فـهلوة..!
«الرَّجالة طايرة» هكذا ردَّ الرجل على الآخر الذي زجره على «فهلوته الزائدة وقدرته الفائقة على اختلاق القصص والأعذار للشحدة».. فيوم يأتيهم بطلب لظروف تتعلق بالرسوم الدراسية لأبنائه.. ويأخذ من وراء ذلك مقدار ما يستطيع أن يؤججه من مشاعر المراحمة والتكافل خاصة وأنه يتبع ذلك بخطابة بلاغية عالية.. رغم أن معضلة الرسوم والحاجة قد غلبت الكثير من «العفيفين».. إلا أنه استغل الفكرة أكثر فيأتي بعد ذلك بحيلة جديدة «الإيجار غلبو.. وسيد البيت مهددهم وعفشهم خلاص في الشارع والعيال حالهم يحنن».. فيأخذ «الفيها النصيب».. ليعود بعد عدة أيام «بأن ابنه الكبير مريض ويحتاج لفحوصات بكذا جنيه ويحتاج للدعم».. فيأخذ الثمن الذي حدده مقابل شحدته.. وفي ذلك اليوم وجد «عمك دمه فاير فرد عليه بتلك القسوة يا راجل إنت ما عندك رجالة والّا شنو.. طوالي شحدة؟!».. ليكون الرد أعلاه «الرجالة طايرة».
ü شعب مسكون بالبساطة..!
التصريح الذي أطلقه الوالي الجديد «حماد إسماعيل» والتي تقول كلماته إن «كاشا معاهو الشماسة وستات الشاي».. هو تصريح غير موفق منه.. فماذا يعيب ستات الشاي أو الشماسة الذين هم ضحايا ظروف اقتصادية طاحنة.. وعلى المستوى الشخصي رغم كلمات السيد الرئيس الحادة في حق «كاشا».. إلا أن تصريح «حماد» جعلني أعتقد أن «كاشا» استطاع أن يعبر إلى البسطاء ويكون قريباً منهم واستحق بذلك حب الشماسة وستات الشاي الذين هم «مسؤولية الحكومة أمام الله».. فهل استطاع «حماد» تجاوز هذا التصريح بصورة أكثر انفتاحاً واستيعاباً لواقع ولايته التي لم تفِق بعد من تلك الأحداث التي يبدو أن «حماد» لم يكن ذكياً في لملمة أطرافها وجعلها نقطة انطلاق لا ارتداد.. ولأن إنسان الولاية معتز بإنسانيته.. فلابد أن يكون قائده مسكوناً بالبساطة التي هي دواخلهم العميقة «مش كده يا حماد.. على وزن مش كده يا كرم الله.. ويا خلف الله عذبتنا» ويا حكومة اضبطي ألسنة منسوبيك ومحسوبيك.
ü يلاّ قوم لف كده!
ما إن أمسَّك المسؤول بالمايكرفون وبدأ كلمته التي يبدو أنه قد حفظها عن ظهر قلب.. إلا وبدأ الحضور في الانسحاب واحداً تلو الآخر مرددين في خواطرهم «الفيلم دا دخلناهو ألف مرة».. ويبدو أن ذات المسؤول قد تلى ذات الخطبة في ذات الموقع ولكن ماذا نقول «إنه الزهايمر السياسي».. وتبقى البعض متسمرين في الكراسي ولسان حالهم «يلاّ قوم لف كده يا كضاب».. وحقيقة كثيرون يعشقون حالة «النضم» خاصة إن أكرمهم البعض بحسن الاحتمال والاستماع ووجدوا السانحة لتشنيف الأذان بالفاضي والمليان.. «أها يا مسؤول يلاّ قوم لف كده».
ü يا اب ركبين!
والعجوز تمارس نظراتها الحارسة للداخل والخارج من الدار.. وأحياناً تعجز عن الوصول لهؤلاء فتتطاول عليهم بلسانها.. فإذا مرَّ دون السلام عليها أحدهم سريعاً.. نادت عليه «هوي يا اب ركبين إنت منو؟».. وإن مرّ القصير.. ذات العجوز نادت عليه «هوي يا الوتد.. ماشي وين؟».. وتظل العجوز في تلك الحالة كما «مروحة الاستاند..».. وبذات الاتجاه يبدو أن هذا منهج تتعامل به الدولة تجاه بعض القضايا «نضم خشم ساي».
ü آخر الكلام:مسرحية الشتات الذهني التي تحاصرنا تجعلنا نتقافز ما بين فصول الأحداث.. أبيض.. أسود.. رمادي.. بني.. لون زينب.. لون نفيسة.. لون فاطمة.. فاحتملونا متى ما أحسستم أننا «مذهللين».
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]