قبل ان أتمكن من تلقي تهنئة الجماهير العربية لأنني صرت مزودا بجهاز آيفون، الذي مازلت أتلقى دروسا خصوصية في طريقة تشغيله، كي «أستعرض» به بين أصدقائي من فئة نوكيا وسامسونغ، طرأ تطور جديد يستوجب التهنئة الصادقة: فالهاتف الجوال المثبت في الفك بمساعدة طبيب أسنان، أصبح حقيقة واقعة! نعم نظام إرسال واستقبال يثبت على أحد الأضراس مع سماعة صغيرة توضع خلف الأذن، فتتمكن من ممارسة الهواية العربية العجيبة في الثرثرة على مدار الساعة، وبما اننا أمة سباقة في مجال التكنولوجيا، فلا يظهر اختراع الا وتهافتنا عليه وجعلنا من حيازته دليلا على الوجاهة الاجتماعية، فمن المتوقع ان يسري هاتف الأضراس هذا في بلداننا، سريان السوس في عقولنا، وقد يؤدي ذلك إلى خراب كثير من البيوت، فلأن الهاتف مغروس في فمك فمن الضروري ان تحترم نفسك وتحسن ألفاظك، على مدار الساعة.. يعني حتى وانت نائم يجب ان تكون أحلامك مهذبة، وفي حدود الضوابط الاجتماعية والدينية، وتفاديا لكل ذلك من المستحسن ألا يستخدم بعض الرجال هذا النوع من الهواتف للاتصال بزوجاتهم (توضيح: تحدثت فقط عن استخدام الرجال لهاتف الأضراس لأن العادة درجت بأن نولول كلما رأينا امرأة تحمل أداة اتصال لاسلكي، وكأن تلك الأداة مفسدة لأخلاق النساء – وليس الرجال! ولهذا يبادر الرجال الى اقتناء الموبايل ثم البلاك بيري ثم الآيفون وبعدها بفترة طويلة تتسلل تلك الأجهزة إلى أيدي النساء).. المهم، احذر استخدام الهاتف الضرسي لمكالمة زوجتك لأن وجود رقمها مخزونا لديك قد يعرضك لضربات الساطور او الشاكوش عندما تكون نائما وهي مستيقظة، وتهذي وانت تحلم بسوسو او فيفي او تاتا أو أي ناقصة عقل راضية بمغازلاتك الفجة، فقد يضغط ضرس العقل (وهو أكثر الأضراس قلة عقل) عن طريق الخطأ على رقم زوجتك فتتلقى تفاصيل هلوساتك وانت نائم، وقد يؤدي رد فعلها إلى حمل معارفك على ذكر محاسنك (إذا وجدت)… وتخيل نعيك في الصحف: توفي فلان الفلان إلى رحمة مولاه إثر مكالمة لم تمهله طويلا!
والأمر الآخر الذي ينبغي أخذه في الحسبان عند استخدام هاتف الضرس هذا هو عدم إجراء المكالمات عقب أكل الوجبات المضادة للأوزون، مثل الكبسة والفول والحمص و(خصوصا) الفاصوليا، فوجود مايكروفون الهاتف قريبا من البلعوم يعني ان متلقي المكالمة سيتلقى تغطية حية للمظاهرات الصاخبة التي تحدث في المعدة والأمعاء، عقب تعاطي تلك الأكلات، مما سيؤثر سلبا على طبلة أذنه!! ويعطي انطباعا بأنك شخص غير مهذب وجلف، ففي كل الأحوال ليس من حسن الادب ان تتحدث مع شخص ثم تقطع الكلام بالتجشؤ: بااااااع!!! ولأنه يسهل إساءة استخدام هذا النوع من الهواتف لأنها تبقى مخفية داخل الفم، ولا تستطيع مثلا ان تفتح فم ولدك عدة مرات في اليوم لمعرفة ما اذا كان يجري مكالمة هاتفية ام يعلك لبانا (علكة) لأنك لا تريد أن تصاب بجلطة تنتج عن تلقي فاتورة المكالمات، فمن الخير ان تقطع دابر الأمر بمنع عيالك من الذهاب إلى طبيب أسنان إلا بمرافقتك، واذا لم يكن ممكنا تقصي ما اذا كانت افواه العيال خالية من التوصيلات الهاتفية، أي شككت في أن الشريحة المسماة سيم كارد محشوة في ضرس أحدهم، فامنعهم من الغناء لأنهم ربما يلجأون إلى الدندنة للتغطية على مكالماتهم الهاتفية الضرسية الطويلة: بلادي بلادي بلادي.. اوع تخلفي «ميعادي».. تفجير في البصرة / نتقابل الساعة عشرة.. يا دانة دان يا دان أبوي رايح الدكان.. انتظر دقيقة كمان!
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]
ياااااجعفر عباس ، مالك سويت لي وسواس .
الراجل ( أعني زوجي المبجل ) عمل إقامة دائمة في عيادة الأسنان ، لا يكون تآمر مع الطبيب وعمل له المصيبة اللي انت بتقول عليها دي ،وسااارح لي في دنيا الريد والغرام مع الحنكوشات والفرفوشات وداخل الشاتات من غرفة لغرفة يصول ويجول كالأسد الهصور بين الغزلان والسخلان في غفلة من الديدبان والزوجة (اللي هي أنا ) آخر من يعلم؟
بعد هذا التنوير الضافي منك ،الليلة اصبر لي ساااكت ،عاد هو الليلة عندي شغلة غير خشمو؟افلفله ليك زي الرز (سن سن) (نايب نايب) (ضرس ضرس) ، وحتى اللسان مابفوته، شن تعرفني يمكن مابين كتابة مقالك ولي هسه تطور الموضوع وبقى اختراعهم تحت اللسان زي السفة.
جاتم البلاوي في اختراعاتهم الماريحتنا