د. عبير صالح

فـــــي ضيــــافة الشــــــتاء

فـــــي ضيــــافة الشــــــتاء
نجد أن هذا الفصل تكثر الإصابة بالميكروبات لعدة أسباب، منها أن إغلاق النوافذ وعدم التهوية للمنازل في الشتاء، بالإضافة لعدم دخول الشمس لهذه الغرف لمدة طويلة يؤدي لتكاثر الميكروبات والفيروسات.. الخ.

– والعدوى هنا قد تكون بواسطة الرذاذ العالق في الهواء، لذا ننصح بفتح الأبواب والنوافذ لعدة ساعات يومياً في فصل الشتاء يقي من كثير من الإصابات وخاصة التنفسية منها.

– لا مشكلة في هذه الأيام إن شاء الله أكبر من كيفية التعامل مع موجة البرد، لذا كيفية التعامل الصحي السليم مع هذه الحالة من الضرورة بمكان وخاصة للأطفال وكبار السن.

– ومن أهم هذه التأثيرات وخاصة كبار السن هي نزلات البرد والانفلونزا وارتفاع ضغط الدم والجلطات القلبية والتقلبات النفسية واضطرابات النوم.

– كما أن الأطفال عرضة أيضاً للإصابة بانخفاض درجة حرارة الجسم وخاصة عند ذهابهم إلى المدرسة.

– فعند التعرض لدرجة حرارة منخفضة، فإن الجسم يفقد وبسرعة كمية كبيرة من الحرارة تفوق قدرة الجسم على إنتاج كمية كافية منها، وعادة ما يتم فقدان الحرارة من خلال العنق والرأس، لذا يجب تدفئتهما أولاً بالنسبة للصغار وكبار السن خاصة، حيث إن الانخفاض الشديد في درجة الحرارة يؤثر في عمل أجزاء الدماغ فلا يستطيع الشخص التفكير بطريقة سليمة.
shtaa ü أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بانخفاض حرارة الجسم في فصل الشتاء هم:

– كبار السن فهم أكثر عرضة لذا يجب الاهتمام بتغذيتهم جيداً ولبس الملابس التي توفر لهم التدفئة الكاملة وفي مكان إقامتهم، وعدم تركهم ينامون في غرف باردة أو عدم تجوالهم في الطرقات، فيجب تغطية الرأس والعنق «لبس القبعات والتغطية بالبطاطين السميكة»، كما يمكن تناول المشروبات الدافئة، بالإضافة لارتداء الحذاء المقفول «يستحسن البوت».

– يجب الاهتمام في فصل الشتاء ببعض المرضى أكثر من غيرهم مثل المرضى المصابين بكسل الغدة الدرقية أو السكتة الدماغية والتهاب المفاصل الشديد ومرض باركنيون أو إصابات العمود الفقري ومرضى السكري، وأيضاً من تأثرت أعصابهم الطرفية أو الأوعية الدموية الطرفية، بالإضافة للمرضى الذين يعانون من اضطرابات عقلية لعدم تقدير شعورهم بالبرد.

– أما بالنسبة للأطفال يجب حرص الأمهات على تغطية رأس ورقبة الطفل عند خروجه من المنزل، بالإضافة للملابس السميكة والبطانيات، ويجب تقريبهم من جسم الأب أو الأم حتى يتوفر لهم الدفء المناسب.

البشـــــرة في الشـــــــــتاء :
bshra – تعتبر العناية السليمة بالبشرة أثناء فترة الشتاء مهمة للغاية، نسبة لتعرضها للجفاف المستمر نتيجة لانخفاض الحرارة.

– أكثر أنواع البشرة تأثراً بفصل الشتاء هي البشرة الجافة، أما الدهنية فتبدو لامعة ومتفتحة المسام، عكس البشرة العادية التي تبدو ملساء ورطبة قليلاً لكن أقل من الدهنية في رطوبتها.

– لقد لاحظنا أن في الشتاء يقوم الناس بتدفئة مياه للاستحمام لكن الماء الساخن مضر جداً بالجسم، حيث يعمل على جفاف الجلد وتشققه، لذا ينصح باستخدام الماء الفاتر ثم البارد في نهاية الاستحمام لسد مسام البشرة، وبالتالي نقلل من جفاف البشرة ونوبات الانفلونزا.

– يجب الاهتمام بنوع صابون الحمام في فصل الشتاء، حيث إنه يفضل الابتعاد عن الصابون المعطر «يساعد على جفاف الجسم»، فيمكن الاستعاضة عنه باستخدام صابون الأطفال أو سوائل الاستحمام التي تحتوي نسبة كبيرة من الحليب والمكونات الرطبة.

– استخدام الزيوت التي تعطي البشرة الملمس الحريري، ويفضل زيت اللوز وزيت الزيتون، لأنها تترك دهوناً أكثر على البشرة، كما أنها تحتوي على فيتامين «C

.A» ولكن لا ينصح باستخدامها يومياً، فهو يريح البشرة
من الخارج «السطح» ولكن لا يعالجها من الأعماق.

– هناك أنواع من الكريمات المصنوعة من الزبد أو الزيتون أو الشمع ويمكن استخدامها في المناطق الأكثر جفافاً من الجسم مثل الركبة والكوع والساق، لأنها تساهم في التعويض عن نقص زيوت الجسم، كما أنها تعمل على المحافظة على ليونة البشرة لفترة أطول.

– يجب استخدام عملية التدليك الدائري على الجسم خصوصاً في المناطق الجافة.

– يمكن عمل حمام بخار للجسم أسبوعياً، لأنه يساعد على توسيع الأوردة ويزيد من تدفق الدم في الجسم، مما يساعد على تغذية وترطيب الجلد، كما ننصح باستخدام مرطب بالحليب لتدليك الجسم بعد حمام البخار.

انتفــاخ البطـــن :
batn – توجد الغازات بشكل طبيعي في أجزاء مختلفة في القناة الهضمية.

– الشخص السليم يطلق غازات بمعدل 14- 15 مرة يومياً.. لا يمكننا تجنب ابتلاع الهواء عند تناول الطعام أو شرب الماء وابتلاع اللعاب وهذه تكون مسبباً لتكون الغازات، حصر الغازات داخل البطن وعدم إخراجها يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الأمعاء مما يؤدي إلى مشاكل معوية.

– هناك من يعانون كثرة الغازات مما يصبح مصدراً للشكاوى مثل:

– كثرة التجشؤ، انتفاخ البطن والشعور كأنها طبلة، مع حدوث أصوات مزعجة داخل البطن.

– الشكاوى من كثرة إخراج الغازات من المستقيم.

– لك أن تعلم عزيزي القاريء أن من أهم أسبابه ما سيرد ذكرها فتجنبها وخاصة في فصل الشتاء:

– نقص الأنزيمات اللازمة للهضم أو وجود مشاكل في القولون العصبي أو تكون فطريات في الأمعاء والقرح المعوية وحموضة المعدة الزائدة والبرد.. ويتسبب ابتلاع الهواء في انتفاخ البطن، وهو يحدث نتيجة للإفراط في تناول المشروبات الغازية أو مضغ اللبان أو تكرار بلع الريق كـ«حالة نفسية» أو سرعة الأكل وعدم مضغ الطعام جيداً وبعض أمراض الفم والأسنان.. بعض حالات المصران المتهيج «القلق النفسي»، وبعض حالات المغص الكلوي.

– تسبب أدوية المغص وبعض المهدئات وبعض الأدوية ارتخاء في الأمعاء وتشل قدرتها على طرد الغازات..

– السمنة مع عدم القيام بالمجهود الرياضي.

– كثرة الإنجاب بالنسبة للنساء.

– الإفراط في تناول الطعام، خاصة غير المتوازن أو الأطعمة الفاسدة أو غير المطبوخة جيداً، وكذلك تناول الطعام في حالات التعب والتوتر النفسي، كثرة تناول البقوليات كالفول والعدس والفاصوليا والحمص والحليب ومشتقاته.

– عدم الخروج إلى الحمام باستمرار والتباطؤ عندما تستدعي الحاجة.

– الأطفال الرضع سواء من يتغذى على لبن الأم أو من الزجاجة، فإنهم يبتلعون الهواء أثناء الرضاعة مما يتسبب في انتفاخ البطن لديهم.

– التدخين والإمساك.

اليـــــــوم الصـــــحي :
آلام الطمث أو آلام الدورة الشهرية من الأعراض التي تسوء في فترة الشتاء وتمثل هاجساً لعدد كبير من النساء وخاصة في الشتاء عند الذهاب للمدرسة أو العمل أو.. الخ. ü هذه الآلام هي عبارة عن تقلصات شديدة بالبطن أثناء الحيض، وغالباً أسفل البطن والجزء السفلي من الظهر، بالإضافة لبعض الأعراض الأخرى من صداع وإسهال وقيء وحالة نفسية سيئة مع الميل للعزلة. – بصفة عامة آلام الدورة الشهرية تدل على خصوبة المرأة، وعادة تقل كثيراً بعد إنجاب المرأة لطفل «بعد الحمل والولادة». – المشكلة تكمن في إعاقتها لبعض الفتيات من مواصلة دراستهن أو عملهن بسبب الآلام والحالة النفسية الشديدة، مما يجعلهن مستحقات «اليوم الصحي». – يحاول الرحم خلال فترة الحيض التخلص من البطانة الداخلية له «الجدار الداخلي»، ولكي تتم هذه العملية يقوم الرحم بعمل انقباضات مختلفة الشدة والتكرار «الفترة الزمنية»، وخلال هذه الفترات يقل ضخ الدم للرحم مما يسبب الشعور بالألم نتيجة لنقص الأوكسجين، وهذه الحالة تسوء في فصل الشتاء نتيجة للانقباضات المستمرة بسبب البرودة، وتختلف هذه الانقباضات في شدتها وتأثيرها على الجسم من فتاة أو سيدة لأخرى، وهذا أمر طبيعي، حيث إنها نفس الطريقة التي تدفع بها عضلات الرحم الطفل المولود «أثناء الولادة»، وهذا كله نتيجة للهرمونات التي تعمل على تحفيز بطانة الرحم للقيام بعملها. – مع أن آلام الدورة الشهرية قد تكون في بعض الحالات عرضاً لأمراض أخرى «خاصة الآلام التي بدأت في الظهور بعد البلوغ بسنوات عديدة»، مثل أورام الرحم، تكيسات المبايض، استخدام اللولب كوسيلة لمنع الحمل.. الخ، وهذا يحدد بواسطة الطبيب المختص بعد إجراء الكشف السريري والفحوصات اللازمة لكل حالة على حدا. – قد يكون السبب لهذه الآلام عاملاً وراثياً «في عائلة ما». لتقليل آلام الدورة الشهرية العادية: – في هذا الشتاء البارد يمكن التغطية جيداً لجميع أجزاءالجسم، ويمكن استخدام وسادة دافئة أو زجاجة مياه دافئة «كمادات دافئة»، على أسفل البطن. – الرياضة في الأوقات العادية: يمكن ممارسة النشاط اليومي المنتظم، فهذا يقلل من الآلام، ويمكن الاستلقاء على الفراش على جانبها مع ثني الركبتين أو رفع القدمين فوق مستوى الجسم، وكذلك رياضة المشي. – التغذية: التقليل من المشروبات الحاوية على الكافيين مثل الشاي والقهوة، ويمكن استخدام الشاي الأخضر والنعناع والحلبة وأكل الخضروات والفاكهة وخاصة المحتوية على فيتامين «ب» المركب. – التدليك لعضلات البطن. – بالإضافة للإجراءات الأخرى الخاصة بالصحة العامة من تقليل الوزن والتقليل من تناول الملح والحلويات.. الخ. – أخذ حمام دافيء لمدة 15- 20 دقيقة للتخفيف من حدة الآلام، هناك اعتقاد خاطيء عند بعض النساء وهو عدم الاستحمام أثناء الدورة الشهرية، وهذا مفهوم خاطيء، فالنظافة الشخصية مطلوبة في هذه الفترة خاصة أن الدم يعتبر بيئة ملائمة لتكاثر الميكروبات، فيجب الاستحمام بالماء والصابون وتغيير الفوط الصحية والملابس الداخلية على الأقل كل أربع ساعات تفادياً لمشاكل العرق والبكتيريا. – هناك مسكنات عدة تستخدم مثل مضادات الالتهاب غير الكورتيزونية مثل «ميفيناميك أسيد» التي تستعمل قبل الحيض بـ«3- 4 أيام» بعد الأكل، فلا تشعر بعد ذلك المرأة بالآلام، وقد تتطور العلاجات الدوائية لتشمل الأقراص الهرمونية «أقراص منع الحمل».. الخ على حسب حالة المريضة وما يرى الطبيب المختص. – هناك بعض الحالات التي تستدعي الذهاب فوراً للطبيب مثل: 1. زيادة كبيرة في دم الحيض أو زيادة في أيام الحيض بصورة ملحوظة. 2. ظهور أعراض مصاحبة من حمى وصداع وآلام بالعضلات أو أي أعراض أخرى لا يمكن تفسيرها.

د. عبير صالح حسن صالح
صحتك بالدنيا – صحيفة آخر لحظة – 2011/12/1
[email]lalasalih@ymail.com[/email]