[JUSTIFY]المناصير.. أرضا سلاح
يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وأيديهم صوب رب السماء، لم يحملوا السلاح ليدخلوا القصر بلا استحقاق، انتظروا اليوم بعد اليوم، بعد أن جاءهم حادي الركب وأفادهم في وقت سابق أنه عرف حجم المشكلة بلقائهم، ووعدهم بدفع بضع مليارات تنجز الوعد وتنجز الرجاءات، وظل المناصير يحدقون البصر لبيوتهم وهي تغرق مثلما تفارق الأرواح الأجساد، لا أحد ينكر التنمية ولا السعي اليها بلا تواني، ولكن لهذه التنمية حقوق وواجبات ماذا لو أن حملات توعية واسعة استهدفت جموع السكان قبل البدء في تنفيذ السد، وصاحب ذلك اعطاؤهم حقهم ومستحقهم، بالله كيف يفاوض الفرد على مسكنه وأرضه، دون أن تأبى نفسه أولاً مجرد النقاش، ثم بالفهم والوعد الصادق تمتص الصدمة ويحدث الحرص، إذن إدارة السدود لم تكن بالحكمة الكاملة، بحيث وصلت بهذه المشكلة الآن الى حد اللامرونة، آن الأوان أن تستوعب الدولة افرازات التنمية بغرض الاجراء لا بالتوعية والاستنهاض، فلا أدري الى أي شيء ستقود صلابة الدماغ التي يبدو أن تياراً داخل الحكومة يعول عليها، لمصلحة من يتم تصعيد مشكلة المناصير؟ بالله عليكم يا حكومة التنمية أقصدوا الإنسان أولاً، ثم فكروا بعد ذلك في الأرض ستجدوا عندها العجب!!الآن وقد سدت منافذ الحوار بين الحكومة وأبناء ولاية نهر النيل، ولاية الرئيس، فما المخرج لهذه المشكلة التي بين ليلة وضحاها قد تكون الخنجر الذي يطعن ظهر هذا البلد، الذي صار مكشوفاً من كل اتجاه، أو كما قالت حبوبتي (بقى أباطه والنجم)، ففي اتجاه الجنوب جاءته اسرائيل أكثر قرباً وغربة، معلقة الأمر على الاتفاقيات واللقاءات وسرقة جمرة تحت الرماد، والآن (انقادت شمالاً)، فيا مناصير الحق حق، ويا حكومة زي ما شربكتيها حليها، والمافي شنو؟ عوضوا أصحاب الحق وخففوا من كبرياء الاستعلاء الذي تتأففون به تجاه مشكلة المناصير، هل تنكرون عليهم حقهم؟ إذن اجلسوا اليهم في شمسهم وأرضهم حتى الآن انهم يتمسكون بسلاح الأرض، فلا تجبروهم للبحث عن أسلحة أخرى أنتم في غنى عنها، وهم في غنى عنها، وأخشوا سلاح الدعاء، الذي إن رفعت عنه الحجب صار الجزاء من جنس العمل.
آخر الكلام: نعم للتنمية.. للعمل.. لعمار الأرض، ولكن الشيء بحقه… أعطوهم حقهم قبل أن تجف بركة التنمية التي تأملونها، قبل أن تفقدوا إنسان الشمال صمام الأمان..
مع محبتي للجميع
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]