نور الدين مدني

حوائط مصطنعة

[ALIGN=CENTER]حوائط مصطنعة [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]أعود اليكم بعد غياب إمتد لأكثر من أسبوعين شاركت خلالهما في دورة متخصصة عن إدارة الصحف نظمها ببرلين عاصمة المانيا المعهد الدولي للصحافة بالتنسيق مع وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الالمانية الاتحادية.
* أعود وأنا أكثر شوقاً لملاقاة عيونكم الباحثة عن كلمة الحق والصدق التي نسعى جميعاً لأن نبلغها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، لذلك ظللتم في الوجدان والخاطر رغم بعد المسافة المكانية.
* رغم زحمة البرنامج الذي جعلنا مجموعة الصحفيين والإعلاميين الأفارقة الذين حضروا هذه الدورة في دوامة تبدأ منذ الساعة التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساء في كل أيام الأسبوع عدا يوم واحد, إلا انهم نظموا لنا في ذلك اليوم جولة في برلين زرنا فيها ضمن ما زرنا البرلمان الالماني وما تبقى من حائط برلين الذي كان يقسم المانيا إلى المانيتين شرقية وغربية.
* نظموا لنا أيضاً زيارة مهمة لصحيفتين من أكبر الصحف الالمانية هما die welt و dertagesspiegel كما زرنا احدى المطابع الكبرى ببرلين ووقفنا على حجم التطور التقني والتحريري الذي وصلت إليه الصحافة والطباعة وإدارة الصحف بمختلف أقسامها بما في ذلك إدارتا الإعلان والتوزيع.
* أتاحت لنا هذه الدورة أيضاً فرصة التعرف على مجموعة من قادة العمل الصحفي والإعلامي في كينيا ويوغندا وغانا وملاوي وتنزانيا وزامبيا وعملنا سوياً عبر مجموعات التطبيق العملي لما اكتسبناه من معلومات ابان هذه الدورة وكلها اضافات مثمرة على المستويين المهني والإنساني.
* كما أخذنا دروساً عملية في الانضباط الألماني الذي بدأ قبل سفرنا إلى برلين واستمر يلاحقنا منذ ان هبطنا في مطار برلين وحتى غادرنا المانيا صباح السبت الماضي، انضباط ونظام لابد ان تدخل فيه عملياً في كل خطوة من خطوات الدورة منذ استلام مفاتيح الغرف التي خصصت لنا في بيت الضيافة الالماني وحتى استلامها منا ومعها الموبايلات وتذاكر المواصلات وحتى الغرف التي سكنا فيها لا بد من إعادتها كما استلمناها نظيفة مرتبة بلا أية مخلفات بما في ذلك الصحف والأوراق.
* من اللحظات التي لا أنساها عندما زرنا اطلال حائط برلين واستمعنا إلى بعض المعلومات عن المعاناة والويلات التي كان يعانيها مواطنو برلين ابان قيام هذا الحائط باجراءاته القاسية وضحاياه تذكرت حالنا نحن الذين رغم نيفاشا وأبوجا واسمرا نعاني من حوائط متوهمة يسعى البعض لإقامتها في بلادنا دون ان نفقد الأمل في تجاوز كل أسباب هذه الحوائط المصطنعة حتى يظل السودان موحداً ومستقراً ينعم فيه كل أهله بالسلام والعدالة والأمن والتنمية المتوازنة والخير العميم.[/ALIGN]

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1068 – 2008-11-3