فدوى موسى

رفــــه الدعــــم!

[JUSTIFY]
رفــــه الدعــــم!
في ذات الاتجاه الذي ذهب إليه البعض في تحليل محاصصة البرلمان والمالية أن رفع الدعم عن المحروقات أو أقلاه البنزين الذي يتشبث به الوزير معتقداً أن ذلك لا يؤثر على العامة، يبدو هو الأقرب لمخيلة المواطن الذي يفطن تماماً إلى أن التمريرات للقرارات الصعبة أحياناً تمت بمبدأ فرض لسياسة الأمر الواقع والتدرج إليها خاصة إن كان رأي رئيس البرلمان يعضد الرأي القائل «إن دعم المحروقات مال كثير لا تستفيد منه الدولة، وإن تخصيصه لأغراض أخرى مثل النمو ومحاربة الفقر يعني كثيراً».. إذن هي سياسة الإنحناء للموجة ثم ممارسة الأمر الواقع.. ولن يستغرب أحد إن تجاوزت الشهور القادمة موضوع دعم المحروقات بما هو مضاد ومباشر.. ويبقى أن تعلموا أن أسعار المحروقات في ولايات السودان غير متلزمة بالإطار الحالي.. عاينوا بأنفسكم منافذ صرف الوقود… «ودايرين نشوف كل الغبش واقفين صفوف».

الخيارات الاقتصادية

وتظل الخيارات والبدائل الموازية بعيدة عن الأذهان العملية حتى يستبدل خيار دعم السلع الأساسية بالإنفلات عنه الذي يعني إما إعمال الفكر الاقتصادي السليم بمحاولات ناجحة، أو استلاف تجارب دول أخرى عرفت قدر الأبحاث والدراسات الاقتصادية وقفزت بها من الأضابير والأوراق إلى أرض الواقع.. مع كثرة تبادل الخبرات والمعروف أن أعداداً كبيرة من المسؤولين في حالة تسفار دائم ما بين المطارات والموانيء فماذا حصدنا من كل تلك النثريات والدولارات إن كنا نعول دائماً على الأقرب والأقرب من الحلول السهلة.. «ما تقول لي الإطلاع على التجربة الروسية… الأمريكية».

كرت محروق

ما زالت دوائر الفعاليات السودانية جميعها تحتمل «الكروت المحروقة» من الشخصيات في مواقع ومواضع الامتحانات العامة.. ولا أدري إلى أي «قوة قلب» يركن أهل القرارات في انتقاء بعض الشخوص الذين يحملون بطاقات «كرت محروق».. بتجريب مواقع ومهام لا يجمع بينها «لا الحري ولا الطري» كما تقول حبوبتي «السيدة بت يوسف».. الدافع الذي يحدو ببعض «المواهيم» للاعتقاد في أنفسهم بأنهم الأجدر بحكم أنهم يحملون صفة «المحروق» تلك.. هي مسألة ضمير فمن رأى أنه قابل للاحتراق فليتقدم «قدام ورا مؤمن».

آخر الكلام:

لا تفرحوا كثيراً فقد اعتدنا على أن نستمع للخطط والبرامج والموازنات ثم تسير أمورنا على من مبدأ الارتجال.. الارتجال ثم الارتجال.. فهل سنكون على موعد مع حراك الأمس.. حيث كل شيء يبدأ مع رفع الدعم والغلاء.

مع محبتي للجميع
[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]