فدوى موسى

اشتات الأشتات


[JUSTIFY]
اشتات الأشتات

ما حاولت شراء سلعة إلا ووجدتها مضاعفة أو أقرب إلى ذلك، حتى ولو لم تأتِ هذه البضاعة في زمن قريب من مصادرها، وحقيقة أن البؤس خيَّم على بيوتات كثيرة، بسبب عدم تناسب ما بيدها وما هو مأمل الحصول عليه، من باب أنه ضرورة وليس كمال أو رفاهية.. وزيارة خاصة إلى أسرة بسيطة كفيلة بفضح البون الشاسع ما بين الطبقات المجتمعية في بلادنا.. لا أعرف من أي باب أطرق إلى لب الأمر، وأنا أعرف أنه لا يمكن أن يكون كل الناس أغنياء، ولكن يمكن أن يكون كل الناس عزيزين وكرماء النفس، لو أن روح السماحة والصدق سادت بين المجتمعات داخلياً وخارجياً.. لا نقول يجب أن يكفل هؤلاء، ولكن نظرة رحمة وتكافل تسد ثغرة التعسر، وتخفف حدة الفقرة العصيبة، إذا ما خالطتها السترة وعدم المن والأذى.

حقد طبقي دفين:

لا أعرف لاحساس هذا الشاب توصيفاً معيناً، فكلما رأى شاباً آخر دفع بعبارة حقد دفين (عاين دا.. كان في المدرسة طيشنا هسه عاين ليهو راكب موديل شنو وشغال وين ونحن الـ..) أو عندما يتكلم الآخر بفهم وعمق ورؤى أكثر حداثة.. يقول ( ها شوف كمان هناي الكان معانا في المدرسة زي الغنماية.. عاين ليهو قال عمل الدكتوراة ودرس وين، وحضر وين، ونحنا الـ…)، وعندما يمر بفيلا (فلان الفلاني) يطبق صفح اليد على الآخر، ولسان حاله (عاين زولك الكان ساكن عند ناس خالو لمن جاء من البلد يقرأ.. هسه عامل ليك فيلا قال ونحن الـ ..)، وعندما تمر إحداهن بسيارتها من أمامه يمعن في الغضب قائلاً (عاين فلانة الشينة.. الكنا بنضحك على شناتها راكبة العربية ورافعة القزاز ونحن الـ..) وهكذا حتى أسموه (نحن الـ)..

البتكسر الرأس:

مرة أخرى يضيفوا الصفة النوعية إلى المأزق الماثل بتركيزهم على مقولة (أبحث عن المرأة عندما تكون هناك معضلة كبرى، أو بالأصح فتنة كبرى).. هكذا تشيع بعض جماعات الرجال مبرراتها عندما تصل إلى حد الإفلاس، بينما يرى التقليديون أنها ( لا تودي ولا تجيب)، أي أنها ( أكان فأس ما بتكسر الرأس).. وحتى تتبرأ المسكينة من التهمة الأولى وتثبت أنها فأس، ندعوكم لامعان دورها في حياتكم أفراداً وجماعات.

آخر الكلام:

عندما نحس بالضغط (العصِر)، نخارج أنفسنا سريعاً بأن نشتت الأفكار والرؤى في الاتجاهات الأربعة، على أمل أن نقول بعضاً من بعض.

مع محبتي للجميع
[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]