فدوى موسى

سودان لاين!


[JUSTIFY]
سودان لاين!

استوقفني بعمق عمود الأستاذ «طه النعمان» حول الخطوط البحرية السودانية التي صارت حلماً يصعب عليه الترائي في مراقد التمنى بعد تصفية الاسطول السوداني منه، حارماً السودان من الإبحار بالأعلام المرفرفة في بحار الدنيا، ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه.. هل يمكن أن تعود بواخر السودان بتلك المسميات ذات الدلالة «دارفور، دنقلا، الابيض، و.. و.. ».؟ بذات الحس الوطني العالي الذي كتب به أستاذ «طه النعمان» مقاله.؟ بذات الألم الذي يدفعني للمطالبة بعودة «سودان لاين» كعهد مضى دون الشعارات التي ترفع دون جدوى مثل «لا بديل للسكة حديد إلا السكة حديد» الذي يصبح «علكة مسيخة في قداديم الماضغين».. المهم ما ولَّى لن يعود، فقط يجب الاعتراف بالخطأ والمحاسبة ومن ثم معالجة الوضع بصورة أكثر حرصاً وجدية، لأن الزمن الآن أقرب لاعتماد البدايات الصحيحة.. ونأمل أن نرى بواخرنا تجوب البحار، ومتى تُزال العبرة من حلوق البحارة الذين تضرروا من هذا البيع البخيس..؟ «وسلام يا سودان لاين».

ذكرى حلوة:

والذكرى الحلوة التي تختزنها دواخلي لعهد «سودان لاين» الفترة التي كنَّا نترقب فيها عودة وترحال عمي «يوسف الصديق» الذي كان يعمل في إحدى البواخر، وكم كنَّا نتنعم بالحلويات والمشروبات التي كان يجلبها لنا عندما تعود الباخرة من رحلة طويلة.. الشيء الذي جعلنا نقتنع تماماً أن العمل في البواخر في ذلك العهد كان بخيره وطيِّباته، إذن لمِا كان ما كان..! «طالما الدولة باتت قابلة للنصيحة.. فلما لا تلقي بالاً لإصلاح الأمر» فيصبح الواقع ذكرى حلوة مستديمة.

حجاج البواخر:

كذلك بواخر الركاب التي كانت نواقل للحجيج والسياح السودانيين والعرسان أيام زمان، تدفعنا من زاوية ضيقة للنظر بعين الفرحة لامكانية ازدهار تحركات الشعب السوداني عبر البحار والمياه الإقليمية وغيرها.. إذن لم تكن سلسلة تلك البواخر إلا جملة حراك كبير، وفعاليات اقتصادية واجتماعية عالية، تثري أدبيات كل نواحي الحياة السودانية، وبفعل من فعلها وصل الأمر لهذه النهايات التي يجعلها طريقاً لبداية أخرى ليس من باب الأحلام ولكن من باب إصلاح ما أتلفه التالفون.

آخر الكلام:

لا نتمنى أن يكون برنامج إصلاح «سودان لاين» على طريقة الشعارات والاجتماعات والانفضاض على لا شيء إلا «الشو»..
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]