فدوى موسى

وصمة عار!


[JUSTIFY]
وصمة عار!

رغم تأكيدات الدكتور «محمد عوض» بإدارة مكافحة الإيدز عن جدلية عدم جدوى ذكر أرقام الإصابات بمرض الإيدز بالولاية عبر وسائل الإعلام، إلا أن الطرق والتنبيه لمثل هذه الأمراض التي ترتبط بدرجات كبيرة ببعض السلوك المقبوح عرفاً و ديناً وأخلاقاً مهم.. ويظل الكثير من المرضى ضحايا ظروف لا يد لهم فيها.. كمثال الأخت «اكس من الناس» التي تفاجأنا بها وسطنا ونحن حضور لمحفل إعلامي حول أمر المرض.. ولا أخفي عليكم دهشتي ورهبتي، ففي لحظة ما بعد معرفتي أنها مصابة متعايشة ولحاجز نفسي داخلي بدأ لي أنني أمام وعاء جامع للفيروس مثلما تطالعنا بعض أفلام الخيال العلمي بتجسيد مسببات الأمراض كأنها كائنات مرئية متحركة. ولكن ذلك الإحساس لم يدم طويلاً فقد قدمت «اكس من الناس» نفسها بقوة وجرأة وشرحت خطر المرض حتى ظننت أنها عالمة وطبيبة.. فأزالت ذلك الخوف والرهبة.. فالإنسان خلق هلوعاً وجزوعاً.. فلها العتبى مني أن أصارحها أنني للحظة فكرت في الفرار من القاعة.. كما يفر المرء من الأسد.. ورغم معرفتي المسبقة بأن التلاقي والتصافح مع مريض الايدز لا ينقل المرض إلا أن في النفس بعض توجس.. فهاهم مرضى الإيدز المتعايشون يكسرون الحاجز النفسي ويسجلون انتزاعاً لحقوقهم في ممارسة الحياة بصورة طبيعية.. وأنه آن الأوان أن لا ينظر إليهم الناس بتلك النظرة التي ملؤها العار أو السب والإساءة أو بمزيج الخوف والخجل.. الشيء الذي يقلل رغبتهم في التعالج والتفكير في التعايش فيصبحون بذلك في حالة انفصال عن المجتمع بشكل كامل أو جزئي.. ففي التعامل والتعايش مع المرض فرص أكبر للحد من انتشاره وتمدده.. خاصة ونحن في بلد مازلنا لا نمارس الصراحة الطبية بشكل مرضي.. لذلك أن حمل مريض الإيدز على الصراحة بالمرض يتيح تعريفه به في المراكز الصحية والتجمعات مع الناس ليأخذ بعضاً من إجراءات الوقاية في الاختلاط.. كذلك يجب أن لا يحمل مريض الايدز على كراهة مجتمعه حتى لا يكون بؤرة تنشر المرض بوعي أو بلا وعي.. فيتأثرون ويؤثرون مما يقود إلى رفض الإنسان لهم ودفعهم إلى نزعة نشر الفيروس.. عليه يجب أن تكون هناك فرص للتعامل مع المتعايشين في الأسر ومراكز الرعاية، مناطق العمل، دور العبادة، المدارس والمناطق العامة.. وقبل كل شيء على كل فرد أن يبادر إلى مراكز الفحص الطوعي لأن الفيروس يمكن أن يكون متواجداً في جسم الشخص الحامل له لمدة خمسة عشر عاماً دون أعراض..

آخر الكلام..

هناك مراكز للفحص الطوعي بكل من الخرطوم، بحري، أم درمان ومستشفى بشائر ومستشفى البان جديد.. وقبل كل شيء يجب الالتزام بالخلق والسلوك السليم بلا وصمة وبلا عار..

دمتم مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]