فدوى موسى

وصلت الرسالة!


[JUSTIFY]
وصلت الرسالة!
شكراً على كل التجلي والشفافية وأنت تضع الأشياء في نصابها الصحيح.. وأنا أعرف أنه لا يصح إلا الصحيح.. أعاهدك منذ الآن أن أسلك الطريق الموازي الذي لا يلاقي طريقك أبداً.. ماذا يضيرني أن وضعت حملك الثقيل هناك وتحللت من تبعاته المرهقة وأتيت مهرولة إلى الجادة.. بالله من تكون حتى استلزم نفسي وروحي بك.. فرد من جموع تتطحنهم محيطاتهم الباطشة.. فالأعماق قد لا تحتاج منك لكل ذلك الاجتهاد.. إذن اذهب إلى طريقك مظفراً بما تعتقد وسأذهب إلى طريقي معتزمة أن لا انكسر أمام إماء أو إيحاء منك لتقول إنك هنا.. وداعاً بلا أسف فعهد ثورة المشاعر قد آن.. ولا تضطرني لأن أقولها بكل حماقة المغبون «يللا شتت.. بلا لمة»..

أرجوك!

لا أطرق التفكير فالمتسع لمحاولات السعي الجاد خيار مطروق فلا العبث قد يدمل الجراح ولا الجد يتأتى بالشفاء التام.. إنها كيميائية التعافي.. أن أبكيك اليوم الأول وكأني قد فقدت الكون وامتنع عن تناول الوجبات ثم يقل في اليوم التالي معدل الدمع والمخاط واحتمل الوجبة بقليل من توابل العشم في مراوحة المحطة إلى الأخرى.. ألست حفية بأن يخلف الله عليّ بأحسن منك؟؟ بلى.. «بلا يخمك».. أرجوك ضع على رأسك ذلك الكبرياء الذي يريك أنني أنثى تحتقن الآن بكل دماء التهاب روحها.. إنها قد أُسيء فهمها وظُلمت وآن أوان أن تقتص منك بصمتها المريب ورجائها بأن تذهب أنت وراء الشمس أرجوك اذهب إلى هناك «فشهيتي الآن مفتوحة على آخرها لتناول وجبة حارة بالفلفل والتوابل».

تذكرة العبور!

في أول محطة لي بعد أن تركتني هناك.. اشتريت تذكرة العبور هذه المرة من «شباك التذاكر».. بعد أن كنت أتلقطها بسعر أعلى من «الباعة المتجولين والرجرجة» فاتجاوز بذلك فارق التوقيت.. أما الآن فإنني اتبع الطريق الصحيح حتى أن أخذ كل الوقت.. فالوقت الآن لاتباع الخطوات الصحيحة.. لا يهم إلى ماذا تفضي ولكنها تحمل ديباجة أنها الصحيحة وسط عالم هائج ومائج بالفوضى والاضطراب.. ها هي التذكرة في يدي جلبتها بالطريقة الصحيحة.. ولكني لم أجد العربة التي تحملني إلى المحطة الأخيرة..

استوب!

لا تتدثر أمامي وخلفي بحنيتك الواهمة.. لا تغني لي تلك الأغاني المترعة «لا تطنبر» بتلك الكلمات الشجية.. فهي تأتي من بين أسنانك المركبة ولسانك الذي أعرف فظاظته.. أرجوك لا احتمل صوتك الذي لا يعرف خارطة الطريق للقلب والعصب.. فجوفك أفرغ من كل المساحات الممتدة وأقف هناك.. «مكانك ثابت» وادخل على الأخريات من حولي بطرقك «الملولوة» التي لا تقبل رجل المرور ولا إشارات «الاستوب».

آخر الكلام:

استلمت رسالتك التي لا تستطيع أن تكتب في ذيلها أنك أنت المرسل.. فرجوتك أن تذهب بلا عودة ولا تهتم لترحالي في هذه الدنيا ببساطة لأنني أحمل تذكرة العبور وأعرف أين أقف ومتى اتحرك.. فقط غادرني بلا أوجاع

مع محبتي للجميع
[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]