كازيبوي وجماعة العتبة قزاز
اول ما يتعلمه الإنسان العربي عند دخوله الحياة العملية، هو انه لا يوجد «ضمان» لاستمراره في منصبه، فالجالس «فوق» قد يقرر نقلك من إدارة الكمبيوتر إلى قسم الأمن، وهو يعلم أنك سترفض النقل وتضطر إلى الاستقالة او تتعرض للإقالة، وكلنا نعرف انه لا معنى للاستنجاد بقانون العمل او قانون البطيخ، لأن القوانين فيه خيار وفقوس (والله لا أعرف ما هو الفقوس)، وقد يتم طردك من العمل لانك سرقت دباسة، ولكن غيرك قد ينال ترقية لأنه سرق دبابة أو مائة جهاز كمبيوتر،.. ومن ثم فإن البكش والنفاق صارا أهم أدوات الاستمرار والرقي الوظيفي، وبحسب التقاليد العربية الأصيلة فإن كل من يسعفه الحظ بالعثور على وظيفة ذات عائد طيب «يمسك فيها بالعشرة»، ويستحسن أن يستخدم أسنانه أيضا للإمساك بها إلى ان يدركه الموت، او مرض يقعده عن العمل، وفي سبيل ذلك فإنه يحيل الجهة التي يعمل فيها إلى مركز قوة، جميع عناصره يدينون له بالولاء والطاعة، فهو الذي وظفهم وهو الذي يحدد رواتبهم وحوافزهم وترقياتهم إلى درجات أعلى، بشرط ألا يضع أحدهم عينه على وظيفته، بل ان هناك موظفين كبارا يورثون مناصبهم لأقارب أو محاسيب بعد ان تحتم عليهم تصاريف القدر والزمان مغادرة المناصب، ومن المألوف في العالم العربي ان يتم تعيين فلان في الجهة الفلانية لأن أباه كان يعمل بها قبل ان يتقاعد او ينتقل إلى رحمة مولاه. (ما فيها شيء طالما أن رئاسة الجمهورية في دول عربية تزعم أنها ديمقراطية وكل شيء فيها يتم بالاحتكام إلى صناديق الانتخابات تجعل من حق احد ابناء السيد الرئيس المزمن أن يجلس على كرسي الرئاسة.. بس الحمد لله أكلوا هوا في عام 2011 والدور جاي على الباقين).
ولن أتكلم عن نظم الخدمة العامة في أوروبا او أمريكا كي لا يتهمني البعض بالولاء للعلوج وعصابة الأوغاد الدوليين، ولكنني سأتكلم عن جارة لي اسمها سبيسوزا وانديرا كازيبوي.. طبعا لم تسمع بسيدة باسم كهذا يسبب التهاب الغدد اللعابية، ولكنك سمعت بشارون ستون وشاكيرا وبريتني سبيرز وباسكال مشعلاني.. على كل حال فإن كازيبوي هذه أهم من كل ذوات الثدي اللواتي نراهن على الشاشات، فقد كانت نائبة الرئيس اليوغندي منذ عام 1994 وتعتبر من اكفأ الشخصيات السياسية والتنفيذية في بلادها، رغم انها أصلا طبيبة وحاصلة على ماجستير في الطب!! ثم فقدت قواها العقلية!! اسألني: كيف؟ كازيبوي هذه ثاني «رأس» في بلادها قررت الاستقالة! قال إيه، قال تريد ان تكمل تعليمها!! ماذا تقصدين وأنتِ حاصلة على بكالوريوس وماجستير في الطب؟ قالت انها متضايقة لأنها انقطعت عن مهنتها الأصلية طويلا، وقد قبلتها جامعة هارفارد الامريكية للتحضير للدكتوراه في الطب وان تلك فرصة عظيمة لا تريد إضاعتها!! ما هو أدهى من ذلك هو ان الرئيس اليوغندي يوري موسفيني كان يعدها لتحل محله كأول رئيسة للجمهورية في بلادها وربما في افريقيا!! عندنا يا دكتورة يترك البعض مقاعدهم الدراسية بدون مؤهلات بمجرد حصولهم على وظائف تتيح لهم السفر إلى الخارج، وحتى بعض حملة الدرجات العلمية الرفيعة عندنا يرتدون طوعا إلى الأمية بمجرد شغلهم لوظائف ترضي نرجسيتهم،.. يسافرون شرقا وغربا ولكن ليس لحضور مؤتمرات وندوات تتعلق بمجالات تخصصهم، ويقرؤون كثيرا ولكن ليس المجلات والكتب العلمية المتخصصة بل المذكرات الركيكة.. باختصار عندنا يُقفل باب العلم والتعلم والاجتهاد بمجرد نيل المراد الذي هو كرسي هزاز في مكتب فيه العتبة قزاز، والسلم نايلو في نايلو!![/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]
سأمارس عليك أستاذية أيها الأستاذ ” ومن علمني حرفا ،صرت له عبدا”الفقوس من خضار السلطة(salad)بفتح السين واللام حتى لاتظنها “بضم السين”أعاذنا الله منها،طعمها يشابه الخيار ، وشكلها بطيخة متقزمة”أي ممسوخة،كنا ونحن صغار نقطفها من الشارع في مدينة القضارف موسم الخريف،يعني كنا نأكل من شوارعنا “لا ملينة لا عشرة”،ناهيك عن البامية والملوخية والجرجير.أيام مضت ولن تعود