رأي ومقالات

د.عبدالماجد عبدالقادر : كلام في الانقلاب المصري!!

[JUSTIFY]لا بد أن نقرر في البداية أن أول رئيس مصري يحكم دولة مصر كان هو اللواء محمد نجيب وأعقبه الرئيس جمال عبد الناصر في خمسينيات القرن الماضي.. والرئيس «المصري» الذي قبلهم مباشرة ــ ربما كان الفرعون رمسيس الثاني هذا إذا كان ذلك الفرعون مصرياً.. وذلك قبل سبعة آلاف عام من الآن أو قريباً من ذلك.. ولهذا فإن «أهلنا» المصريين لم ينعموا بحكم وطني منذ عهد الفراعنة حتى عبد الناصر ولم ينعموا بحكم ديمقراطي في حياتهم ولم ينتخبوا رئيساً لهم منذ عهد سيدنا نوح وحتى عهد مرسي. وتعاقبت عليهم دول الاستعمار التي انتهت بالحكم التركي ــ بتاع محمد علي باشا ــ والذي حكم مصر والسودان معاً.. هذا من ناحية… ومن ناحية أخرى فقد ظلت مصر منطلقاً وبؤرة وموقعاً للصراع الديني منذ عهد الفراعنة الأول… عندما قال لهم فرعون «أنا ربكم الأعلى» وبعضهم عبدوه.. وصار ذلك ديناً نشأت من حوله وبسببه الهياكل والمعابد والمقابر والأهرامات.. ثم إن كثيراً من الأنبياء أرسلهم الله إلى فراعنة مصر ــ بؤرة الصراع وسُرَّة العالم ــ فأبوا واستكبروا حتى جاءهم سيدنا يوسف يحمله من أخرجوه من غيابة الجب من بلاد الشام وباعوه في مصر وتربى في قصر الفرعون حتى صار وزيراً للخزانة وانقذ البلاد من المجاعة المشهورة.. وانتهى بجلب أهله كلهم – «أبوه يعقوب، وأخوه بنيامين، وأمه وإخوانه العشرة» ــ وهناك تكونت أسرة أو قبيلة بني إسرائيل، وكان إسرائيل هو الاسم الآخر لسيدنا يعقوب.. «وإيل معناها «الله» وإسرا أو «إزرا» معناها المخلص أو العابد أو العبد..» يعني إسرائيل معناها – عبد الله -. ومنذ ذلك الزمان احتدم الصراع في مصر بين ديانة سيدنا يعقوب ويوسف.. والمنقولة عن أبيهم إسحاق نقلاً عن جدهم الأكبر إبراهيم عليه السلام.
وظل الصراع محتدماً يتكرر دورياً بين أهل الدين ــ المسلمين على نهج إبراهيم – وبين اللا دينيين من عبدة الكهنة والفراعنة.
ثم جاءهم سيدنا موسى محمولاً على التابوت الذي قطع ألفي كيلومتر على نهر النيل من جنوبه حتى وصل أبوسمبل.. حيث قصر الفرعون.. وانتهى الأمر بغرق فرعون ــ رمسيس ــ ورجوع بني إسرائيل برفقة سيدنا موسى من حيث جاءوا ابتداءً بعد أن فتح الله لهم طريقاً في البحر.. واستمرت مصر مكاناً للهجوم الدامي والغزو من كل القوميات والبلدان الغازية.. فجاءها المستعمرون بسلاحهم وبارجاتهم عبر البحر الأبيض والأحمر ــ البطالسة والبطالمة والإسكندر المقدوني والتتار والبربر والشركس والصليبون والأتراك ثم العرب والإنجليز واليونان والألمان والفرنسيون وغيرهم كثير.. وبالطبع نتيجة لهذه الغزوات ولوقوع مصر على البحر وموانيه فإن كثيراً من المصريين اختلطوا بالنسب والدم مع كل أشتات الأجانب واللاجئين وولدوا اجيالاً متباينة في جيناتها تنتمي إلى دماء أوروبية وتركية وشركسية يونانية وإيطالية وإغريقية قد لا تهتم كثيراً بالأديان ونشأ منهم علمانيون بالطبع والتطبع وأقباط كثيرون وآخرون لا دينيون وبسبب ذلك كان الصراع عنيفًا بين أهل الدين والمعتقدات مع الفرق اللا دينية.. وانتظم الصراع وظل مستعراً في مصر دائماً وأبداً بين فئتين أهل الدين وغير أولي التدين.. وظل الأمر يتمظهر في أشكال شتى ونواحٍ متعددة حتى إن صراع الأتراك (محمد علي وفاروق) مع أهل مصر كان يعبر عن بقايا امتداد الخلافة الإسلامية العثمانية التي هزمها «عبد الناصر» العلماني ومن بعدها كان عبد الناصر شرساً جداً في حربه على الكتل الإسلامية المتمثلة في كل الفئات المسلمة وخصوصاً الإخوان المسلمين وكان مقتل سيد قطب وغيره امتدادًا لذات صراع الدين مع الدولة العلمانية المصرية اللا دينية.. ويختم المصريون أعمالهم يوم أمس بالانقلاب على الديمقراطية في ثوبها الإسلامي والتي اختاروها في انتخابات حرة فيطيح ضباط من الجيش ربما تقف من ورائهم الطوائف القبطية والتجمعات العلمانية واللا دينية. وكأن ما حدث أمس هو ذات ما حدث بين موسى وفرعون .. ولا أدري كيف سيتمكن ضباط الجيش المصري ومن ورائهم إسرائيل وأمريكا وربائبها البرادعي وعمرو موسى وبلاطجة حسني مبارك وفلوله من حكم مصر والاستمتاع بمقعد السلطة من دون أن يتجرعوا نفس الكأس التي سقوا منها مرسي وجماعته..
ومن المؤكد أن القاهرة لن تجد وقتًا ترتاح فيه من الشغب و«المشاغلة» بعد أن انقلب اللا دينيون والعلمانيون على السلطة في شكل من أشكال الانقلاب المدعوم بالصهيونية وأيادي المخابرات الأمريكية والإعلام المعتمد على الأصوات العالية لمجموعات الممثلين والمطربين بتاعين «الهشك بشتك».. ولا بد أن شعار الملايين المغبونة التي اعتقدت أن مصر قد مرَّت عليها نسائم ديمقراطية الربيع العربي سوف تكفر منذ الآن بشيء اسمه الديمقراطية وقد تحمل السلاح وتقاتل.. وقد يكون قتالاً عنيفًا.. وستكون إسرائيل وأمريكا من اكثر بلاد الله فرحًا وغبطة بإلهاء مصر وجعلها مشغولة بقتل بعضها بعضاً وفي هذه الأثناء سوف يحدث الأتي:
أولاً: ستتوسع إسرائيل كيفما شاءت في المستوطنات وطرد الفلسطنيين وقتلهم وسحلهم وتحت أعين العالم وتعمل على التوسع في سيناء وتحتلها تمامًا كما تحتل الجولان وأجزاء من لبنان والأردن وسوريا.
ثانيًا: تستولي إسرائيل على المسجد الأقصى وربما تحفره من الأساس وتهدمه بحثًا عن الهيكل
رابعًا: تقوم إسرائيل بإنشاء السدود ودعم إثيوبيا لبناء المزيد منها وتحاول توصيل مياه النيل لنفسها عبر سيناء من مصر أو البحر الأحمر.
خامسًا: تقوم أمريكا وإسرائيل بضرب سوريا والاستيلاء عليها وضرب لبنان وحزب الله.
سادساً: تستولي إحدى دول الاستعمار على ليبيا وتونس.
سابعاً: تكمل أمريكا إجراءات استعمار العراق واحتلال نفطه وثروته.
ثامناً: تكمل أمريكا استيلاءها على بعض دول الخليج العربي وتزيد من قواعدها العسكرية..
تاسعاً: تدعم إسرائيل وأمريكا جنوب السودان لشن حرب عليه لتغيير أوضاعه السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية.
[/JUSTIFY]

د.عبدالماجد عبدالقادر
صحيفة الإنتباهة

تعليق واحد

  1. إقتباس : رابعاً : تقوم إسرائيل بإنشاء السدود ودعم إثيوبيا لبناء المزيد منها وتحاول توصيل مياه النيل لنفسها عبر سيناء من مصر أو البحر الأحمر.))))
    نقول فيما يخص سد الألفية (سد النهضة الأثيوبي) أدناه ما قاله المسئول المهندس الأثيوبي في سفارة أثيوبيا في الخرطوم وسوف يتم الرد على ما قاله :
    قال المسئول الأثيوبي : بنت اللجنة بالإجماع وقدَّمت تقريرها النهائي في 31 مايو 2013م للدول الثلاث وكانت النتائج كما يلي:
    قال { إن مشروع بناء سد النهضة جارٍ على معايير هندسية عالمية.
    ونحن نقول : نعم يقوم بناء سد النهضة على معايير هندسية عالمية وقد تمت له الموافقة على 14 مليار متر مكعب من المياه وليس 72 مليار.
    قال { لا يُلحق المشروع ضررًا بالسودان ومصر
    ونحن نقول : المشروع يسبب ضرراً كبيراً على السودان ومصر ونحن نعلم ذلك وهم يعلمون ذلك تماماً وأن ما يقال الآن سيختلف بعد إكتمال السد !!
    قال { يمد المشروع لكل دول الحوض والمنطقة بطاقة كهربائية نظيفة
    ونحن نقول : مصر لديها إكتفاء ذاتي من الطاقة الكهربائية من السد العالي وهي تقوم بتصدير الكهرباء إلى الأردن ، وفي إمكانها أن تصدر الكهرباء إلى السودان ولكنها لم تفعل ذلك حسداً ونكاية على الجار السوداني الذي ضحى من أجلها . على الرغم من أن مصر كانت تقول أن السد العالي لمصلحة السودان ومصر، وبعد إكتمال السد إختلف الأمر.
    كذلك السودان يمكنه الإكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية من سد مروي لكل أنحاء السودان كما أن السودان لديه طاقة كهربائية من باقي السدود من داخل السودان ولا حاجة لكهرباء أثيوبيا ولا غيرها والإعتماد على الله وعلى أنفسنا فقط خير من سد النهضة الأثيوبي الذي سيخنقنا كما خنق سد أتاتورك التركي نهري دجلة والفرات على العراق وسوريا !! .
    قال { يقلل الطمي بصورة كبيرة في السودان ومصر ويطيل عمر السدود في بلدي المصب.
    ونحن نقول : وماذا عن كمية الطمي التي ستحجز على سد النهضة لتسبب الكارثة ، ثم أن عمر السدود في بلدي المصب هذه مسئولية البلد التي يكون فيها السد وتتحمل مسئولية إنهياره من عدمه ، وهل إطالة عمره ستمتد إلى ألف سنة وماذا عن عمر سد النهضة الأثيوبي ذات نفسه بمعنى أن السد لن ينهار الآن ونحن أحياء بل سينهار على رؤوس أبنائنا؟؟؟؟
    قال { يمنع حدوث الفيضان في السودان ويقلل التبخر.
    ونحن نقول : ماذا عن التبخر الذي سيحدث من سد النهضة مليارات من المياه العذبة ستتبخر من كمية حجز أكثر من سبعين مليار متر مكعب من المياه على سد بهذا الحجم ؟؟ كما أن الفيضانات يمكن أن تحدث رغم أنف السدود أيضاً وقد حدثت على الرغم من إمتلاكنا لخمسة سدود !!
    قال{ ينظم انسياب المياه طول العام ويمد دول الجوار بطاقة كهربائية بسعر مجزٍ.
    ونحن نقول : نحمد الله أن مياه النيل تنساب طوال العام ولكن سوء الإدارة السودانية ممثلة في وزارة الزراعة والري وغيرها هي السبب الرئيس في عدم الإستفادة من مياه النيل وينطبق علينا المثل (شايل السقى وعطشان) ومياه النيل سواء كانت فيضاناً أو إنحساراً فالسودان يتعامل معها بكل سلبية ، وكان المفروض أن تكون لدينا وزارة متخصصة من ذوي الكفاءات العالية الذين يخافون الله وهم كثر وأن تسمى هذه الوزارة (وزارة نهر النيل) تكون مسئوليتها الإستفادة القصوى من مياه النيل لري جميع الأراضي الصالحة للزراعة -وهو يستحق أن تكون له وزارة قبل كل الوزارات !!
    قال { وهنالك فوائد أخرى تشمل مجالات الري والثروة السمكية وحفظ البيئة.
    ونحن نقول : إن وجود المياه أو عدمه أو إنتظامه كما يدّعون لا يعني أن يستفيد منها السودان لدينا بحيرة النوبة في وادي حلفا ولم نستفد منها لا زراعياً ولا سمكياً ولا حفظ بيئة – السودان يحتاج إلى إدارة متمكنة وإداريون حادبون على حب الوطن ونهضته وفي هذه الحالة نضمن أن ينهض السودان من كبوته حتى لو لم تكن هناك مياه فكثير من الدول ليس لديها أنهار وتعتمد على المياه الجوفية وتحلية مياه البحر المالحة فتزرع و تصدر ما يزيد عن حاجتها للبلدان الأخرى بينما نحن في السودان نموت عطشاً ومياه النيل حولنا ننظر إليها ولا نلمسها كأنها محرمة علينا !!.
    خلاصة الأمر : أن سد النهضة الأثيوبي ليس فيه أو منه أي فائدة للسودان فلا تسمعوا وتنخدعوا بالكلام المعسول ، حتى أثيوبيا لا تحتاج إلى سد بهذا الحجم وفي هذا المكان ، فإذا كانت أثيوبيا تصر على بناء هذا السد وفشلت محاولاتنا على إثنائها فيجب أن لا تفوق السعة التخزينية لهذا السد 12 إلى 14 مليار متر مكعب من المياه وهذا يكفي أثيوبيا مع بقية السدود الكثيرة التي تمتلكها كما يمكنها أن تقيم ما تشاء من سدود داخل العمق الأثيوبي ولا مانع لدينا من ذلك !!
    هذا السد في المقام الأول والأخير لمصلحة إسرائيل وأمن إسرائيل ويا ويل السودان إذا ما تم قيام السد بهذا الحجم 72 مليار متر مكعب من المياه .!!!؟؟؟ الكلام المعسول قبل قيام السد سيختلف تماماً بعد إكتمال السد وتكون الفأس قد وقعت على الرأس وليس بيدنا فعل شيىء لأننا عندها سنكون حريصين على سلامة السد أكثر من الأثيوبيين أنفسهم بمعنى أن السودان هو الذي سيحمي سد الألفية بعد قيامه قبل الأثيوبيين لأن السودان هو المتضرر الأكبر ..معقول .. لماذا نتنازل عن حقوقنا بهذه السهولة !! ..