فدوى موسى

النزعة الهيمنية


[JUSTIFY]
النزعة الهيمنية
في خضم الأحداث التي تتلبس المنطقة العربية، نجد أنه لابد من الانحناءات اجلالاً لكل ما يدور من نشاط إنساني يهدف بدوره لتغيير جوهري داخلي على مستوى الدول منفردة ومتآلفة، وأكثر ما يفرض سلطة الاحترام العام هو التطور الديمقراطي الذي بدأته تونس، ومضت فيه بنهضة واعية تستوعب المفاهيم الداخلية والخارجية، قراءة للأوراق السياسية والاقتصادية، كذلك التقدير للثورة المصرية التي أرست دعائم انتخابات حرة شفافة ونزيهة بحقها، ولابد من النظر بعين الاعتبار لتلك الحركات التي تطوف على بعض الدول انتفاضاً على أوضاع مأزومة بحكم الفرد المطلق، الذي يلابس النزعة الهيمنية في كثير من الأنظمة القائمة الآن بالمنطقة.. إذن بات من حكم الاطلاق انه لا تعول هذه الأنظمة على أنها مطلوقة الأيدي إحقاقاً للفلسفة الحالية، التي هي مبدأ لعصر الثورة، الشيء الذي لم تتحسب هذه الأنظمة له بشكل ثابت، لذلك تجبرت ومارست بعض الهيمنة السافرة والفاجرة على شعوبها، ولا مناص أمامها الآن إلا الرضا بإعمال مبادئ المشاركة والرضاء بالآخر، ولها بعد ذلك أن تناور داخل هذه الأطر..

انشغلت المنطقة العربية بأحداثها هذه، عن الخروج المدوي لأمريكا من العراق، رغم أنه الحدث الأكبر الذي دار ويدور حوله جدل كبير، فقد ظن الكثيرون ألاَّ خروج للأمريكان من العراق، على الرغم من أنه كان مبرمجاً منذ زمن ليس ببعيد إلا أنه كان بمعطيات الهيمنة العالمية لم يكن مطروقاً على الذهن العربي الجمعي، فقد ساد إحساس عام بأن الاحتلال الأمريكي باق في العراق، لارتباطات مصلحية أمريكية، إلا أن تفجر الأوضاع المفخخة حدت بأمريكا لتنفيذ برمجتها للانسحاب، وكأنه اعتراف ضمني بانهزام الهيمنة الأمريكية، في أرض العرب في أرض الرافدين.

بالمقابل تعلو هيمنة أسلحة مدنية على الأسلحة والعتاد للقوات المسلحة في مواجهة المعركة ما بين الأنظمة القابضة والشعوب، مثل سلاح الاضراب المعروف منذ الفترات الاستعمارية الأولى، فهو فعَّال وماضٍ في شل قدرات الأنظمة يهدف لجذب القوى الداخلية للتوحد على هزم وشل القدرة للأنظمة، ويستلزم عدم الخروج عن إطاره السلمي، وللانتشار على حدود الشرعية الجماهيرية لنزع السلطات من بين يدي الحكام القابضين.. فهل ستكون الثورات القادمة مرتكزة على هيمنة الاضرابات بعد لغة الدماء الحارة.

آخر الكلام:

تبقى الهيمنة هي في حد ذاتها سلاحاً يطوع على مبادئ تهزم أو تؤهب للدخول في خيارات في الممكن واصلاحات ما بيقى.

مع محبتي للجميع
[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]