديمة والجديدة. قبل مدة قال الرئيس البشير في الكرمك في الحركة الشعبية ما لم يقله مالك في الخمر ورد عليه الرئيس سلفاكير بذات العيار ثم طلع علينا وزير الإعلام برؤية مفادها أنه لا توجد قضايا عالقة بين الشمال والجنوب والفيصل بينهما هو القانون الدولي وهذا يعني لا وساطة ولا يحزنون وفي الأسبوع المنصرم قابل الرئيس البشير الوسيط امبيكي وأبلغه باستعداد الخرطوم لاستئناف التفاوض مع دولة الجنوب على القضايا العالقة بين الدولتين وذهب امبيكي لجوبا وقيل له نفس الشيء لا بل قال باقان أموم شخصيا إنهم على استعداد لاقتسام (نبقة النفط) مع الخرطوم حتى لا تقوم حرب بين البلدين وهاهو باقان يترأس وفد الجنوب في محادثات أديس أببا التي يفترض أن تكون قد بدأت أمس السبت وبالمقابل يطير سلفا الى يوغندا ليقابل موسفيني ( الزول أب راساً كبير) كما وصفته المحامية السياسية الكبيرة في معرض اتهامها له بمقتل قرنق. وبعد المقابلة أرسل موسفيني تحذيرا للخرطوم وكأنما عودته للتو من اسرائيل لا تكفي ومن جانب آخر أمريكا (بجلالة قدرها) تطلب من جوبا ابنتها المدللة الكف عن دعم معارضة الخرطوم (ياناس الله الدنيا الحاصل فيها شنو؟).
*الحالة القذافية التي تتلبس العلاقة بين الخرطوم وجوبا والتي تتخلص في أنه لا يمكن التكهن بما ستكون عليه تلك العلاقة بعد دقيقة من الآن؛ فلن نستبعد أن تقذف راجمات الخرطوم جوبا والعكس كذلك في عصر هذا اليوم ولن نستبعد أن يلتقي البشير وكير بالأحضان قبل أذان العصر فالباب مفتوح لكل الاحتمالات ولعل مرد ذلك أن هناك جهات ما في مكان ما (خارج السودانيين ) تدرس وتخطط لتحدد وربنا يكضب الشينة.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. الحاله بين الخرطوم وجوبا لن تهدأ الا اذا نزل سلفاكير عن العرش والسلطه هو وجماعتوا بتاعين المشاكل امثال باقان الذين يعملوا بسياسه قلب الخرطوم علينا وقلوبنا علي حجارة والخرطوم تعيس الحظ قدر ما عمل من اجل الجنوب وراحتوا برضوا بيجد العظمه في الكبدة من سوء حظواو شيخ( علي) من ندموا علي الانفصال كلاموا بقي لابجدع ولابيجيب الحجاره وفات الاوان عليه والتسوي بيدك بيغلب اجاويدك ومع انوا جرب كل الطرق للوصول للسلام ولكنه مثل الارضي جربت الحجر ومافي برضو فائدة و حتي تقوم ثوره جنوبيه هناك وتنادي بتغير الحكومه وواحد مثل( لام آكول) رجل السلام والحكمه اكيد اذا مسك الحكم يكون بطل التيمم لانه الماء الذي سوف يوحد البلاد ويدوائ الجراح ولغايه ذلك الزمان نتمني حبل المهله يربط ويفضل كمااااان؟؟؟