تحقيقات وتقارير
فقط في السودان .. صيدليَّات تبيع أدوية بشريَّة .. وبيطريَّة
بعض المواطنين أبدوا رأيًا… أولهم صاحب شركة بالخرطوم، حيث ذكر أنه لا يرى ما يلفت النظر، بل يعتقد أنَّ هذه الصيدليَّات ربما تكون أفضل لأنها تصبح مثل «المولات الكبيرة» التي يجد فيها الشخص كل ما يريد في مكان واحد، أمَّا المواطن محمد السر «موظَّف» فقد ذكر أنّه يشتري من الصيدلية «وأمره لله»، وذكر أنَّ البلد محتاج «لكثير من النظام»… وتختلف عنه في الرأي ربة المنزل «نسرين علي» والخرِّيجة «عبير أحمد» اللتان أجمعتا على أنَّ هذه ظاهرة «عاديَّة» وتريان أنَّ العاملين بالصيدليَّة هم أهل ثقة ولا يمكن أن يخطئ أحدُهم بين أدوية البشر والأدوية البيطريَّة…
الدكتور الصيدلي محمد مبارك عبد الله موجود حاليًا بالخرطوم، أفاد أنَّه يعمل بصيدليَّة «الفتح المبين» في منطقة المفازة ولاية القضارف وأنَّهم يبيعون أدوية بشريَّة وأدوية بيطريَّة توضع في جانب مخصَّص ووفق الضوابط، وعزا هذه الظاهرة لوجود عدد كبير من الثروة الحيوانيَّة بالمنطقة.
بعد أن استطلعنا عددًا من المواطنين كان لا بد لنا من الاتجاه لأهل التخصُّص من الصيادلة والبياطرة وكان تساؤلنا… متى أصبحت الأدوية البيطريَّة تُباع إلى جانب الأدوية البشريَّة فى الصيدليَّات السودانيَّة؟؟
دكتور ياسر ميرغني مالك صيدليَّة الواحة بالخرطوم «الأمين العام لجمعية حماية المستهلك» رد على هذا التساؤل بقوله إنَّ هذه المسألة نشأت في عام «2001» إبان الأزمة بين الصيادلة والبياطرة، وأصبح لزامًا على كل الصيدليَّات تعديل اللافتة لتصبح أدوية بشرية وبيطريَّة «معًا» ولكنها في معظم الصيدليَّات لافتة فقط وليس هناك أدوية بيطريَّة، وعن نفسه لم يُحضر أي أدوية بيطريَّة إلى صيدليَّته، يوافقه على ذلك الصيدلي بصيدليَّة «الخرطوم شرق» إذ يقول إنَّ الأدوية البيطريَّة ربما تكون في صيدليَّات الأحياء، أما الصيدلي بصيدلية «رهف» وسط الخرطوم فيذكر أنَّ صيدليَّتهم توجد بها فقط أدوية وقائيَّة «ضد اللسعات» تسمَّى «اللقاحات أو الفاكسين» كالأدوية الوقائيَّة ضد السعر «أنتي رابيس» «داء الكلب» يبلغ سعر الجرعة «79» جنيهًا ضد لسعات العقارب، و«أنتي اسكوربون» بسعر «20» جنيهًا للجرعة، أمّا مصل أل «أنتي سنيك» «ضد لسعات الثعبان» حاليًا فغير متوفِّر، وأنّ هذه الأدوية يحصلون عليها عن طريق الإمدادات الطبية، أما صيدليتا المك نمر «شارع المك نمر/ وأبو آدم الخرطوم» فقد أجمعتا أنَّه لا توجد عندهما أي أدوية بيطريَّة وتوجد فقط «أمصال ومضادات حيويَّة» تعطى للإنسان والحيوان مع اختلاف فقط في الجرعة، ومن الأمصال الموجودة عندهم مصل «أنتي تيتانوس» وتُعطى «10» أنبولات بسعر «9» جنيهات للأنبولة، ومصل «أنتي رابيس» ضد السعر بـ «60» جنيهًا للأنبولة وتعطى «5» أنبولات، و«أنتي سنيك» ضد لسعات الثعبان تُعطى أنبولة واحدة بسعر «60» جنيهًا، و«أنتي إسكوربيان»، وكذلك أنبولة واحدة ضد لسعات العقرب بسعر «42» جنيهًا للأنبولة.
إجابة د. ياسر تقودنا لطرح تساؤل تفاعلي: هل حدث ضغط من اتحاد أو نقابة البياطرة؟ ولماذا؟
يضيف د. ياسر أنَّ قانون الصيدلة والسموم عام «2001» تم تغييره بواسطة ضغط وعصبيَّات مهنيَّة من البياطرة، ويضيف أنَّ قانون «1963» أقوى من قانون «2001» و«2009».
وفي ذات المنحى يذكر الطبيب البيطري الأشعري بالصيدليَّات البيطريَّة في عمارة الضرائب «زقاق البياطرة» أنَّ الضغط تم من نقابة الصيادلة بأن يتم بيع الأدوية البيطريَّة إلى جانب الأدوية البشريَّة، وفي اعتقاده أنَّ الصيادلة شعروا أن هناك حاجة للأدوية البيطريَّة أي «عائد مادي».
هذه الإفادات تجعلنا نتساءل: كم تبلغ نسبة الأدوية البيطريَّة إلى البشريَّة في الصيدلية؟ وقد أجمع الصيادلة د. نجلاء بصيدلية «الواحة» الخرطوم وعدد من الصيادلة بصيدليَّة الخرطوم شرق على أنَّه لا تُباع أدوية بيطريَّة بصيدليَّاتهم .!!
برفيسور هاشم الهادي رئيس اتحاد البياطرة أجاب عن السؤال المشروع: هل توجد دول أخرى في العالم تبيع بها الصيدليَّات الأدوية البيطريَّة إلى جانب الأدوية البشريَّة؟ فذكر أنه لا يوجد في العالم عربي أو أجنبي صيدليَّة تبيع الأدوية البيطريَّة إلى جانب البشريَّة، وذلك لوجود اختلاف الترسُّبات الدوائيَّة وهي نفسها التي تجعل عدم ذبح الحيوان «للحصول على لحمه» إلاّ بعد الاستيثاق أنَّ الأدوية المعيَّنة التي أُعطيت للحيوان قد مضى عليها «28» يومًا، ويواصل بروفيسور هاشم أنَّ علم «وظائف الأعضاء» هو بداية العلوم الطبيَّة، بينما «الصيدلة» تُعنى بالكيماويَّات، والصيدلي يقوم بصرف الدواء ولا يعرف كيفيَّة استخدام الدواء، فالبيطري فقط هو المعني بتحديد الجرعة وطريقة إعطاء الدواء، وأنَّ الصيدليَّات البيطريَّة موجودة في مناطق أسواق أم درمان وهناك صيدليَّات بيطرية متخصصة معروفة في عمارة الضرائب «زقاق البياطرة» تتوفَّر بها كل الأدوية البيطريَّة.
إذًا لا بد من طرح السؤال عن الأدوية البيطريَّة التي تتوفر فعليًا في الصيدليَّات وهل تُصرف بروشتة؟ وهذا السؤال كان علينا أن نوجِّهه للصيدليَّات البيطريَّة المتخصِّصة في بيع أدوية الحيوان بعدما ثبت لنا من بحثنا هذا أنَّه لا توجد أدوية بيطريَّة بالصيدليَّات البشريَّة «في العاصمة الخرطوم»… بل حتى عبارة «أدوية بيطريَّة» تم إغفالها في لافتات بعض الصيدليَّات خاصَّة «الممتدة يمين الشارع من دخلة السوق المركزي الخرطوم حتى الميناء البرِّي» وقد سبق أن ذكر لنا بروفيسور هاشم الهادي بعض هذه الصيدليَّات المتخصِّصة مثل «الصيدليَّات البيطريَّة في مناطق أسواق أم درمان وصيدليَّات «زقاق البياطرة»، كما أكَّد الطبيب البيطري الأشعري وجود صيدليَّات بيطريَّة بسوق أبو زبد، وأكَّد مواطن وجود صيدليَّات بيطريَّة بحلة كوكو وصيدليَّات بمناطق أم ضوًا بان «مع دخلة السوق». وعليه كانت أقرب الصيدليَّات البيطريَّة المتخصِّصة تلك الصيدليَّات بـ «زقاق البياطرة» عمارة الضرائب الخرطوم، ورغم زحمة العمل عنده فقد أفادنا دكتور الأشعري أنَّ الأدوية تُصرف بروشتة مختومة، أمّا الأدوية المتوفِّرة فعليًا فقد أوضح لنا أنَّها مصنَّفة إلى مجموعات هي:
* مجموعة أدوية علاج الديدان
* المضادات الحيويَّة
* الإضافات العلفيَّة «تخلط مع الفايتمينات»
* أدوية طفيليَّات الدم
* أدوية الطفيليَّات الخارجيَّة
* مجموعات أخرى
هكذا تحصَّلنا على ما كنا نبحث بشأنه… فقط في جمهورية السودان تُباع الأدوية البيطريَّة والبشرية في صيدلية واحدة دون كل دول العالم!!!
عرض: سميَّة عبد السَّلام
فقط فى السودان صيدليات .تبيع ادوية بشرية وبيطرية التعليل لان المواطن فى السودان فى ظل حكومة الموتمر الوطنى ساوت بين الانسان والحيوان
هههههه دا اكتشاف يعني زمان كتبنا وتسآلنا عن الجهة التي تمنح ترخيص بيع الادوية البيطرية هل وزارة الصحة ام وزارة الثروة الحيوانية ولا الزراعة .. ومن الذي يمنح ترحيص لاستيراد ادوية الحيوانات او يوزعها ..
وهذا الامر من وقت طويل يمارس وموجود .. وربنا بيستر على الناس ما بيتصرف ليهم دواء حمير ولا بقر
دا شيتا جديد لم يكن موجودا في قديم الزمان..الإجزخانة كانت للأدوية البشرية فقط..في زمن اختلطت فيه الأمور وصارت الصيليات أشبه بالبوتيكات وملجة الخضار.
سلام هل البيطري له نفس الحق و الصيدلي
انا جد مهتم