فدوى موسى

تحت سطوة الحذاء


[JUSTIFY]
تحت سطوة الحذاء

لم أحس بنفسي إلا وأنا أهوي أرضاً وأتكوم على الأرض كما يتكوم محتوى الجوال.. لي دائماً نظرة تحمل معنى وخلاصة الحوادث القدر خفف وطأته.. ملمتر واحد أظنه فصل بين رأسي والجدار الحديدي مع مدخل الباب.. «يا ساتر… الله لطف».. غاب عني الإحساس بأصابع قدمي اليمنى.. لحظات تحلق حولي من بداخل المكتب وشدوا ساعدي للنهوض من تلك «الوقعة» التي علق عليها من كان خلفي في المسير.. بأنني كنت أتحرك سارحة لعلي «با ريت غنم إبليس في سوح الدنيا».. «والواخد عقلك يتهنأ بيهو».. قدر من الزمن حتى لملمت بعضي من بعض وفطنت أن هذا الحذاء كلما ارتديه تعرضت لبعض احتمالات الوقوع ولو من باب «زلقة زلقة».. فتذكرت صديقتي التي كانت دائماً ما تبدي إعجابها بهذا الحذاء كلما ارتديته.. فاتصلت عليها وأخبرتها أن الحذاء في طريقه إليها فلتعد عدتها وتجهز حالها ولتكن خفيفة… فكان ردها «عارفاك أنت السبب والحذاء بريء منك.. يا بت خلي التطوع البتسوي فيهو دا.. عارفاك تكوني جارية ليك في حاجة عشان كده وقعتِ… وأمسكي حذاءك عليك».

ü أسبورت!

كم ضحكت صديقتي عليّ عندما التقت بي بعد أكثر من بعاد وهي تنظر إليّ وأنا أرتدي الحذاء الرياضي معلقة عليّ «لكن يا خالة بالغت عديل كده.. دا شنو اللابسهو دا…».. «مالك دا حذاء أسبورت إنتِ ذاتك خالة شنو يعني؟».. فلم تدرِ هل زعلي مبلغه فكرة ارتداء الحذاء الاسبورت أم على كلمة خالة التي أحسست فيها بعدم تناسب ارتداء هذا الحذاء مع تقدم العمر «الذي تعتقد فيه صديقتي»… فيا حبيبة ما شفت «الخواجيات» كاسحات كيف بالأحذية الرياضية «الزحافة».

ü حذاء في الخاطر

كلما جاءت سيرة الأحذية.. تذكرت ذلك الحذاء المتفرد في شكله عندما قمنا بزيارة لذلك القسم الصناعي بمؤسسة الدباغة ونحن تلاميذ ابتدائي.. وعرضوا علينا ذلك القالب للحذاء «القطع» والذي يخص شخصية سياسية كبرى وقتها بالبلاد.. فصرنا نرفع وننزل ذلك القالب وذلك الحذاء.. وفجأة طار إلى ذهني «وقعة» لهذا السياسي وهو يشارك في احتفال عام بمدينة أم درمان.. فتذكرت سطوة الحذاء وتعليقنا البائس الطفولي.

ü آخر الكلام:

بعضهم قال إنه يمكن أن يتعرف عليك من حذائك.. وإن لم تستطع أن تخلق علاقة متينة مع هذا الحذاء ربما أصبحت فريسة دائمة للوقوع والقيام.. وشكراً أخوتي بالمكتب على جبر الخاطر..
دمتم مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]