فدوى موسى

خليها بس كده للظروف!


[JUSTIFY]
خليها بس كده للظروف!

الجزئية والكلية إطارين يجب أن لا يفترقا في منظور حياتنا كلها.. فالتراكب والبنيان الأخير يعتمد على وحدات التفاصيل الجزئية التي تؤطر في أخطر المطاف للصورة الكاملة.. وكثيراً ما ينفرط هذا التواثق في حياتنا السودانية خاصة في الشؤون العامة للحياة مجملة ، فتجيء النتائج والصور على انها جزر معزولة.. فكل فرد يغرد خارج السرب الذي يفترض أنه داخله ، ولا تتوحد منظومة الدولة الكلية على شكل واحد فكل فرد منوط به أداء مهام معينة ينتهج في ذلك أسلوبه ، لا الاسلوب الذي لزاماً عليه إتباعه ، فتكون الاشكال الحياتيه نشاذاً مع تفرق المداخل والمخارج .. الأمر الذي يعطي إنطباعاً عاماً بأن لا منظومة متكاملة تحدد منهاج الحياة ، ولو على سبيل ما تتحدث الاوراق والوثائق من خطط واستراتيجيات زمنية محددة.. فنحن نعول كثيراً على ما تتيحه الظروف وترتجله الأيام خاصة عندما يرتبط النشاط بقدرية توفر الإمكانيات من عدمها ، فإذا حاولت البحث بين الوحدات الصغيرة داخل أي منشأة تجد جهلاً كاملاً لوحداتها عن محددات وموجهات ما يجب أن تكون عليه الصورة المتكاملة للمنشأة من أهداف وطموحات ، فتخلص إلى أن هناك قصوراً في الذهنية الإدارية التي يجب عليها أن تزواج ما بين الاهداف النهائية الكاملة والنشاطات الجزئية ، ومن ثم إندياح علاج هذا القصور على التسلسلات الأصغر فالأصغر والأكبر فالأكبر.. فمتى نخرج من نظرية «حبة حبة.. وسنة سنة لمن وصلنا».. أو نظرية «خليها بس كده للظروف».. والمتأمل لحالتنا.. يجد أننا ننظر بعين اللا نهائية للزمن «طبعاً بالتأكيد ليس كلنا ولكن الكثيرون لا يستشعرون الحياة بحساسية تناسب معيار الزمن الهام» لذلك ترانا دائماً في حالة تأجيل أو تأخير أو حتى «بين بين» ولنا من الثقافة العامة التي تدعم ذلك.. فنرى من خلالها الملتزم بالمواعيد والمواثيق على أنه «شفقان ساي» ودائماً ما نؤدب الشخص المنضبط أحياناً بلا وعي على الالتزام بالزمن المضروب بالانتظار الممل حتى يأتى «أصحاب المهلة.. وجماعات تعال على راحتك الدنيا طائرة..» وكم من مرة تكتشف فيها أنك تحصل ساعة نشاط مقابل إهدار ضعفها إنتظار «بمقياس عرقوب».. حتى تيأس من محاولاتك العبثية للخروج من نظرية «مواعيد سودانية.. والطائرة السودانية.. وتعال بكرة أو بعد بكرة حاول تعال بكرة تن تن تررن».. ولعل هذا الزمن المهدر هو الذي أخرنا كثيراً عن بلوغ بعض المصاف بفارق التوقيت المحلي.

آخر الكلام..

عندما إحتار صاحب الاغنية الشبابية في أمر محبوبه طالبه بشفافية العلاقة فتغنى له «خليك معاي واضح.. أوعك تكون بين بين» تلك الحالة التي هي أقرب للرمادية ، فيا عزيزنا القاريء لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار.. أحسم مواعيدك وفق الخطة..

مع محبتي للجميع[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]