فدوى موسى

خليل.. تغافل الرحيل


[JUSTIFY]
خليل.. تغافل الرحيل

الأحداث الكبيرة حولي تثير غبار الخاطر وتنتزع مرأى الانعكاسات.. رغم أن خليل في الحساب خارج على إطار الدولة.. إلا أن مرارة ساس يسوس تجعلنا نقف عند الخط الأحمر وفي الحشا حزن على تدرج حال الرجل من قلب القلب إلى الخارج المتمرد.. فهل سأل أهل الشأن لِمَ خرج «الخليل» وتجرأ وحمل السلاح ثم سجل تلك السابقة النكراء في حق البلاد بغزو عاصمتها الوطنية جهاراً نهاراً.. قد يقول قائل بالخبث الاجتماعي والمعايير التي يتم بها توزيع الكراسي والمناصب من أعلى المستويات إلى أدناها.. نعم إنها تلك المواصفات التي تجعل الكثيرين «يغبنون» فيكفرون بكل ما كانوا به يعتقدون غير الثوابت الكبيرة.. لا أحد يقر السلاح والدمار.. ولكن حمل البعض للبعض إقصاءً وتعنتاً إخراج البطون من البطون والعشائر.. كاذب من يقول إن خليل وليد دوافعه الشخصية.. إنما هو حالة استيائية من بعض حالات الضيق في هذه البلاد.. نعم قد يرى الكثيرون أن مقتله مبادلة استخباراتية أو حراك مرصود تحت عباءة الاستيقاظ ومعرفة الخطر.. لا.. إن الخطر لا يزال جاسماً بحجم الاستهداف الكلي الذي وقوده وحطبه أبناء الداخل والخارج.. وإنما تقفل أبوابه بحزمة الجد والسعي الحثيث باستيعاب الصالح والطالح.. لأن المطالبين بذلك بهم أيضاً الصالح والطالح.

لا أخفي حزني على أن بلادي صارت على شقي الاختلافات.. وسلاحها لم يعد مصوباً لصدر العدو الغريب.. بل لصدر وقلب أبناء الوطن الواحد.. ولكن يبقى الوطن هو الخط الأحمر الذي يجب أن نقف لأجله «ألف أحمر».. ها هو خليل قد ذهب لمصيره الذي ارتبط بحمل السلاح ومن يحمل السلاح إما أصبح قاتلاً أو مقتولاً.. فيا أبناء وطننا الحبيب أطرحوا سلاح النار أرضاً.. وطوروا بدائله الأخرى التي ربما حملتكم على أن تأتلفوا يوماً دون حواجز أو متاريس.. في حمى وطن قابل لكل الاحتمالات البقاء أو الذهاب.. الاستمرار أو الفناء.. ولكن لابد من إيجاد آلية تقرب شقة القلوب على الوطن.. أن نتحد أقلاه على حدود وحوى سودان واحد وحدة ما تبقت عليه أرضه منزوعة السافنا الغنية والاستوائية.. وخليل شئنا أم أبينا سوداني من أرض السودان القديم.. وودع الأرض وهو يؤمن بأسباب خروجه على النظام بذات القدر الذي نؤمن به من أن الخروج مهدد للأمن القومي الذي لا يحتمل إلا الوقفة الصلبة.
آخر الكلام:

لا أدري هل نعزي أنفسنا بأن وصلنا لذات الاتجاه الذي يرفع السوداني المسلم السلاح في وجه السوداني المسلم.. ولكننا لا نقول إلا ما يرضي الوطن.. لا نامت أعين الجبناء..

مع محبتي للجميع.. [/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]