نادية عثمان مختار

الشيخ الياقوتي وزيراً (مُّبشراً غير منفر ) !!


الشيخ الياقوتي وزيراً (مُّبشراً غير منفر ) !!
قال الله تعالى في محكم تنزيله : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) ؛ هذه الآية من سورة ( فاطر) تذكرتها وأنا في حضرة الداعية الإسلامي الشيخ محمد مصطفى الياقوتي، الذي التقيته من خلال برنامج ( مساء الخير يا أمير) الذي أقدمه على شاشة (قناة أمدرمان الفضائية) وبالرجوع لتفسير الآية الكريمة لأعرف كيف يخشى الله من عباده العلماء وجدت الآتي : (هذا ثناء من الله – سبحانه وتعالى على العلماء، وبيانٌ لعظم منزلتهم فضلهم، على الناس، والمراد بذلك العلماء بالله علماء الشريعة, علماء القرآن والسنة الذين يخافون الله ويراقبونه هم المرادون، يعني الخشية الكاملة، إنما يخشى الله يعني الخشية الكاملة خشيتهم أكمل من خشية غيرهم، و إلا فكل مؤمن يخشى الله، كل مسلم يخشى الله، لكنها تتفاوت وليست خشية العلماء المتبصرين، علماء الحق، علماء الشريعة ليست خشيتهم مثل خشية عامة المسلمين؛ بل هي أكمل وأعظم، ولهذا يراقبون الله، ويعلمون عباد الله ويقفون عند حدود الله، وينفذون أوامر الله، فأعمالهم تطابق أقوالهم، وتطابق علمهم، هم أكمل الناس خشية لله) .
وهذا القول ينطبق على الشيخ محمد الياقوتي الشاب العالم الذي يجعل المرء مشدوها من غزارة علمه ووفرة معلوماته عن أمور الدين والدنيا !
حدثني الشيخ الياقوتي و(ياقوتي) هذه تيمناً بالشيخ الياقوت شيخه ومعلمه، حدثني عن أمور عدة حول الفقه والتطور الفقهي، واختلاف المدارس الفقهية، وعن الصوفية وهو الرجل الصوفي العاشق لله والمحب للرسول وآل البيت !
وعن سماحة الدين الإسلامي وكيف أن البعد عن روح الصوفية يباعد بين العبد وربه، وهو القائل في شأن الصوفية يوماً: (التصوف روح الإسلام لأنه يعنى بتزكية النفس وهذه أصيلة في دين الله، ويعنى بالصلة مع الحق عز وجل والكلام في دقائق التوحيد، وهذه أصيلة في دين الله، وأن الصوفية يريدون تحويل الإيمان من رتبته العقلية النظرية إلى إيمان ذوقي، وبالجملة فهو الإحسان الشهودي، أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه كأنه يراك) !!
الشيخ محمد الياقوتي ممن يحبِّبونك في التعلم والتفقه في أمور الدين، فهو بسلاسة عباراته الذكية، وروحه الطيبة وتواضعه الجم يسوق المرء سوقاً للغرق في بحور العلوم الدينية، والنهل حتى الارتواء من ذلك الفيضان المنهمر في عطاء لا يعرف التوقف، ولا الانحسار، خاصة وهو المُبشر غير المنفر في قوله للناس، كما أوصى بذلك سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) بأن (بشروا ولا تنفروا) !!
الشيخ محمد الياقوتي تشرفت به وزارة الأوقاف ( وزير دولة) عقب الحوار الذي أجريناه بقناة أمدرمان، فاعتبرها فاتحة خير عليه، وهو إنسان (صباح خير) يستحق أن يكون في أرفع المناصب بمؤهلاته العليا وتخرجه من كلية (الشريعة والقانون) !
وأمثاله يتعاملون مع المناصب بحسبانها تكليفاً وليست تشريفاً !
نبارك لوزارة الأوقاف (توفيقها) في اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب، والمنصب هو الذي سعى إليه وليس العكس وهو أهل له !!
و
(إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس، حببهم إلى الخير، وحبب الخير إليهم، هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة).

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]