فدوى موسى

العنف التنظيمي


[JUSTIFY]
العنف التنظيمي
حادثة اغتيال الطالب الجامعي وسط تنظيمه وإخوانه في الله تمثل تطوراً لاندفاع موجة العنف التي تبدت ملامحها منذ وقت ليس بالقصير داخل إطارات السياسة ودروبها بالبلاد.. الجديد فيها أنها لم تكن على طرفي نقيض، بل هي داخل التنظيم الواحد الشئ الذي يشي بعدم احتمال منسوبي الاتجاه الواحد بعضهم لبعض ولكن التعويل على بلوغ التحقيق في هذه الحادثة مداه يمثل حداً يجب أن يصله الأمر، حتى يحول القصاص بين تمدد الظاهرة والانفلات منها.. ولا يفضل السعي إلى اطفاء الأمر، على مبدأ «استرها أو الناس اخوان»، حيث إنه في القصاص حياة، وآن أن يكون الناس أولي ألباب، فإن كان أعضاء الجسم الواحد يتناحرون إلى مرحلة التقتيل، فما بقي أمام اندياح العنف إلى معنويات أعلى وأعلى بين الأطراف المتعارضة التي لاتجمعها قاعة واحدة.. إذن لابد من الاحتكام للقانون والقضاء بعيداً عن أستار مراجعات الكيانات السياسية التي تعمل بعقلية عدم الافتضاح للأمور وتكتيمها حتى لايجد الآخر المختلف أو المضاد الذرائع التي يقود عليها الانتقادات والتدليل.. تباً لكل من يحاول أن يغطي وجه الحقائق داخل وخارج الكيانات الشبابية لاعتبارات يعتقد أنها تخدم التنظيمات.. والزمان زمان حقائق و الحقائق هي التي تخدم أو كما قال الشيخ فرح ود تكتوك «أكان الصدق ما نجاك الكضب ما بنجيك». فيا هؤلاء اسمعوا الحقائق مجردة كما هي حتى لايقود تكتيمكم لها إلى مرحلة الدمامل وانفجارها والنخر والقرقرينا ويصير الأمر عيفونة في جسم التنظيمات والكيانات.. بالمقابل العودة للحادث الذي تعرض له البروفسير ابراهيم غندور الأمين الإعلامي للحزب الحاكم في دار حزب الأمة.. هو وجه آخر للعنف الذي وجد المساحة في نفوس المنتمين سياسياً.. وهذا دليل آخر على استشراء الموجة العنيفة التي باتت لاتخضع إلا لمبدأ المكر واللا أخلاق.. ففي هذه الحادثة ضرب لمبادئ الاحترام ومراعاة الاختلافات حد عدم الاحتمال السالب.. ويمكن رد كل ذلك الأمر سواء كان داخل التنظيمات أو بينها والأخريات إلى الاحتقان وكتم الحرية.. فإن النظر في الطريقة التي تدار بها الملفات الحياتية الجمعية في البلاد ضرورة تفرضها الأحداث الآنية غير المتعارف عليها عند العقلية السودانية التي كانت يوماً متسامحة حد الإنسانية الواعية.

آخر الكلام:

في اللحظة التي تبحث فيها عن أداة أو سلاح تقابل به وجه الآخر الذي يجابهك بعقله أو فكره أدرك عندها تماماً أنك فقدت المنطق وانجرفت تحت وطأة كبت أو إحساس سلبي عاجز جداً.. وهكذا كان القتلة أو القاتل في الاعتقاد العام حول حادث الطالب، وكذلك كان عندما خرج بعض منسوبي حزب الأمة على قواعد التحضر السياسي بقذف البروفسير بالفوارغ من قوارير السلوك الحضاري فلا للعنف مهما كانت الحالة…
مع محبتي للجميع
[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]