فدوى موسى

الحقوق والواجبات


[JUSTIFY]
الحقوق والواجبات

في ظل الدعوة الكبرى للإصلاح في موازنة الحقوق والمطالبة بها دائماً ما يغيب الطرف المحك.. الواجبات هل فطن كل مطالب بحق إلى سؤال نفسه «هل قمت بواجبي تجاه ما أطالب به»، وهذه الدعوة ليست محل لتثبيط الهمم وشحـذها على أن لا تطالب بالمشروع من مستحق وحق لا غبار عليه مدعاة للمراجعة وتمكن شرعية الإيفاء بالمطالب دائماً في حفظ كفتي هذه الموازنة الحساسة جداً.. ولعل الفكرة الجوهرية هي العدالة في أضيق حدودها على مستوى محراب الفرد الذي يستمد قوته من بواعث مطمئنة داخله تؤكد أنه أدى ما عليه من فرض يستحق عليه أن ينال ثوابه قبل جفاف العرق حتى أنه لا يألو جهداً في استلال سيف الدفاع وصولاً لمراحل خصب الايفاء وانتزاع الحق.. ولاستنهاض المشاعر الإيجابية في منظومة الحياة العلمية العامة.. لابد من أن يتعامل كل فرد فيها بالمحبة العميقة لها باعتبارها مدعماً لأوضاعه الإنسانية في نواحيها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.. ولا يستقيم مثل هذا الوضع إلا بوجود البيئات المناسبة والتي تجعل من الإمكان العمل بجد وحب وإبداع.. لذا نجد السودانيين دائماً ما يبدعون عند الآخر الذي يوفر لهم بيئة أقل مخاطر وأكثر تطميناً في تنظيمها ومعرفة مهامها ومسارات عملها.. لذا لا يعوزهم اللجوء للتفاسير والتخيلات الاستقصائية التي دائماً ما تطفح في عبارة «فلان قاصدني.. وفلان هذه تحتمل مديراً مباشراً.. مديراً عاماً.. الخ».. والتي تجعل الكثير منهم في دائرة مفرغة من الظنون.. حيث تغيب في بعض دوائر العمل كثير توصيفات المهام وتحديد الواجبات اليومية حتى بات البعض ينظر لذهابه للعمل كأنه واجب ثقيل جداً جداً يجب أداؤه مضطراً لا بطل.. وهكذا تظل حركة العمل غير دؤوبة بالبلاد ما لم تتحرر من مثل هذه النواقص.. فهل من نظرة أكثر عمقاً في حق العمل أياً كان نوعه وقطاعه وحسابات ربحه وخسارته.. حتى لا نظلم المورد البشري الذي ربما يكون ذا طاقة جبارة في موقع مهزوم ومعلول… ومن بعد ذاك تجيء فكرة الإصلاح التي ربما تتطور إلى التغيير.

آخر الكلام:

هذا الميزان المهم في حياتنا يحتاج لإصلاح لحساسية جانبيه حقوقاً وواجبات.. ولكن تظل الفكرة الجوهرية أن يظل وراء كل ذلك ضمير صاحي وحي.. دمتم ودام عز هذه البلاد في قوة ساعدكم الأخضر القوي.

مع محبتي للجميع[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]