جعفر عباس

تشهير بالمشاهير

[JUSTIFY]
تشهير بالمشاهير

يستفزني الشخص «اللي شايف حاله»، أي المتغطرس المتعنطز الذي يتصرف كأن الله لم يخلق له مثيلا أو شبيها، ومعظم اللي شايفين حالهم، ممن يسمون المشاهير أو يفترض أنهم مشاهير، فترى الواحد منهم فاشخا فمه بابتسامة بلهاء لأنه يحسب أن جميع من حوله يتطلعون إليه.. وأستمتع كثيرا بجرح مشاعر هذا الصنف من البشر، وكتبت مؤخرا هنا عن بلدياتي الذي التقيته صدفة بعد طول فراق، ووجدته منفوشا كالطاووس، ولا حديث له إلا عن سياراته وسفراته وعلاقاته بالناس الكبار، فقررت أن أمسح مناخيره بالأرض ودعوت أصدقاء إلى الطعام «على شرفه» في مطعم شعبي يعمل بلا ترخيص ثم طفقت أحدثه عن ذكريات طفولتنا المشتركة وعن الأغنام التي كنا نرعاها سويا، وهو يراوغ ليحدثني عن الأغنام في هولندا والأكلات الشعبية في إسبانيا!! المهم.. في مطار القاهرة جلس جواري في صالة الترانزيت مطرب معروف وكان لديه إحساس بأنه أسدى إلي بذلك معروفا.. وبداهة فإنه لم يلق علي التحية بل أرسل بصره بعيدا يحيي به الجماهير، ويبتسم لكل من يمر به، فقررت أن أهبط به إلى كوكب الأرض وسألته: وين شفتك من قبل؟ شكلك مش غريب علي؟ وكان رده صاعقا: الأخ عربي؟ كان يقصد أنني لا يمكن أن أكون عربيا طالما أنني لا أعرفه، فتجاهلت سؤاله وقلت له إنني ظللت أعمل ناقدا فنيا طوال ربع قرن في الصحف العربية وأنه «يخيل» إلي أنني التقيته من قبل.. عندئذ صوب نحوي نظرة خير منها البصق وانتقل إلى كرسي آخر.. ولعله حسبني ناقدا فنيا ناشئا يريد أن يتسلق ذرى المجد على كتفيه بينما حقيقة الأمر هي أن ثقافتي الفنية، أي في مجال الغناء والطرب أتعس حالا من ثقافتي الرياضية.. سواء كانت رياضة بدنية أو علم الرياضيات.
ولعين السبب أعلاه فإنني أكره لوحة الموناليزا، وأكره المرأة المرسومة في اللوحة، أي الموناليزا نفسها، لأن نظراتها البلهاء وابتسامتها السخيفة تنمان عن غرور أبله، كما أن كراديسها الضخمة تذكرني بالمطربة والراقصة الزلزالية جواهر، وعندما مات كريستيان برنارد الجنوب الإفريقي الأبيض الذي ذاع صيته باعتباره أول من أجرى جراحات زرع القلوب، لم أحس بأي أسى، فبعد أن ذاع صيته تحول برنارد إلى شخص سمج وفجّ ينتقل من فراش إلى فراش، إلى درجة أنه رفض أن يلبي نداء أمه بزيارتها وهي على فراش الموت، وأهمل أمر عياله حتى انتحر ابنه البكر، ولأن هذا الصنف من البشر نرجسي ويعتقد أن الله خلق بقية عباده ليمجدوه ويلمعوه، فقد بلغ به السقوط أنه قضى ليلة مع الممثلة الإيطالية المعروفة جينا لولو بريجيدا وطلب منها إيصاله إلى الفندق بسيارتها وهي بملابسها الداخلية، فلما وافقت اتصل بالصحفيين من وراء ظهرها ليلتقطوا لهما الصور التي تؤكد انه غزا قلب وفراش تلك الحيزبون، ولأن سهراته وتطلعاته كانت أكبر من إمكانياته، فقد رضي لنفسه أن يقبل رشاوى من وزير الإعلام في حكومة جنوب إفريقيا العنصرية (قبل انتزاع السود الحكم) لتخفيف الضغط والحصار على تلك الحكومة، ورغم أنه كان في الثامنة والسبعين عند وفاته فإنه كان على علاقة طارئة مع فتاة نمساوية تصغره بخمس وخمسين سنة، وبلغ به السقوط أنه قدم إعلانات تلفزيونية عن عقار لإزالة التجاعيد رغم أنه قال لكل من يعرفه إن ذلك العقار ضار بالصحة، وقد تم بالفعل سحب العقار من الأسواق.
ولو تواضع برنارد كما يليق بجراح رائد، لوجد من يذكر بعض محاسنه![/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]

‫2 تعليقات

  1. معقول يا جافر اباس انت الذي يستفزك الشخص الذي شايف حالوا متغطرس يتصرف كمن لامثيلا او شبيها له وانت وين من دا كلوا وين كلامك عن عماراتك ديك وعربيتك الهمر والملايين الفي البنوك وربع قرن في الصحافه بدون فائدة وتلفونك اي فون وووو ولي الناقه مابتشوف عوجه رقبتها؟ ولي انتو يالمشاهير من نوع تحسبهم جميعا وقلوبهم شتي ديك ؟وكل زول منكم دافن للتاني وكل زول راصد للتاني والبعمل نفس الشئ مايرمي الناس بالحجارة والبيقول النصيحه يخت بيانوا جنبو؟ وفي ناس كثيرة اذا اشتهرت ما عاوزه تسمع عن المكان الذي اتيت منه ؟ وهل البفوت الحدود لازم نواسيه او نجاريهووووووو؟

  2. صدقت في لوحة(موناليزا)والله يطيب خاطرك كما طيبت خاطري ، لأنني كنت أتشكك في قدراتي الذهنية،فأنالم أكن قادرة على فهم (الخرابيط)التي سيقت بشأن تلك الابتسامة على وجه(الحرمة)إن هي إلا ابتسامة غبية كابتسامة(هوندا).
    أما د.برنارد ففي اعتقادي هذا شأن هؤلاء الأغنياء عندما تتقدم بهم السن،مثل امبراطور ناقلات النفط اليوناني(أوناسيس)وأفعاله مرة مع مغنية الأوبرا(ماريا كالاس)وتزوج في النهاية جاكلينأرملة(كيندي)،فليباعد الله بيننا وبين الغنى الذي يطغي.والشهرة الخداعة التي توهم صاحبها بأنه (أوحد زمانه)