حكاية الفكي ابكر والوالي بسمتيار (1)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه صلاة وسلاماً دائمين إلى يوم الدين. وبعد، فإن سير الأولين صارت عبرة للآخرين لكي يرى الإنسان العبر التي حصلت لغيره فيعتبر ويطالع حديث الأمم السالفة وما جرى لهم فينزجر. فسبحان من جعل حديث الأولين عبرة لقوم آخرين فمن تلك العبر والحكايات والأمثال التي تسمى ألف ليلة وليلة وما فيها من الغرائب والخيال اخترت لكم أعزائي القراء-هذه الحكاية!!
فى الليلة الواحدة والخمسين بعد السنة الثامنة عشرة قالت شهرزاد مخاطبة الملك شهريار وهي تبدأ بقص (حكاية جديدة):
بلغني أيها الملك السعيد أنه كان فيما مضى من قديم الزمان وسالف العصر والأوان في إحدى ممالك ساسان بجزائر الهند وخراسان والٍ يدعى بسمتيار يتولى أمر المدينة الكبيرة رغماً عن مشاغله الخاصة الكثيرة وقد حدثت هذه القصة قبل أن ينقل مسئولاً عن الزراعة لتعاني البلاد في عهده من المجاعة .
في ذات ليلة انهمرت الأمطار على ولايته انهماراً وسال الماء عليها مدراراً فانهارت منازل الرعية وخلفت وراءها الخراب و الأذية فماتت لديهم كل البهائم وإلى جانبهم صار العفش عائم ولم يكن لديهم آنذاك إلا افتراش الأرض والتحاف السماء حتى تنجلى الغمة ويلجأون لراعي الامة ليمدهم بإغاثة قوية تعينهم على ما تعرضوا له من أذيه فقرروا تكوين وفد من القوم الخيار لمقابلة الوالي بسمتيار واختارو لرئاسة الوفد المواطن أبكر بحسبانه راجل ضكر وهو فوق ذلك فكي مشهور يقف المرضى لمقابلته طابور وقد اشتهر بعلاج الأمراض والأسقام مستعيناً بما لديه من خدام.
اتجه الوفد إلى قصر الوالي بسمتيار ولم يكن لديهم في مقابلة حراس الأمن أي خيار فلما علم الحراس أن الوفد قادم يطلب المساعدة والتعويض أخرجوا لهم السيوف البيض وطلبوا منهم الرجوع في الحال حتى لا يتعرضوا لسوء المآل إلا أن أفراد الوفد رفضوا الخروج وأخذوا يزمجرون غاضبين وبوعيد الحراس غير آبهين، ولم تمض غير دقائق إذا بموكب الوالي الرائق يمر داخلاً من أمام باب القصر كالإعصار إذ كان عائداً من رحلة استثمار فإنتبه الوالي إلى الجلبة وأصوات الناس فقام بسؤال رئيس الحراس :
-من يكون هؤلاء؟
-إنهم يا مولاي مواطنو الحارة 96 جاءوا يشتكون.
-ومم ماذا يشتكون وهم في ظل إنجازاتنا ينعمون؟ مواصلاً أحضر لي رئيسهم بعد أن أروق شويه عشان أقابلهم وأشوف أيه القضية؟
وبعد أن أذنت الشمس بالأفول أشار رئيس الحرس للفكي أبكر بالدخول لمقابلة الوالي بسمتيار بعد أن مل الإنتظار . جلس الفكي أبكر في الديوان وهو يجيل بصره في كافة الأركان ينظر في اندهاش إلى فاخرالأثاث والرياش ولم تمر دقائق قليلة حتى حضر إليه الوالي بسمتيار يرتدي حلة جميلة
-شنو يا شباب عاملين لينا غلبة ودوشة في الباب؟
-والله يا سيدي الوالي الهمام لقد كثر علينا البلاء واشتدت الأسقام بعد أن أحالت السيول والأمطار بيوتنا إلى ركام وحطام وهسه كلنا بقينا قاعدين في السهلة وجعانين لا نملك بصلة!
-(وهو يبتسم كعادته في هذه المواقف): وماذا تريدوننا أن نفعل لكم وأنتم تشيدون منازلكم بأرخص المواد ولا تستخدمون الأسمنت والطوب حتى إذا ما جاءت الأمطار وشالت بيوتكم قلتو الرووووب.
-وكيف لنا يا سيدى الوالي الهمام أن لا نبني منازلنا بالطين والبروش وأنتم تكاوشون على كل المناصب والقروش؟
-(والابتسامة لا تفارقه): كمان جابت ليها اتهام؟ أنا عارفكم ناس لئام اذهبوا فلن نعطيكم تعويض والما عاجبو يضرب راسو بالحيط!!
عاد الموكب الحزين إلى الحارة سته وتسعين وهو مغبون حاسر الرأس لما أصابهم من غم وياس فصمم الفكي أبكر على تلقين الوالى بسمتيار درساً لا ينساه جزاءاً لما فعلت يداه فهو لم يحسن استقبالهم ولم يسأل عن ديارهم وقد قابل مصيبتهم بالابتسام ولم يكتف بذلك بل وصفهم باللئام وقال لهم بالحرف الواحد ما بنديكم تعويض والما عاجبو يضرب راسو بالحيط فأنتم لم تقوموا ببناء بيوت أسمنتية تقاوم الظروف الجوية بل قمتم ببناء منازلكم بالجالوص وعرشتوها بالشجر والبوص. جلس الفكي أبكر في خلوته بعد أن أحضر فروته وقام بإطلاق البخور وهو حانق على ما أصابه من جور وما لبث ان قام باستحضار الخدام الذين حضروا في نشاط وهمة يسألونه عما يريده من مهمة فأخبرهم ما جرى لهم من قبل الوالي بسمتيار وأنه لم يترك لهم أي خيار فقال كبير الخدام.
– ماذا تريد مننا أن نفعل به؟ أتريدنا أن نحرق له مشاريعو وشركاتو وللاَّ نلحقو ليك الفاتو؟
-أجابهم الفكي أبكر: لا .. لا أنا لا أريد أذاهو لكن أريد أن أعطيهو درساً لا ينساهو
-وما هو ذلك الدرس الخطر يا فكي أبكر؟
-أريدكم أن تستبدلوا تلك الابتسامة بتكشيرة تصير له علامة.
-نعاهدك أننا سنجعل لك وجهه عبوساً مدى الحياة وسوف ننفذ لك طلبك من الألف للياء
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.
كسرة: ماذا فعل (خدام) الفكي أبكر بالوالي بسمتيار هذا ما سوف نعرفه في (الليلة) القادمة بإذن الواحد القهار !
تنبيه : مقدمة المقال من بقايا ما علق بذاكرة الكاتب من كتاب ألف ليلة وليلة[/JUSTIFY]
الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]
بلغني ياايها الملك الهمام انه في هذا الزمان وحاضر العصر والاوان وفي احدى ولايات السودان التي تعاني من القهر والهوان مثلها مثل اي ولاية وهذا هو اصل الحكاية التي يبدو ان ليس لها نهاية فقد نعمت كل الدول بالربيع ولكن الشعب المطيع ارتضي بالخريف واصبح الغني حريف والفقير ضعيف وللجزء الثاني لنا عودة
هاهاها بلغني يا جبرا ان هذا البستميار بيكرهوه ناس كتاااااار
وبلغ ان هذا الملك يكثر من الاستغفار مع هيئة الاستسمار واكثر اذا كانت العمولة بالدولار
وابكر لما عنده خدام بهذه القدرة فلماذا لم يسخرهم لخدمة الناس؟ وماذا يستفيد الناس من تكشيرة الوالي أو ضحكته مثل بقرة (لافاش كيري)؟