فدوى موسى

تلب.. قبضوه.. فكوه!


[JUSTIFY]
تلب.. قبضوه.. فكوه!

مازلنا نتحسر على الكلمات الغنائية الجميلة التي باتت تنتقص منها تلك الاغاني الهابطة.. وبالصدفة المحضة عرفت أن لحرامي القلوب سلسلة غنائية تبدأ من اغنية «حرامي القلوب تلب»، إلى اغنية «قبضوه.. قبضوه.. حرامي القلوب قبضوه» إلى اغنية «فكوه.. فكوه.. حرامي القلوب فكوه»، وحتى لا تتداخل الظنون والشكوك عند العامة بين ما هو للوجدان وما هو للسلطان، لابد من القول أن الكلمات هي انعكاسات واقع الإنسان.. يدور الهمس هنا وهناك عن أن «حرامي القلوب» هو ذلك المسؤول الفاسد، أو التاجر الفالت، أو أحد المحاسيب أو المناسيب الذين يصولون ويجولون بلا قيد، الأمر الذي سرب مثل هذه الثقافة الغنائية السالبة ولو من باب «السريالية» التي دائماً ما كانت صديقتي «الرسامة» ترد بها عليَّ عندما أنظرإلى لوحاتها بشيء من الدهشة والاستغراب، فتقوم بتفسير الالوان والخطوط..«ما علينا»..المهم أن نتاج ذلك تسللت حالة انهزامية وجدانية.. لذا لا غرابة أن نستسهل الغناء «للحرامي» مثلاً.. رغم أن «الحرمنة» سلوك غير مستحسن عندنا بحكم التربية والتنشئة، لكن البعض في هذا الزمان لا يختشى من وصفه بهذه النعتة الكريهة، خاصة وأن الاغاني إياها تمجد للحرامي حركاته ولو جاء الحرامي عبر«القلوب»،.. وصار حوار مثل «يا زول انت حرامي ولا شنو.!».. «مالوا الحرامي.. ما شاطر وفالح» حواراً مطروقاً.. لذا تنتظر مفوضية الفساد «كميات» من التعب والرهق مع موضوع اثبات الحالة الفسادية ونخشى عليها من التغني بشاكلة «المفوضية قبضتوه.. وقامت فكتوه.. فكتوه» رغم علمنا أنها غير معنية بالإجراءات التنفيذية للقبض، فهي التي تبدأ المحاسبة والمساءلة لتسرع الجهات المعنية باتخاذ المطلوب..«ما علينا».. فواقع حسرتنا أن الوضع العام مأزوم بالتالي باتت حتى الوجدانيات معطوبة وباهتة، ولو أن «وجيع» مهتم بأمر الذوق العام قام بتقييم ما تتغنى به الجموع في محافلها الاجتماعية لوجد أن البون شاسعاً بين ترقية الذوق والحال الماثل.. اذن الأزمة أكبر مما نتخيل.. أكبر من «حرامي القلوب البنط، ويتلب، ويقبضوه، ويفكوه» إنها أزمة قيم ومثل.

أخر الكلام..

عندما تجوط «الشغلانة» يغيب قانون العيب، وتتعطل لوائحه ومواده ونصوصه التفصيلية.. فيضرب الدف على أهواء الفوضى ويكون الحرامي مثالاً للتغنى.

مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]