فدوى موسى

الرجال وقعوا البحر!


[JUSTIFY]
الرجال وقعوا البحر!
لم أتمالك نفسي من الضحك الحزين وأنا استمع لسائق الأمجاد الذي تجاذب معي الحديث من بوابة الخروج إلى الوصول عندما سألني جاداً «انتي يا أخت باقي ليك كده حالنا دا بتغير؟!»… رغم أنني لا أحب «فتح المواضيع في وسائل النقل العام إلا أن خاطراً داخلي دعاني للتجاوب مع هذا السائق».. «نعم يا أخ.. مافي شيء ثابت في الدنيا.. كل شيء قابل للتغيير».. ليعاود «انتي فهمتي يعني نحنا بنقدر نغيِّر النظام» فكانت إجابتني «…..» ليرد «ما قلت ليك.. تقولي لي ثابت وما ثابت.. يا أختي الرجال البغيروا وقعوا البحر زمان… هسه أنا دا أكان فرضوا علينا قرار قالوا كل راجل ينجلد عشرة جلدات في اليوم حتى بعد داك يبدأ شغلوا.. أنا أول زول أفتش مكتب الجلد أو أمانة الجلد أو منسقية الجلد.. آخذ جلداتي وأبدأ بعد داك يومي».. رغم أنني لا أرى في روح الانهزام ولا اعتقد فيها إلا أن هذا السائق جعلني أضحك حتى البكاء.. ثم لم أميز دموعي هذه حزناً أم ضحكاً.. فهل حقاً الرجال وقعوا البحر؟! لا اعتقد.. إنها مسألة حسابات… والأيام حبلى.

الجيش تهزمه ذنوبه

جيوش طموحاتنا وأحلامنا التي يفترض لها أن تكون لا محدودة لأن مساحات جهادها في أدمغتنا وقلوبنا… لا أحد يمكنه أن يحجر دون أن تتعدى محراب الآخرين.. ولكن كيف تتأتي هذه الطموحات والأحلام قوية عندما تبرز للواقع إذا كان جيشها منهزماً داخلياً.. فكثيراً ما تولد الأحلام والطموحات على أعتاب أرض الواقع مهيضة وخائرة القوى… ودواخلنا عندما تكون مثخنة بذنوب الانهزام والانكسار لا نستطيع عندها فعل أي شيء.. وحقاً الجيش تهزمه ذنوبه…

مقارعة الفقر

لا أعرف أقسى من الفقر مذلة.. وحق لسيدنا علي رضي الله عنه القول «لو كان الفقر رجلاً..» فكم من أنفة ونفس انكسرت بسبب آفته اللعينة.. ولكن أقسى درجاته أن يصادف الفقر دماء رجل عزيز النفس أبي الذمة مطوق بمسؤولية «عيال» لا يعرفون ما معنى أن ينكسر الرجل للرجل… أو أن «يمد قرعته للآخر».. ولكن يبدو أن الأمر قد بات مطروقاً تحت وطأة الظروف الضاغطة.. فهل نسمو بروح التكافل بلا منٍ أو أذى..

آخر الكلام:

يكفينا فخراً أننا يمكن أن نبصم على عزة نفس آبية ما دام فينا أرواح التكافل والإعانة ساعية ومتحركة…

مع محبتي للجميع
[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]