فدوى موسى

الأفارقة في الخرطوم


[JUSTIFY]
الأفارقة في الخرطوم

كثير ما تتلبس بلادنا بالأثواب الأفريقية السمراء والسوداء في محافل عدة، وعلى مستويات مختلفة، ولا نملك حيالها إلا الترحاب والكرم للقادمين، وفي خاطرنا البسيط سؤال قائم.. ماذا تجني البلاد من هذه المحافل الرسمية التي تتمخض مؤتمرات وورش واجتماعات وفعاليات، جمعية كبرى يشكل فيها القادمون حضوراً ملحوظاً عند مداخل أرقى دور الاستضافة والترحاب، ثم يشكلون مواداً تصلح للقوالب الإعلامية المختلفة مقروءة ومسموعة ومرئية.. اليوم تتلون عاصمتنا السودانية بهذا «السمار والسواد الافريقي» وذلك باستضافة فعالية الاجتماع التداولي لنقابات عمال شرق افريقيا، وقد كان ميلاد هذا الكيان بهذه البلاد في مايو للعام 2003م بعضوية خمسة عشر اتحاد دولة، ونصيب البلاد في منظومة كيانه أمانته، ورئاسة الاتحاد ممثلها من كينيا.. ويعول على مثل هذه الفعاليات في دعم العلاقات بين الشعوب الافريقية، تحت إطار الدبلوماسية الشعبية، ويأمل أن تخرج توصيات ومقررات هذه الفعالية في شكل خارطة طريق، تدعم مسيرة تطور العمل النقابي لكل الدول المشاركة.. حيث تتبادل الخبرات بينهم، خاصة وأن المشاركة تتيح فرصاً للتنظير والفكر العميق، فيما يتقاطع ما بين النقابات والعمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. «فيا أفارقة إقامة سعيدة»..

النقابات والتحدي الحالي!

لا ينكر أحد أن النقابات القائمة الآن على مستوى القارة الافريقية في مرحلة امتحان عسير.. لأن المطالب المشروعة التي تضج بها مجتمعات العمل في ظل الضغوط الاقتصادية، التي تفرض واقعاً قاسياً، تنعكس على مستويات الشراكة الثلاثية ما بين الحكومات وأصحاب العمل والعمال في المنظومة الانتاجية، في ظل موجة الغلاء العالمية، والتي تهدد إدارة العمال لدفة حياتهم، مما ينعكس سلباً على دائرة العمل، فقضايا جوهرية مثل الأجور والحد الأدنى والضمانات الاجتماعية، تشكل حاجزاً، على النقابات أن تعبره، لاستقاء البقاء والشرعية في تمثيل العمال من خلاله، وإلا انفلتت تلك الشرعية إلى المطالبة المباشرة عبر «نقابة الشارع»، وما ربيع الثورات بالقارة وغيرها إلا دليل ذلك.. لذلك تبقى على هذه النقابات العمل على تعزيز الروح المطلبية على حسب الروح الأخرى، التي تمارس بها الآن بعض الأنشطة الجانبية، والتي بحكم التخصص تقع في دوائر أخرى، ولكن تبقى تعزيزات روح العمل الموجب، ورفع معدلات الإنتاج مدخلاً لمشاركة النقابات، خاصة فيما يلي رفع القدرات.. عموماً لا ينفصل العمل النقابي بأي شكل من الأشكال من روح العمل العام، الذي هو خليط من السياسة والاقتصاد والاجتماع.. فهل استطاعت النقابات الافريقية المزاوجة بين ذلك مع ضمان الأداء للمهنية النقابية.

آخر الكلام

أنظروا لدور النقابات في ثورات الربيع العربي.. ما بين اللحاق بموجة الثورات، وتلمس بدايات الطريق ونقابة الشارع القوية الجامحة.. أعان الله الجميع.
دمتم مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]