جعفر عباس
العنوسة المفتعلة
وواقع الأمر هو ان الكثير من الفتيات تجاوزن العشرين بلا زواج لأنهن طالبات علم،.. ولكن الشباب من الرجال يحولون هذا الأمر أيضا الى قضية اسمها «الزواج بالجامعيات»، ويطرحون عبر الصحف كلاما سخيفا يصور البنت الجامعية، على انها كائن منبت بلا أصالة او جذور، وكأن رسالة الجامعة هي إعداد فتيات لا يعرفن شيئا عن مقتضيات الحياة الزوجية! ويخيل الي ان مرد ذلك هو ولعنا نحن – رجالا ونساء – بالألقاب، فمن يدخل منا الجامعة يحسب انه اتى بما لم تستطعه الأوائل، ومن ينل دكتوراه في صنع الكبسة بالفيمتو لا يرد التحية ما لم تناده بـ «يا دكتور»، وعلى عهد المبروك حسني دارت في البرلمان المصري رحى معركة شرسة بعد ان طالب العسكريون المتقاعدون من النواب ألا يناديهم احد باسمائهم حاف،.. يعني لازم «سعادة اللواء» وكان منطقهم: اشمعنى الحاصلون على الدكتوراه؟ وكل من يستطيع استخدام المنقلة والمثلث والمسطرة، يسمي نفسه مهندسا.. وهكذا أصبحت الفتاة الجامعية بعبعا في نظر الرجال غير الجامعيين او الجامعيين الذين لا يريدون زوجات في نفس مستواهم التعليمي ليمارسوا عليهن الاستعلاء.. ولعلي كتبت عشرات المرات نقلا عن إحدى الصحف السعودية قبل بضع سنوات عن صاحبنا الحائز على الدكتوراه في الرياضيات واصيب بانهيار عصبي عندما اكتشف ان زوجته لا تعرف نظرية فيثاغورس وطلقها..والله مشكلة: يعني اذا كانت الزوجة ذات تعليم نص كُم يتم تفنيشها، واذا كانت جامعية اعتبروها متفلسفة (انظر كيف نسيء الظن بالفلسفة ونرمي المتحذلقين والمتنطعين بالتفلسف!)،.. وعادة ما يتم إلقاء الكرة في ملعب الآباء والأمهات، بزعم انهم يغالون في المهور، ولا احسب ان أبا أو أما يضع تسعيرة معينة لتزويج ابنته اذا وجد لها الزوج المناسب، فمعظم أهلنا يطلبون ما يسمى «الستر»، بل ان الكثيرين مستعدون لتزويج بناتهم بسعر الكلفة، ولكن واقع الامر هو أن تفشي الاستهلاك التفاخري يجعلنا رجالا ونساء نحرص على البهرجة في الأفراح والأتراح.
وفي رسالة بعث بها الي قارئ تعقيبا على مقال لي حول العنوسة، جاء ان طرح البنزين الخالي من الرصاص في السعودية فاقم قضية العنوسة لان هذا النوع من البنزين غالي الثمن ولأن إطعام السيارة يأتي اولا، ثم يضرب مثلا بالموظف المتوسط الحال وكيف انه يتعين عليه تكبد نفقات المعيشة والهاتف والكهرباء والإضافات الضرورية لتكشيخ السيارة!! هذا بيت الداء يا صديقي صاحب الرسالة: موظف كحيان ويريد كل ما عند الموظف الشبعان، ثم يتباكى على غلاء المهور، وارتفاع كلفة شهر العسل: ما للموظف الغلبان والعسل، لماذا لا يكتفي بشهر مربى او حتى تمر؟ جعفر عباس
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]
والله حل مثل هزه المشاكل تحل باللجؤ الي المنهج الربانى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الزى لم ينطق عن الهوى فقد ثبت ان الزواج المبكر وتبسيط اجور واجراءات الزواج من اسباب السعادة الزوجية كماطالبت المراة الاوربية بالرجوع الى البيت والتربع على عرش المملكة الزوجية وليس بالضرورة التربع على عرش وظيفة تحد من طابع الامومة والانوثة فالاولاد وتربيتهم اهم وظيفة فى الحياة والمؤسسة المنزلية هى التى تربى جيل صالح واكبر مؤهل للمراة هو تفوق ابناءها اكاديميا وتربوبيا
موضوع المقال هادف ونحن في حاجة إلى الإهتمام بهذا الجانب من حياتنا ،، لو أن تعاليم الدين السمحة طبقت على الطريقة السليمة لما دخلنا إلى مثل هذه المتاهات المفتعلة ،، نعم حديث أبو الجعافر يمس الواقع وبوضوح شديد ،، ويحتاج المجتمع لكثير من التوعية في هذه الناحية ،، ليس من الدين في شيء وضع المتاريس وخلق العقبات وتأخير سنة الحياة لأسباب واهية ، أليس كذلك ؟
يسِّروا يسَّر الله عليكم ولا تعسِّروا فتضيق بكم الحياة على رحابتها ،، لك التحية أبو الجعافر وقراءه الكرماء .