فدوى موسى

غربة ورحيل!


[JUSTIFY]
غربة ورحيل!

الزمان غربة ورحيل ومجفوة مآقي للكحل الجميل.. وحداد نبيل عن نزف الفرح الأصيل.. وأنا حيرى بين هواجسي والحقائق التي أمامي.. ترتجف نواظري حينما تعجز الشبكية عن الاحاطة بمداخل ومخارج الفرائس النظرية عندما تعبر للرؤية الحقيقية لانعكاسات عدسات الواقع من بين أشعة السقوط والارتداد.. إنها حقيقتك بلازيف بلا الوان «ملص» كما تقول صديقتي التي دائماً ما تهديني الصدق والبوح الشفيف عندما تراني كالدرويشة في حلبة الانقياد وراء أفكار قديمة بالية من فرط الولاء والاعتقاد في بياض نيتك «غير السليمة»، يا هذا اذهب إلى هناك ولا تأتي ثانية فقد أيقنت أنك كاذب ومرآي أشر.. ووجهك المليح الأتزييف لكل بواطن تعاكس الظواهر.. إذن دعني أواصل غربتي بكل رضاء وأرحل إلى حيث مرابط خيام الذاهبين إلى هناك حيث واحة الاستسلام في صحراء العذاب… فقد أدمنت الغربة والرحيل حتى النخاع فأنا مسكونة بذكرى الأحبة ومطارات وموانئ الوداع.

عناصر رخوة:

يقول له في خبت «أنت لا تقول لا.. طموح تعتقد أنك قادر على بلوغ أهدافك وعنصر رخو سهل الانقياد لك سجل أبيض يسهل أن تسطر عليه تواقيع الأخرين، لذلك أنت مرغوب في سوقهم وبرامجهم وهذه هي مواصفات العميل الممتاز».. « يازول هسه الجاب سيرة العمالة هنا منو؟!.».. ما بين إنسان بهذه المواصفات التي لا يعرف من أين اكتسبها والتبني القوي للبرامج ذات الصفات المؤثرة جداً مساحة من فرص التطويع والتدجين.. إذن يصبح الفرد مطية للاخرين إن عرفوا له «ركوب الفزرة» وهي أقرب لركوب الدابة عندما تنحى للتمطي .. كثيرون تدفعهم افتراضات حسن النية وصدق السريرة للاعتقاد أن الاخرين في موقع أعلى من بيوتات الإرث الراقي المثالي خاصة إذا ما راوهم يداومون على التواصل مع اماكن الزهد والتكافل، إذن لا ينظرون إليهم إلا بظن حسن وعلى ذلك الوصف لا يرون أنفسهم عناصر رخوة أو منساقين وراء الولاءات.. إذن يحتاج الكثير لاعادة توصيف لأنفسهم.

دموع سياسة!:
عندما يبكي «محمد أحمد» المسكين فالأمر عادي لأنه اعتاد البكاء في الخاطر وفي الظاهر وهو مجبور على خفة المشاعر لأنه بالتأكيد موجوع على «عزيزهُ» الذي لم يجد علاجات الفشل الكلوي أو «قريبه» الذي لم يستطع توفير جرعة السرطان أو.. أو.. ولكن عندما يبكي السياسي فإنه يعترف بدموعه على إثبات حالة انفصالية كبرى أصابت ما يحدث الآن وما كانت عليه الأيام وهذا اعتراف ضمني بعظم الحدث فهل تدبرتوا دموع الساسة من زاوية أخرى.

آخر الكلام:

في الغربة أوطان تبحث عن إنسان.. وإنسان يغرق في الأحزان.. ودموع تترى بلا تحسب دون أن تقول أن هناك عناصر رخوة المشاعر يمكنها أن تكون رموز لما تبقى من مواطن السودان.

مع محبتي [/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]