نادية عثمان مختار

معاني ( النعومة) والعنف في خطاب المهدي !!


معاني ( النعومة) والعنف في خطاب المهدي !!
كنت في طريقي صوب مدينة امدرمان- ليلاً- عندما توتر مسار السيارات قليلاً، وعلا صوت (سرينة) الشرطة، وكانت تسير أمامها سيارة تقل مسؤولاً ما إلى جهة ما..!
وواصلنا المسير، فرأيت السيارة بمن تبعها من أصحاب (الأصوات المزعجة) قد وقفت أمام بيت الإمام الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي، بالملازمين (شارع النيل) ومررنا سريعاً فقلت لزوجي: أظن أن مسؤولاً كبيراً في زيارة مهمة للسيد الإمام اليوم، فضحك وقال لي:
(مسؤول مهم أكتر من ولده) ؟!
فتذكرت أن للإمام ابناً وظيفته مساعداً للرئيس عمر البشير، وقد تكون تلك (التشريفة) تخصه (والله أعلم) !!
رفعت حاجب الدهشة، وقلت في نفسي: إن بالسودان أموراً لا أظنها تحدث إلا (عندنا) ولا يوجد مثلها إلا نادراً في الدول الأخرى؛ ومثال على ذلك أن يكون الأخوان من أم وأب واحد، أحدهما مسلم والآخر مسيحي، أو أحدهما أبيض اللون والآخر أسود، أحدهما من الشمال ووالدته أو والده قد أصبح ( أجنبيا) ومن دولة (الجنوب) الجارة بين عشية وضحاها ؛ كما أن في السودان تجد (الوالد) من أعتى المعارضين الرافضين للمشاركة في الحكومة؛ بينما (ولده) مساعد لرئيس الحكومة بكل صولجانها ونفوذها !!
نعم .. لله في خلقه شؤون !!
حدثني زميل صحفي (معارض) بشكل غاضب عن رأيه في خطاب السيد الإمام في الآونة الأخيرة وقال : ( السيد ده كان غلبتو المعارضة بعد ولدو بقى في الحكومة، أحسن يخليها ومافي داعي يثبط هممنا وينضم لينا عن المعارضة الناعمة؛ لأنو المعارضة لازم تكون شرسة ولو بقت ناعمة على النضال السلام) !!
قلت له هوّن على نفسك؛ وحدثته عن أن هذه هي مفردات السيد المهدي تتلّون في كل صباح ولكن ( الموقف) واحد وهو رفض المشاركة في الحكومة، فقال لي: ( ماهو رفض وخلى ولدو يشارك يبقى الحزب مشارك في شخص ولدو وهو مشارك من الباطن بحق الأبوة) !!
آراء كثيرة وأصوات عديدة استنكرت و(غلبها) أن تستوعب مشاركة
(الولد) ورفض (الوالد) للمشاركة في الحكومة، رغم كل التبريرات التي ساقها السيد الإمام المهدي وولده عبد الرحمن مساعد رئيس الجمهورية !!
السيد الصادق كان قد جدد في تصريحات صحفية قوله بعدم مشاركتهم في الحكومة، وارتهان ذلك بتكوين حكومة قومية، ولم يفت على الرجل أن يستهجن (الحكومة العريضة) كما ورد في صحيفة الصحافة، ووصفها بـ (طين في الكرعين ما ببقى نعلين)!!
وفي حديث (الطين) يسرح الخيال شارداً بلا إرادة منه لـ ( كرعين) عبد الرحمن ليرى الذي بهما وهل هو (نعلين) ولا ( طين) ولا ( بوت) !!
على السيد الإمام أن يضع نصب عينيه، الردود ( الساخرة) حد اللذوعة رداً على حديثه عن ( التغيير الناعم) ؛ خاصةً عندما نقرن ذلك بما هو موجود من حولنا في بحور ( ثورات الربيع العربي) التي أغرق فيضانها العديد من الدول العربية ومازال هديرها يزحف نحو دول أخرى !!
نعم .. العنف المؤدي لموت أي من بني هذا الوطن المغلوب على أمره
( ماحبابو) ولكن أيضاً اللغة ( الناعمة والحنينة) مع الحكومة لم تثبت جدواها على مر السنوات، وبعض الحكوميين يخرجون ألسنتهم للمعارضة والشعب في تأكيد بأنه لن يزيحهم أحدٌ عن كرسي السلطة ؛ متناسين بذلك قوله سبحانه وتعالى: ( وتنزع الملك ممن تشاء) !!
لذا يجب اختيار وسيلة ( ثالثة) غير العنف والنعومة، وغير الحديث عن
( توافق وهمي) .. فما رأي السيد الإمام يا ترى ؟!!
و
قايلكن ياكرعين شايلات بطن .. أتاريك يابطن شايل كرعين !!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]