نور الدين مدني

الميرغني والحراك السياسي

[ALIGN=CENTER]الميرغني والحراك السياسي [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]نقدر الظروف التي عجلت بعودة رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي مرشد الختمية إلى وطنه وأهله ومريديه وجماهيره ونعلم أنها قد لا تكون مواتية لأي عمل سياسي، ولكننا في نفس الوقت نؤكد ان ظروف البلاد ذاتها تستوجب هذا العمل السياسي.
* لذلك لم يكن غريباً ان تتحرك رموز الحزب الاتحادي الديمقراطي وتنتهز فرصة وجود السيد محمد عثمان الميرغني لكي تُفعّل الجهود القائمة من أجل إعادة ترتيب البيت الاتحادي الذي تتهدده الألوية الكثيرة والانشطارات الفوقية التي نعلم أنها لا تؤثر في وحدة القواعد الاتحادية التي ثبت أنها مازالت ملتفة حول رئيس الحزب.
* لم يكن غريباً هذا التنادي العفوي من كل قادة ورموز الأحزاب لترتيب لقاءات مع رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي بعيداً عن أجواء الحزن القائمة المقدرة وذلك للتفاكر حول مستقبل الوطن والمواطنين في ظل المهددات الداخلية والخارجية.
* وبهذه المناسبة فإننا نثمن ما جاء في خطاب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي مرشد الختمية مساء أمس الأول الجمعة بمسجد السيد علي الميرغني ليس فقط من أجل لم الشمل الاتحادي وانما للعمل مع القوى السياسية الأخرى لتحقيق السلام الشامل والتحول الديمقراطي والحفاظ على وحدة البلاد أرضاً وشعباً.
* نثمن أيضاً اشاراته الايجابية تجاه كل الذين خرجوا من تحت راية الحزب الاتحادي الديمقراطي بمختلف مسمياتهم وألويتهم للعودة إلى رحاب الحزب الأب وقوله انه لا يرفض أي أحد وأنه سيبارك الاتفاق الذي سيتم داخل الحزب ونقول له ان هذا يتطلب جهدك المباشر، وليس تركهم مرة أخرى للخلافات القائمة فعلاً.
* نحن أيضاً نقدر دور الحزب في تحسين العلاقات مع دول الجوار خاصة الجارة الشقيقة اريتريا وجهده المقدر لاستكمال السلام في البلاد خاصة في دارفور، ولكن المطلوب تفعيل العمل السياسي الداخلي ليس فقط داخل الحزب وانما مع كل الأحزاب والتنظيمات السياسية لدفع مساعي أهل السودان لتأمين السلام واستكماله وحماية وحدة البلاد أرضاً وشعباً وتعزيز الحريات ودفع استحقاقات التحول الديمقراطي.
* نحن نعلم انه ليس للسيد محمد عثمان الميرغني تطلعات شخصية، ولكننا نعلم أيضاً مدى أثره وتأثيره في الساحتين الداخلية والخارجية، وننتهز فرصة وجوده في وطنه ووسط أهله ومريديه وجماهير شعبه لكي يعمل على دفع الجهود القائمة من أجل الانتقال عملياً من مرحلة الأحادية والشمولية إلى التعددية الحزبية الديمقراطية بعد الاتفاق السياسي القومي الذي لا بد ان يسهم فيه لكي يتحول إلى مرتكزات سياسية واقتصادية وتنموية وعدلية وأمنية التي يمكن ان تتنافس عليها القوى السياسية سلمياً وديمقراطياً.[/ALIGN]

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1074 – 2008-11-9