قاعدين ليه؟
وزير المالية يدعو للاستفادة من فرص العمل حتى في الدول التي طاف عليها ربيع الثورات ويمني وزارته بزيادة النقد الأجنبي من ذلك وهي بمثابة دعوة مفتوحة للعمالة السودانية لهجرة الأوطان، بل يذهب السيد الوزير لأبعد من ذلك متباهياً بهجرة الأطباء إلى المملكة، خاصة وأن ميزانية البلاد في العام 2102م، كما قال سيادته، ستسدد من الاستدانة داخلياً والصكوك والقروض والتسهيلات مع زيادة الإنتاج ويعول على التنقيب وزيادة إنتاج البترول. وكما قال سيادته إن ميزانية عام 2102م هي ميزانية عبور ويبدو «والله أعلم» أنه عبور المحنة.. ففي ذلك اللقاء الذي لم يكتمل مع اتحاد العمال على أمل المواصلة أكد سيادته على أنهم لن يرفعوا الدعم عن المحروقات مع أنهم يستوردون البترول بسعر «711» ويبيعونه بسعر أقل، مؤكداً الاطمئنان على مستوى السلع الأساسية مثل القمح والدقيق والأدوية وأنهم في هذه الموازنة يتجهون للمحافظة على الاستقرار وخفض معدل التضخم وسعر الصرف ومعدل نمول موجب، وأن العجز في الميزانية حوالي «4%» من الإنتاج الإجمالي مع استمرار الاستدانة السنوية من البنوك المصرفية والاستفادة من فائض البنوك في صرف غير تضخمي وأن وزارته ستعمل على سد الفجوة بدفع قيم بعض السلع المستوردة بعد فترات زمنية تحدد مع الجهات المستوردة، مؤكداً أن الولايات لاتتحمل منحة السيد الرئيس للعاملين وأنها مركزية.. وبشريات فتح عشرين ألف وظيفة ربما تخفف من دعوة الهجرة الأولى رغم أنه أشار لتوافد العمالة من بعض الدول.. رغم كل شيء نظل في حالة شفقة على الأوضاع التسييرية للبلاد في المرحلة المقبلة رغم الالتزام بخفض صرف الدستوريين بنسبة كبيرة تقارب 52% إلا أن مؤشرات تفعيل برامج الدعم الاجتماعي التي تحدث عنها وزير المالية ربما تخفف بعض من الضيم الواقع على الشرائح الضعيفة ويظل بعض العشم مرتبطاً بإنفاذ سقوفات الـ21% من البنوك.. رغم كل ذلك الوضع الذي يستدر العطف على الإنفاق المتقشف الذي نحن موعودون به منذ العام القادم، إلا أنني لا أكذبكم القول أحس بخلل في خروج عمالة سودانية ودخول عمالة أجنبية.. آن الأوان أن نبدل فهمنا عن طبيعة العمل.
آخر الكلام.. لا أريد أن أدعوكم إلى الهجرة من أجل زيادة النقد الأجنبي ولكن أهديكم أغنية «قاعدين ليه.. ما تقوموا تروحوا» على لسان السيد وزير المالية «علي محمود»..
مع محبتي للجميع
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]