أتركوني أعيش
على بريدى الأليكترونى جاءتنى رسالة تحمل العنوان (يا أستاذ أعمل شنو؟) .. قمت بفتحها .. بعد قراءتها إنزلقت من عينى دمعة ثخينة .. هذه الرسالة أهديها للمسؤولين عن (الشباب) وتشغيلهم وإيجاد فرص العمل الشريف لهم حتى لا يجدوا أنفسهم في موقف كما صاحب هذه الرسالة التى أقوم بنقلها لكم (وللمسؤولين) كما وردت بدون اي تعـديل .
الأستاذ الفاتح جبرا المحترم
على الرغم من مشغولياتك الكتيرة أرجو أن تمنحنى فرصة وتقرأ رسالتى هذه فأنا يا أستاذى محتاج لرأئكم في هذا الموقف الذى أنا فيه ، أنا إبنك (صابر) شاب سودانى خريج أحدى الكليات الجامعية النظرية ، تخرجت في العام 2002 وجلست عاطلاً عن العمل لفترة خمسة سنوات رغم الجهد الشديد الذى بذلته من أجل إيجاد وظيفه (في أى حته) ،عملت خلال تلك الخمس سنوات في شتى المهن الهامشية حتى أقوم بتوفير ضروريات الحياة لي ولأسرتي إذ أننى أكبر أبنائها عملت كعامل (طلبة) ، بائع سجائر وعدة أشغال هامشية أخرى إلى أن أخبرني ذات مرة وقتها- أحد أصدقائي أن (الدرداقات بتجيب قروش كويسة) فقمت بتوفير بعض القريشات أشتريت بيها (درداقة) أحمل عليها الأغراض التى يشتريها المواطنين من السوق وقد كان العائد منها (مش بطال) يكفي بالكاد لسد رمق الأسرة وقضاء حاجاتها الضرورية إلى أن قررت المحلية أن تسحب مننا الدرداقات وتؤجرها لنا لقاء مبلغ زهيد ! وهنا قررت أن أهاجر .. أطلع من البلد بأى صورة فبلد لا تجد للخريج وظيفة ثم تحاربه إن أراد (لقيط رزقو) في عمل شريف غير جديرة بالبقاء فيها !
وسافرت إلى مصر .. ودى قصة طويلة .. المهم لقيت شباب كتار زيي كده طلعوا طافشين من البلد .. ساعدونى وسكنت مع بعضهم .. مرات مرات ألاقي شغل في عمارة .. عتالي في السوق حاجات كده ! المهم في الموضوع الشباب المعاي ديل كووولهم بيحلموا بالهجرة إلى كندا أو أستراليا لأنو قالوا ناس البلاد دى عاوزين أجانب بشرط إنو يكونوا شباب وصحتهم عال العال .. أها مسألة السفر والهجرة دى عاوزه ليها قروش .. معظم الشباب ديل يا استاذ عشان يوفرو ليهم قروش يهاجروا بيها قامو باعوا الكلي بتاعتهم .. وهنا بالمناسبة يا أستاذ (سوق الكلى) شغال شغل شديد والسماسرة السودانيين بتاعين الكلي أكتر من سماسرة العربات والعقارات في الخرطوم تلقاهم قاعدين قدام المستشفيات بتاعت نقل الكلي عشان يصطادوا الناس العاوزه تبيع وكمان في (قهوة) معروفه كل المرتادين ليها هم يا سمسارة كلي يا ناس عاوزة تبيع .. بالمناسبة الناس العاوزة تشتري اغلبهم برضو سودانيين يا جايين مباشرة من السودان يا جايين من دول الخليـج ومعاهم قرايبهم المرضانين وعاوزين ليهم كلي (كويسة) !
أنا بكتب ليك يا أستاذ في الرسالة دى عشان أنا قررتا أبيع كليتى .. واحد من السماسرة لقي ليا زبون وعملنا الفحوصات اللازمة لكن والله يا استاذ أنا بينى وبينك (ملاوز) شديد ..ونفسياتي كعبة شديد .. من جهة المبلغ كبير وممكن لو قبضتا القروش وما لقيت طريقة هاجرتا أجى راجع السودان وأشتري بيهو (ركشة) أو (أمجاد) أو أي حاجة نعيش منها خاصة وأن أسرتي اصبحت حالتها صعبة ومن جهة تانية مرات بتحصل مقالب والزول ما يدوهو قروشو وكليتو تروح (شمار في مرقة) .. بالله يا استاذ ورينى أعمل شنو؟
الرد :
الأبن (صابر) .. قضيت يومى كله حزينا من أجلك .. ومن أجل أخوانك الذين أوصلهم أعمامكم (الساسة) إلى هذا الوضع (القمئ) بفضل تنازعهم على كراسي السلطة على حساب تهيئة وضع افضل لكم .. عد إلى بلدك يا بنى ولا تبع جزءاً منك عاش معك سنوات حياتك .. عد وسوف نشتري لك (درداقة) لتعمل بها في ذات السوق وسوف نكتب عليها بالبوهية الحمراء .. أتركوني أعيش !
كسرة :
لا حول ولا قوة إلا بالله !![/JUSTIFY]
الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]
رحم الله أمير المؤمنين عمر(رض) الذي خشي أن يسأله الله لو عثرت بغلة، وبكى لما وجد الذميّ العجوز يتسول وقال كلمته التي يضئ كل حرف منها ظلمة هذا الزمن الكالح : ما أنصفناك إذ أكلنا شبيبتك ولم نرحم شيبتك ، ثم جعل له ولامثاله نصيبا في بيت المال.( بغلة وذمي)ماأعدلك أيها الفاروق ، وما أجملك أبا حفص وأنت تجري وراء البعير النافر من بيت المال، وماأروعك حين تتطامن أمام قولة الحق لما ردتك امرأة، عدلت فنمت ياعمر تحت ظل شجرة مفترشا الثرى.
وقصة الشاب هي قصة أجيال تراكمت فوق بعضها ،
أفلا تنظرون؟ أفلاتتفكرون؟ أفلاتهتدون فإلى متىىىىىىى ؟
وليس غير الله من ملاذ وملجأ
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك به وفضلنا علي كثير ممن خلق تفضيلا
ربنا ياخد بايدك ويصبرك ويقويك وصدقني ما في شي انقذني انا شخصيا من البلبلة الانته فيها دي غير الاستغفار الكتير بيفتح كل الطرق ويسهل جميع الامور
الاستاذ / جبرا
لم يجف دمعى بعد …
أرسل له رسالة الأ يبيع كليته
الفقرا اتقسمو النبقة
النبقة هنا ليست نبقة المعارضة ولا تفاحة الحكومة
النبقة هنا يمعنى المرتب
نتقاسم معه المرتب حتى يسد حاجته العنوان ببريدك الاكترونى
كسسسسسسسسسسسسسسسسسسرة:
الى كل من أذى الشباب
اتقوا يوما ترجعون فيه الى الله
يا جبرا دي من راسك ولا من كراسك ؟؟؟؟
كسرة :
لمن تألف الف في المعقول عشان الناس تصدقك
انا اتوقع هذا لان الوضع فى السودان لا يطاق . انا من الناس درست خارج السودان وحصلت على الماجستير بدرجه جيدا جدا وعندما رجعت الى السودان وجدت ان كل الطرق مغلقه تماما فاثرت الانسحاب من البلد الصبح منفى . بعد ان طرقت كل الابواب ولاكن للاسف لا مكان الا للكيزان فى وطننا السودان . انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله .