فدوى موسى

قــــــعر الســــــنة!


[JUSTIFY]
قــــــعر الســــــنة!

عام مضى حمل الكثير من الأحداث الفارقة من عمره، وهي المليئة والفارغة بالأهمية ودونها.. وعام آتٍ يحمل أيضاً ذات التواتر وربما أكثر سرعة وإيقاعاً.. ولكن الوقفة على تخوم خواتيم العام تحمل ملمح التدبر والتأمل، خاصة أن هذا العام حمل أحداثاً عظيمة غيرت على المستوى الداخلي خريطة بلادنا القديمة، وشكلت إطاراً مغايراً في المنطقة العربية، التي نقول إنها افتقدت رؤساء ظلوا أكثر من فترتين رئاسيتين أو فترات مفتوحة على دفة الحكم، الشيء الذي ولد عندهم استمراء الحكم، كأنه ملك حر لهم، مما دفع شعوبهم للانتفاض على مبادئ إدارتهم لنظام دولهم، ومحاولاتهم لتوريث أبنائهم وأهلهم الحكم بشكل مباشر أو دون ذلك.. فقد كان عام (2011م) عاماً مميزاً في المنطقة العربية.. خرج فيه (بن علي) من قمة حكم تونس، وغادر (مبارك) الحكم مجبراً بدفع روح الثوار، ونزع الحكم من (القذافي) حتى القتل، وأضطر (صالح) للمخارجة التي مازالت محلاً للشد والجذب، وطالت ملاحقة المحكمة الدولية الجنائية بعض الرموز السياسية والعسكرية في المنطقة بذرائعها التي تخول بها التدخل في أطر ومحراب الدول، حتى التي لا تخضع لسلطانها.. وداخل إطار البلاد الحبيبة زخماً من الوقائع الإجتماعية الاقتصادية والسياسية، على جدر التقسيمات التي تتدرج بها البلاد من قواعدها المحلية إلى القومية والاقليمية والعالمية، ولكن يبقى انفصال الجنوب وتكوين (دولة متبرعمة) من السودان الذي صار دولتين متجاورتين متشاكستين، تنالهما حظوظ التلميح بتدخل كل منهما في الشأن الداخلي للآخر.. ففي السودان تظل المناطق الملتهبة بالأحداث، مثل مناطق النيل الأزرق، وجنوب كردفان، وأزمة دارفور القديمة المتجددة مداخل لاتهام الدولة الجديدة بالتآمر فيهم جميعاً، بالدلائل التي ساندها الرئيس (سلفا) في خطابه صباح الانفصال (أو كما يقول أهل الدولة الجديدة الاستقلال) بأنهم لن ينسونهم في تلك المناطق المذكورة آنفاً.. الشيء الذي يعطي دلائل على توجهات التآمر، وبذات الاتجاه رأت الدولة الوليدة أن الدولة القديمة تساند معارضي حكومة الجنوب، وما بين هذا وذلك، تجئ أحداث كبرى مثل مقتل المعارض الجنوبي (أطور)، والشمالي (د. خليل)، وهكذا تدور رحى السياسة.. أما الحياة الاجتماعية والفنية فقد حملت الكثير الكثير الذي يحتاج لوقفة تجلي وتدبر.

آخر الكلام..

عام مضى نأخذ منه عبرة.. وعام آت نأمله أفضل وأكرم لنا وللجميع، وبين الماضي والقادم حياة يا أولي الألباب..

دمتم مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]