منوعات

على صوتي الشيخين “الزين” و”عبد الكريم”.. الخرطوم تبكي في ليلة القدر من خشية الله

[JUSTIFY]حركة محمومة ولافتة في منطقة الجريف غرب حيث مسجد (الشيخ محمد عبد الكريم) الذي يقصده المصلون من كل أنحاء الخرطوم أمس الأول، وبدأ العشرات من رجال الشرطة ينظمون حركة المرور ويحددون للسيارات القادمة إلى الميدان الفسيح أماكن وقوفها، ورغم أن الوقت حينها لم يتعد الحادية عشرة مساءً وهو وقت مبكر جداً على صلاة التهجد التي صادفت أمس الأول ليلة السابع والعشرين من رمضان التي تكثر فيها التكهنات بقدوم ليلة القدر فيها، إلا أن المكان كان يغلي مثل (المرجل) وامتلأ مسجد الحارة الثانية بالجريف غرب عن آخره بجموع المصلين والقائمين الليل.. وغير بعيد عنه مسجد (السيدة سنهوري) في شارع الستين الذي احتشد فيه آلاف المصلين منذ وقت مبكر جداً ليحجزوا أماكنهم في صحن المسجد أو باحته أو في شارع (الظلط) إن لم يتيسر الحصول على مكان في الداخل.
{ الخرطوم تتحفز للدعاء
ربما صوتا الشيخين “محمد عبد الكريم” و”الزين محمد أحمد” اللذان يدلفان إلى الوجدان، ومباشرة يصعدان خشية وحباً إلى مآقي الناس فيتنزل منها دمع البكاء من خشية الله، ربما هما ما يدعو كثير من الناس إلى قطع الفيافي من أقصى جنوب الخرطوم وأبعد منطقة في شمالها ووسطها وغربها للحصول على مكان في أحد صفوف المسجدين اللذين يتقاسمان حشود المصلين في الخرطوم.
{ مشهد مهيب
أمس الأول كان الموقف مهيباً للغاية في كلا المسجدين، فقد اصطف الآلاف داخلهما وفي الخارج حتى وصلت صفوف المصلين إلى شارع (الظلط) الذي توقفت فيه الحركة تماماً ولم يكن ثمة طريق لسائر بسيارته أو راجلاً.. اكتظ المسجدان بجموع المصلين رجالاً ونساءً، أطفالاً وشباباً وشيوخاً، ووقفوا صفاً واحداً (الإصبع مع الإصبع) و(الكتف بالكتف) وبدأ خلال وقت متزامن صوتا الإمامين يجهران بقراءة وتلاوة كتاب الله. وكان الصمت مهيباً ولافتاً لا يقطعه سوى توقف الإمامين للحظات ليفسحا المجال لمخزون أعينهما أن (تدلق) فتتبعهما مآقي المصلين بالدمع الذي يبلل الوجوه يفسحون له المجال ليتتالى على خدودهم.. وفي كل ركعة كانت دموع المصلين تراق على بساط المسجدين وبلغت مداها حين أتت ساعة الدعاء.. فطفق الشيخان يدعوان ويبتهلان إلى المولى عزّ وجلّ أن يسترهما ويستر الأمة الإسلامية، وأن ينصرها في مواجهة أعدائها، وأن يغفر لهما في ساعة رجح الأئمة والدعاة أن تكون ساعة إجابة لسؤالهما.. وقتها كان صوتاهما يتهدجان حيناً.. يتحشرجان أحياناً.. ويغصان بالدمع في أحيان أخرى.. حتى بلغت ساعة ذروة الدعاء ووقتها كانت أصوات البكاء هي التي تطغى على ما سواها.. صوت البكاء وصل إلى مرحلة النحيب.. أصوات بكت من خشية الله في ليلة القدر.. بكت حتى أبكت من هم خارج المسجد ومن عجز أن يشهد ليلة القدر قائماً معتكفاً.. كان بكاءً حاراً في ليالي العتق من النار.. بكاء ارتجت له بيوت الناس في الجريف والمنشية المتجاورتين.. بكاء غسل العيون وغسل القلوب بحب الله والطمع في رحمته ومغفرته.. والعتق من النار.

صحيفة المجهر السياسي[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. يعنى انت سيادتك فوَت ليلة زى دى وبقيت تتابع فىالناس (فلان صوته سمح وداك دموعه نزلت وهناك مافى طريقةلعربيةتقيف….)
    كان من الافضل تكون مع المصلين فى صلاتك

  2. بكاء فى رمضان وبعده تعود حليمة لعادتها القديمة شيكات طايرة خطف النساء بتلك السيارات وكانك ياعبيد ماغزيت هذه هى مشكلة المسلمين وجهين ولا اعمم ولاكن 80% وانا منهم