الطاهر ساتي

امتحان تربوي ..!!

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]امتحان تربوي ..!![/ALIGN] ** تذكرون ، مالم تسقط من ذاكرتكم ، بأن شرطة الجنوب كانت قد اعتقلت بلا محاكمة بعض الفتيات بجوبا بتهمة ارتداء ملابس ضيقة .. أنا أسميها بالملابس تقديرا لمشاعركم ، رغم أن المتحدث باسم شرطة الجنوب لم يحترم المشاعر حين ذكر لراديو مرايا تفاصيل تلك الملابس ..المهم ..اعتقلتهن الشرطة ثم أطلقت سراحهن بفضل ضجيج الصحف ودعاة العدالة وحقوق الانسان وحقوق المرأة وغيرها من مؤثرات الرأي العام ..وفيما بعد أطلقت حكومة الجنوب سراحهن بتوجيه من الفريق سلفاكير ، ثم حاسبت صناع قرار الاعتقال التعسفي بفصلهم من مناصبهم بمن فيهم معتمد جوبا ..هكذا بدأ الحدث صغيرا بحبس البنات بلا محاكمة ، ثم انتهى كبيرا باعفاء الذين لم يحسنوا استغلال سلطاتهم ..كل هذا حدث في ظرف زمني لم يتجاوز الأسبوع تقريبا .. والوجه المشرق للحدث لايخفى على أحد ، حيث خطأ المواطن لايبرر للمسؤول بأن يخطئ ..واذا تساوى المواطن والمسؤول فى ارتكاب الأخطاء ، فعلى الدنيا السلام ..ولذا تحسب لحكومة الجنوب أنها عالجت خطأ معتمد جوبا ، دون غض النظر عن مادة الازعاج والاخلال بالذوق العام التي انتهكتها الفتيات ..!!
** ذاك ماحدث لمعتمد جوبا .. اعفاء .. ولكن بعضا فى حكومة الجنوب ذاتها لم يفهم الدرس بعد .. بحيث يتجدد الاعتقال التعسفي في مقاطعة بانتيو بشكل آخر ..والضحايا هذه المرة ليسوا بفتيات ذوات ملابس ضيقة .. بل هم معلمون يدرسون بمدارس تلك المقاطعة .. حيث احتجوا على أثقال الرسوم والضرائب والجبايات الملقاة على كاهل رواتبهم ، ثم قرروا التعبير عن ذاك الاحتجاج بالاضراب عن العمل والاعتصام داخل مدارسهم ..علما بأن أثقال تلك الأهوال تساوي 40% من الراتب .. شرطة بانتيو لم تجد لغة تحاور بها المعلمين المعتصمين غير اعتقال رئيس اتحادهم ، الأستاذ لوكا ماتيوك ، وآخرين بلغ عددهم خلف القضبان أحد عشر معلما .. والحدث ليس هو اعتقال الشرطة ، فالشرطة – في العالم الثالث – أعدت خصيصا للاعتقال بكل الأشكال والألوان ..ولكن الحدث المؤسف هو مدير عام التربية والتعليم بالولاية ، وياي أجاك ، ينحاز للاعتقال التعسفي انحيازا كليا ، ويقول بالنص : المعلمون تجاوزوا وزارة التربية ودخلوا باضرابهم في صراع مع السلطات ، وأنا سمعت أمر اعتقالهم ، والقضية في يد المجلس التشريعي .. تأملوا هذا الحديث ..!!
** معلم يغضب حين تخصم السلطة من راتبه 40% ، ويعبر عن غضبه بوسيلة الاعتصام المشروعة ، مطالبا بتخفيض الأتاوات والجبايات ، وتأتي شرطة السلطة وتعتقله ، ليأتي أحد زعماء السلطة وينحاز لشرطته ، لا لذاك الغاضب بالحق ، بمنطق : أن الغاضب يصارع السلطة ..هكذا بكل يسر وبلا أدنى حياء أو وجل يؤسس أحد ولاة أمر التربية والتعليم يؤسس النهج المعوج تحت سمع وبصر حكومة الجنوب .. لم يستنكر اعتقال المعلمين ولم يناشد باطلاق سراحهم ولم ينحاز لمطالبهم العادلة و.. لم يصمت .. بل نظر تحت كرسيه وانحاز للجانب الظالم في القضية .. ويا لهذا الكرسي الذي يعمى القلوب والأبصار عن رؤية الحق ..وحتما لا أعني كرسي مدير التعليم هذا فقط ..!!
** الملخص .. أعدنا لذاكرة حكومة الجنوب قصة انحيازها لتلك الفتيات اللائي اعتقلن تعسفيا ، لنختبر موقفها في قضية المعلمين الراهنة .. ثم نحكم ان كان ذاك الانحياز موقفا مبدئيا ضد الظلم أم كان خوفا من دعاة : حرية اللبس ..؟..فاطلقوا سراح المعلمين ثم الحقوا هذا المدير بذاك المعتمد ، وهكذا سيتعلم منكم ولاة الشمال ..« أدب المحاسبة » ..!!
إليكم – الصحافة الاحد 02/11/2008 .العدد 5518
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]

تعليق واحد

  1. وهكذا سيتعلم منكم ولاة الشمال ..« أدب المحاسبة »
    very good mr. Sati
    go head:lool: :crazy: