فدوى موسى

اكسجين السلطة.!


[JUSTIFY]
اكسجين السلطة.!

قد لا يستطيع الجلباب أن يحويك إن كنت قد انتفخت بهواء دافيء في عز الشتاء البارد أو زارتك زهوة السلطة التي تحملك إلى حالة التعامي الكبرى فتصبح في حالة وهم دائم بأنك تتنفس اكسجين مختلف مما يتنفسه الاخرون.. انه تأثير اكسجين السلطة التي لا تعرف حدود الخيال من الواقع.. التوهم من الحقيقة.. فعندما تتذوق هذا النوع من الشهيق فإنك لا تعبأ كثيراً بما يدور حولك لانك ستكون غارقاً في بحر لا توجد له سواحل على أرض التراب والسطح والرمال.. لذا عليك وعليكم أن تعذروا هؤلاء «الغلابة بنعمة السلطة» لأنهم بعيدون كل البعد عنكم.. حدودهم معكم ما يجلبونه لهم من رؤى عتمة، وتقارير مزركشة بالكلم الفضفاض والعبارات التي تحتمل اللعب باللفظ والمعنى.. فيتصورون أن كل شيء في كمال تمامه ولا نقص يرتابه أو يشوبه إلا حقدكم وحسدكم لهم.. لذلك أنتم في نظرهم مصدر التقصير ومدعاة التراجع ببساطة لانكم تتنفسون اكسجين الحقيقة ببذراته المعروفة وحقائقه الدامغة ولا تعرفون النوع الاخر منه، والذي هو مخصص لهم في دنياهم البعيدة التي تلاقي أحلام دنياكم الا الماما.. عندما يصبح الامر نصب جد خالص لا يحتمل الا الحقيقة في مفصل فعل لا قول.. مفصل عمل لا كلم.. أو هكذا يلاقونكم بلا زيف.. فمفاصل الامور العظيمة لا تعني إلا اقرار الحقيقة بلا ثورية بلا مراوغة.. أو هكذا ينهزم اكسجين السلطة مع الاكسجين الذي تعرفونه وتألفونه منذ أن صرختم صرختكم الاولى بعد أن إمتلأت رئتيكم بزخم الحقيقة الحياتية المعروفة.. وعرفوا هم تنفس اكسجين السلطة ترى ماذا يزفرون من هواء..

حديث المرآة:

عندما وقف «عبدو» أمام نفسه في المرآة.. أنكر الصورة وتغابى عرفتها.. فقد أدمن تصديق خياله حتى النخاع.. انه هو من يحرك ويزحزح هذا وذاك.. كيف لا يقتنع بذلك وحوله جوغة من الهتيفة يصورون له الاوهام حقائق وأنه مركز الكون..والكل حوله سابح في الفلك.. أغمض عينيه وتخيل صورة أخرى في بطن المرآة وزينها بزيف ما بحوزته الان من أموال ومرابط الحل والعقد في المجالس التي لولا هذه العصبة ما عرف كيف يجلس إليها.. فكان لابد أن يختلس النظر مرة بعد مرة لنفسه الحقيقية فيفتح عيناً واحدة ويغلق الاخرى ويهامس نفسه «أهكذا يرانا الناس.. لابد أن تكون ملامحي أوسم من ذلك.. وقامتي أطول.. وطلعتي أبهى.. و.. و.. ولكن لا بأس فسطوتي أقوى من كل الحقائق لذا ستكون صورتي زاهية في مخيلات هؤلاء «الوهم».. بالله أين كانت احتراماتهم لي قبل هذا العهد.. كنت أرى في عيونهم أنني من الحثالة ولكن لا بأس أن تكون المرآة «الكاذب الاكبر» فقد تغيرت معايير الرؤية وزوايا المرايا لذا هو على حق أن ينكر الصورة وصدى الصوت.. وها هي الجموع تسارع إلى فتح كل المجال أمامه.. من عند فتح الخادم لباب الدخول والخروج وفتح السائق لباب السيارة وفتح السكرتيرة لباب المكتب وفتح.. وفتح.. وطالما يكتنز المال تظل كل الابواب مشرعة ولا تغلق أمامه..أي المداخل.. ويظل يهمس في نفسه.. لا شيء يعزك قدر ما ملكت من قوة ومال.. أو هكذا زين لعبدو أنه فوق كل الحقيقة.

آخر الكلام:

للسلطة سطوة.. وللمال كذلك، إن أردت أن تعرف بعض من حقائقهما.. جرد نفسك أمام مرآة الحقيقة وحادث نفسك هامساً «قول يا لطيف»..

مع محبتي للجميع[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]