تعال نضحك!
حالة انفراط داخلي من السب والانتقاد تمثل مشاعرنا تجاه الحياة العامة التي كثيراً ما نظلمها بالنظرة الكلية السوداوية.. رغم ظلامية المشهد العام الذي يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا ونتأهب لتحسس مسدسات التعامل بشيء من التعارض مرة وشيء من الاستهجان مرة أخرى دون أن نعطي الجوانب الإيجابية حقها ومستحقها من الميزان الذي نميل به على كفوف عدم العدالة.. إذن علينا الاعتراف ولو ضمنياً أننا ميالون إلى الحزن والمشاعر السالبة.. لكن بـ«الجد» الحالة صعبة.. لذا لزم علينا أن نقابل كل ذلك بعمل موجب وحراك وطني مبتسم في ظل سكون ألم داخلي دفين في الخواطر والأحاسيس.. رغم أن طلب السعادة من الوجوه الحزينة في المستشفيات والأكباد المريضة والكُلى المعطوبة والأنسجة المسكونة بالأمراض المزمنة يعد أمراً مستحيلاً.. فربما الضحك مذبوح الأحاسيس الإنسانية.. «أها يا ناس تعالوا نضحك ولو من باب أنسَ الضيق المحيط بك من كل جانب»!
مسدار النصيحة:لا أعرف كيف تكون النصيحة الحقة.. هل في كلام منظوم أم في عبارات جافة.. أم في دموع ذرافة أم في ضمنيات متوارية.. هذه الأيام ينتشر عبر الموبايلات شعر بلغة بسيطة وبلدية.. تفاجأت به عندما قام أحد ركاب الحافلة بفتحه بالصوت العالي تحت عنوان «مسدار النصيحة» يمتلك ناشده ناصية التعاطي مع الكلمة السهلة.. الأمر الذي جعل ركاب الحافلة المتجهة لبحري ينتبهون مع صاحبه الذي عندما أراد الترجل منها كادوا يطالبونه بعدم النزول.. المهم في كلمات هذا الرجل رسائل موجهة إلى القائمين على أمر البلاد بنقلهم وسط الظواهر السالبة التي أفرزتها الضغوط التي تقع على عاتق المواطنين.. الشيء الذي أثر في قيم الكثيرين منهم.. لا من باب التبرير ولكن من باب الانهزام الذي وجد المجتمع السوداني نفسه غارقاً فيه في ظل تخبط بعض الدوائر المعنية بالهم العام.. فكانت بعض إفرازاته استصغار الكثير مهما كان بالأمس في مصاف الخطوط الحمراء.. فيا أخي الذي أسمعنا تلك الكلمات بالحافلة.. بلغ عنا ذلك المؤلف أنه شخص مؤثر جداً.. وهي دعوة لكل مسؤول أو كل كبير في البلد أن يستمع إلى هذا المسدار بشيء من الاهتمام وسعة البال ورحابة الصدر «لعل وعسى».
لا يا صغيرتي!أرهف السمع إليها وهي تحادث صديقتها فرحة بأنها صارت الأكثر صداقات على المواقع الاليكترونية الشيء الذي يدفعها «للبحلقة» طوال الوقت أمام أجهزتها الاليكترونية على حساب المذاكرة والمراجعة اليومية للدروس.. وعلى ما يبدو أنها بدأت تحس بأنها تجاوزت هذه الكتب بالمعرفة الاليكترونية.. الأمر الذي يصعب معه إعمال سياسة الإجبار أو الإلزام بجيل يحتاج لكثير من الذكاء في التعامل.. خاصة وأن هذه الأجهزة الاليكترونية في جوفها الكثير من المميزات التي يمكن أن تجمع بها ما بين التعليم والثقافة.. «فلماذا لا تبحثي يا صغيرتي عن المصحف المفسر على صفحات النت وتحفظي منه المقرر القرآني.. ولماذا لا تبحثي عن المعلومات العلمية بدلاً عن الونسة والدردشة».. لا يا صغيرتي لكثرة الدردشة.. رغم أننا نتعامل بقدر محدود مع هذه التقنيات.. حيث لا زالت «جوانا» بعض «الخوفة» العميقة من كسر كل الحواجز التعاملية فانحصر في تلقي الرسائل الالكترونية وردها و«مهابشة الفيس بوك» على خفيف.. خفيف.. المهم أن نصل مع هذا الجيل القادم بقوة إلى «محطة وسطى» نرضي فيها طموحاتهم في التعامل مع أدوات عصرهم دون أن يخرجوا عن المسار الذي يرتبط بالأساسيات الكبرى.. حتى ولو نضطر لممارسة بعض القسوة اللفظية..
آخر الكلام:عندما تزاحمنا الهموم ونجد من يؤلمنا بإسداء النصائح المرة خارطة لطريقنا.. لابد أن نتنازل من أجل حفظ موازنات الحالة التي نعيشها مجبرين لا أبطال.
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]